السبت، 30 أبريل 2011

شبيهي الطيّب

ماذا لو أن هناك شبيها لي في هذا العالم يعيش في مكان آخر من هذا العالم ؟ يا ترى ماذا سيفعل ؟ كيف سيمضي يومه ؟ ماذا سينجز في حياته ؟ هل سيكون أوفر حظا منّي أم أتعس حالا ؟ هل هذا يعتمد على المكان الذي سأتخيّله فيه ؟ فطبعا هذاالـ"أنا" لو كان يعيش في إحدى القبائل الأفريقية لن تكون حياته كالـ"أنا" الذي يعيش في السويد مثلا ، هل سيكتب لي ربما يوما ما أن ألتقي به ؟ .
أعتقد أنّ شبيهي الذي أتخيله و الذي يعيش في مكان آخر من هذا العالم ، أعتقد أنه نفسه "أنا" و لكن في ظروف مختلفة ، يعني أنه سيفعل ما كنت سأفعله لو كنت في نفس الموقف !

لكن إنتظر ، ماذا لو كان هذا الشبيه هو نصفي الشرّير ؟ أو نصفي الخيّر ؟
 ماذا لو كانت حياته هي "النسخة الجيّدة من حياتي" ، يعني أنّه اتخذ القرارات الصحيحة في حياته بينما أخطأت و اغتنم الفرص التي جاءته بينما تركتها ؟ يا ترى كيف ستكون حياته ؟
هل سيكون محافظا على دينه و هويّته ؟ هل سيكون نقيّا طاهرا تغلّب على الشيطان كلما وسوس له فلم يقع في المعاصي و لم يرتكب السيئات التي ارتكبتها ؟ هل كان قوّيا صادقا حينما كان عليه أن يكذب بينما كذبت أنا ؟ هل كان واقفا حاضرا عندما كان عليه ذلك بينما غبت أنا ؟ هل سيكون ملتزما مواظبا على تطوير ذاته و استغلال مواهبه و مهاراته بينما استسلمت أنا من أوّل نفحة ملل ؟ أتخيّله محبوبا معروفا عند الناس بحسن خلقه فقد ألقى السلام على الجماعة عندما خجلت أنا ، و قال كلمة الحق عندما خفت أنا أو لم أبالي .
هل استغل وقته و جهده ليكون أفضل نسخة ممكنة من نفسه ؟ أم أنّه فضّل الراحة و المتعة القصيرة على حساب النجاح و التقدّم مثلما فعل أحدهم ...!
شبيهي هذا قام بكل الأمور التي أجّلتها و كل الأعمال التي أردت أن أقوم بها و حاول تحقيق كل الأمنيات التي حلمت بها ،
في المقابل قد يكون القدر لعب دورا مهمّا في حياة شبيهي هذا ، ربما لم تضع منه نقود كما ضاعت منّي ، ربما لم يكن في محيطه أشرار كثيرون و أخيار قليلون كما حصل معي ، ربما لم تسقط منه تلك اللمبة التي كسرتها و لم يضيّع ذاك الهدف الذي ضيّعته في مباراة الأمس ، ربما عندما استيقظ ليذهب إلى صلاة الفجر لم يجد البرد قارسا و الطريق موحلا و الكون نائما ،،، مثلما فعلت أنا ،،،
يالي من فاشل ، حتى عندما وجدت شبيهي الناجح رحت  أحصي مبرّرات ناجحه و أبرّر فشلي ، بدل الإقتداء به !

الأحد، 24 أبريل 2011

عن الدائرة ثلاثية الأبعاد

ليست لديّ مشكلة واضحة مع كرة القدم ، في الواقع أنا مدافع جيّد ، و المدافع في كرة القدم يا إخوة و يا أخوات هو منصب من لا يجيد لا مراوغة و لا التسديد ، يعني لكي يحفظ ماء الوجه يقول : أنا مدافع جيّد ... لا علينا ،
كرة القدم في الجزائر ليست مجرّد رياضة ، الأمر أكبر بكثير ، هناك من شبّهها بأنها (دين) لكني أرفض هذا التعبير ، سنقول فقط بأن الناس يحملونها أكثر مما تستحق ، الكرة في الجزائر منهج حياة ، أنت لا تشاهد في الجزائر مباراة لكي تستريح ، بل عليك أن تستريح لكي تكون في كامل قوّتك عندما تشاهد المباراة !!!
الكابتن ماجد ، مباراة ألمان-الجزائر ،،،، بل أن هناك من قال لي أن المسلسل الكارتوني : "الكابتن راح" كان يتحدّث عن اللاعب الجزائري رابح ماجر !!!
مباراة مثل نهائي كأس إسبانيا أو كأس الرابطة الأوروبية أو نهائي كأس الجزائر هو بمثابة عرس برازيلي كبير !
و لكن رغم هذا التعلق الكبير بهذه الرياضة و الإهتمام الشعبي الكبير ، نصطدم بالواقع ، لسنا أمّة كرويّة !
مهما فعلنا ، لن يصبح فريقنا الوطنيّ أكثر من مجرّد فريق قد يتأهل كل عشر سنوات إلى كأسالعالم و يقصى من الدور الأوّل ، قد نحلم بالحصول على كأس أفريقيّة كل 15 سنة أو أكثر و هذا مما لا نلام عليه ، لكنّنا لسنا أمّة كرة ، نحن لسنا البرازيل و لا الأرجنتين و  لا إسبانيا حتى لو أحضرنا أعظم مدربي العالم  لن نكون في يوم من الأيّام أكثر من الجزائر !
http://img19.imageshack.us/img19/1279/228soccer20ball.jpg
لذلك ، و من منطلق أن الكرة الجزائريّة هي من القطاعات التي تستنزف الكثير من ميزانية الدولة سواء ما يقدّم للّاعبين كمكافآت أو رواتب ، و ما يصرف على الملاعب و كل المصاريف الرياضية ، أرى أن من واجب كل مواطن يحترم نفسه و يدرك أنّه مجرّد "مدافع جيّد" خاض العديد من الصراعات الرياضية في لقاءات كالداربي الإسباني أو الداربي العاصمي بين الإتحاد و المولودية ، عليه أن يطالب بأن تتوقف الدولة عن صرف هذه المبالغ الضخمة على هؤلاء "المدافعين الجيّدين" و أن توجّه هذه الأموال إلى  قطاعات أخرى كالبحث العلمي و المشاريع الإجتماعية تخلق مناصب شغل جديدة  و أن يبدأ اللاعبون من اللحظة بالبحث عن مكان لهم في مراكز التكوين المهني خاصة و أنّ أغلبهم لا يملكون أدنى شهادة دراسية تذكر ،،،
هذا كل شيئ و one two three , viva l'algerie

الجمعة، 15 أبريل 2011

عن خطاب الرئيس

عوّدنا بوتفليقة على قوّة خطاباته ، قوّة كان يكتسبها من الحديث بالعاميّة الدارجة أحيانا لتفهمه جميع شرائح المجتمع الجزائري و أحيانا من ارتجاليته و عدم اعتماده على قراءة الخطاب من الورق و النظر مباشرة إلى أعين الجمهور/الكاميرا ،،
هذه المرّة أطلّ علينا مصفرّ الوجه ، علامات الكبر/المرض واضحة وضوح الشمس في ملامحه ، لم يرفع رأسه عن الورقة إلا لمرّات معدودة ، إنّه خطاب يدلّ على ضعف الرجل الأوّل على رأس النظام الجزائري ، أمّا عن لغة الخطاب فلم تكن هنالك قرارات في الصميم أو كلمات تشعر المواطن أنّ هنالك رغبة جادة و صادقة في انتهاج طريق الإصلاح و محاربة الفساد ،، لغة خشب فهمت منها أنا على الأقل أن : "لاتنتظروا الكثير !" ، كما أن حديثه عن السنوات الدامية في الجزائر يدلّ  أن النظام وصل إلى مرحلة أنه يلعب على وتر العاطفة ،
http://cartonrougepolitique.unblog.fr/files/2009/05/bouteflikanobel.jpg
كل هذا لا يهم المواطن الجزائري البسيط ، نحن نريد إصلاحا شاملا كاملا يضمن للمواطن حقوقه من عمل و مسكن و حرية تعبير و تعليم و صحة ومحاسبة من سرق من أبسط موظّف في مصلحة عامّة إلى أعلى منصب في مؤسّسة الرئاسة و المؤسسة العسكرية و المخابراتية ، إصلاح في جميع الميادين ،، المواطن العادي لا يهمه إن تحقق هذا الإصلاح عبر إسقاط هذا النظام  أو ضمن النظام الحالي ، المهم هو النتيجة .
  • شيئ آخر : "ارفع راسك يا بّا" لم نشاهدها في خطابك فخامة الرئيس !

جرّب الجزائر

إذا كنت مهتمّا بالسياحة و تريد التمتع ببلد يجمع نسيم البحر و الشاطئ مع عراقة الرمل و الصحراء ، فإني أقترح عليك تجربة بلد جميل إسمه الجزائر ،، لمزيد من المعلومات زر موقع جرّب الجزائر :



الشريعة - ولاية البليدة

http://www.tryalgeria.com/

الخميس، 7 أبريل 2011

ثورة ! ثورة !

في بعض الأحيان لا يكون لدينا موقف واضح من بعض الأمور ، ليس فرضا أن يكون لديك موقف مؤيّد أو معرض لهذه الفكرة أو تلك ، كم قال الأستاذ أحمد الشقيري :
"ملحوظة : ليس بالضرورة ان يكون للانسان رأي في كل شيئ يحصل. احيانا ينعدم الرأي لعدم وضوح الرؤية. وهنا يتواضع الانسان ويقول : الله أعلم"
في بعض الأحيان تكون الرؤية كغير واضحة و الكثير من المعطيات و العوامل المؤثرة التي تحجب الرؤية و هذا رأيي في الثورة العربية التي تعصف بالمنطقة ، لست مؤيّدا و لامعارضا.
طبعا أنا معارض لجميع الأنظمة الإستبدادية العربية الملكة منها و الجمهورية و حتى "الجماهيرية" المذلّة لشعوبها و التي تحكم منذ أن ولدت ، هذا لا جدال فيه لكن أن تصبح هذه الفوضى التي تعصف بالمنطقة و في وقت واحد و مع تدخّل خارجي في الشأن الليبي و تارة و تجاهل في الشأن البحريني فهذا يطرح عدّة تساؤلات ،
من يوجّه الشابا الثائر ؟ من يعزف على وتر الثورات ، من يعبّئ الجماهير ؟ من يتحكّم في صورة الأحداث على هذا التسلسل ، هناك عدّة نظريات في الأفق ، النظرية التي تقول أن هذه الثورات العربية مبرمجة في المخابر الأمريكية و هدفها هو وصولها إلى إيران لإسقاط النظام ،
ماذا سأفعل الآن ؟ سأفرح بأي انتصار تحققه الشعوب العربية على أنظمتها الإستبدادية ، لكن سأبقى حذارا و متقبلا لكلّ النظريات ،

يرحم باباك ..متى تستقيل ؟

سيّدي ،
صاحب الفخامة و الجلالة و السّعادة ،
سيّدي الوزير سيّدتي الوزيرة* ،
دعني أسأل معاليك ، متى ستستقيل ؟

عزيزي وزير التجارة ، ترتفع أسعار المواد الغذائية إرتفاعا جنونيّا فيخرج الشباب إلى الجزائر فيكسّر و يشعل العجلات و يحرق الدّنيا يخرّب العامّ و الخاص و يرانا العالم في التلفزيونات العالمية على أنّنا شعب جائع حرق الدنيا بسبب إرتفاع سعر الزيت أو السكر  ثم تعلن أنت أن الأسعار ستنخفض ، يعني أنّك تقول   : "أيّها الشباب ، من الآن فصاعدا إذا ارتفع سعر مادّة غذائيّة فما عليكم إلا أن تخرّبو و تكسّروا الدنيا و الوزارة هنا ، ستخفّض سعر البيض أو البطّيخ أو أي مادّة أخرى ، ما عليكم إلا أن تخرّبوا و تكسّروا الدنيا.

يرحم باباك متى تستقيل ؟؟

عزيزي وزير التعليم العالي ، يضرب طلبة الجامعات في مختلف أنحاء الوطن ، ثمّ يقومون بمظاهرات حاشدة ، ثمّ يقومون بإعتصامات أمام مقر وزارتكم رافعين شعارات تدعو إلى إسقاط نظام LMD و تدعو إلى  إِسْقَاطِ-كُمْ-  ، ثم أمام القصر الرئاسي يتعرّض بعضهم للضرب ، ثم تستسلم أخيرا،،، و ترضخ للحوار ؟؟!!

يرحم باباك متى تستقيل ؟؟


عزيزي، أحم... ملك ،، عفوا وزير التربية و التعليم ، إضرابات عن العمل ، عن الطعام ، عن الحياة و لم تتزعزع من مقعدك ، نظام جديد ، كتب جديدة ، منهج جديد و الفشل واحد أولى بالأصح الفشل صفر ، إخفاق كبير في التنسيق بينك و بين صديقك في وزارة التعليم العالي و رغم ذلك مازلت ولا تزال على رأس وزارة اللاّتربية و التجهيل لكن صدّقني : لازلت ولاتزال و ستزول وزيرًا.
أعلم أنّك لن تستقيل لذلك لن أتعب نفسي بالسؤال لكن سأقول لك :
 








وزيرة الـ(ثقافة) ، المسؤولة الرسمية عن "تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" ، الرّاقصة من الطراز الرفيع ،  لا أعرف هل أذكر مشاهد الأفريقيّات "العريانات اللواتي كن يرقصن في شوارع العاصمة بحجّة الثقافة الإفريقية أو شيئ كهذا ، و الشعب يموت جوعا و يهرب منك على قوارب الموت ،  أم تصويرك و أنت ترقصين ؟ أم شعبيّتك التي في الحضيض لدى الشباب الجزائري

يرحم باباك ، متى تستقيلين ؟ أم أنّي سأموت قبل ذلك ؟

---------------
في الغرب يستقيل وزير بسبب زلّة لسان ، و تستقيل وزيرة بسبب أنها ركبت الطائرة الخطأ ، بل و  ينتحر وزير الزراعة الياباني
 بسبب فضائح مالية في وزارته!(لا أطلب منكم الإنتحار، لكن إذا كنتم مصرّين فلابأس!)

سؤال : يرحم باباك أيها الوزير/ة الذي مرّت على وزارتك أزمات و فضائح لو مرّت على بابا نويل لاستقال من منصبه ، هل تنتظر مثلا من الشعب أن يستقيل ؟ صدّقني لن يستقيل الشعب بل سيُقيلك ، و سيكون ذلك مؤلما.

السبت، 2 أبريل 2011

بطلاً خارقًا ،، أنا !

كنت متّجها كعادتي إلى عملي في صباح عادي بعد أن تناولت نصف كوب من السائل المفترض أنه قهوة (سهرت البارحة ، لذلك ربما أخطأت بين وعاء البنّ و وعاء مسحوق الغسيل!)
وصلت إلى محطّة القطار الذي من المفترض أن يقرّبني من مقرّ عملي، وصلت و أنا ألهث كالعادة ، دائما أركض لكي أصل قبل انطلاق القطار ، لن اُحرج برائح العرق أمام المسافرين فالجميع هنا هنا يعرف مأساة أن لا تملك سيّارة ،
أؤمن دائما اني سأصل متأخّرا مهما استيقضت باكرا ، حتى لو استيقضت الساعة التاسعة قبل منتصف الليل فسيحدث شيئ ما يجعل بابا المنزل يعلق فلا ينفتح حتى السابعة صباحا ، أو تتوقف سيارة جاري حسام التي اشتراها أوّل أمس ! أو ينفجر البركان الواقع في حديقة منزلي و الذي أقسم لي الذي باعني البيت أنّها مجرّد صخور على شكل بركان و ليس أبدا ..بركان ، وصدّقته !


في النهاية دائما سأتاخّر عن عملي !
 
أنا الآن في القطار جالس دون فعل أيّ شيئ سوى البحلقة في وجوه الناس ، جائع ، و في حاجة إلى الإستحمام.
فجأت تصرخ سيّدة ما في المقصورة الأمامية للقطار : لص ! أوقفوا اللص ! لص سرقني ، لصّ سرق لعـ ... !!! أوقفوه !


من حيث لا أدري أجدني قد اكتسبت أنا "الممل ، الجائع ، المحتاج إلى استحمام" أجدني قد اكتسبت شجاعة أبطال هوليوود ، تقدّمت إلى المقصورة و ما إن نظرت إلى عينَي الّلص المزعوم حتى تملّكني تساءل روتينيّ : لماذا أيّها اللصوص تشتركون في هذه الحواجب الكثيفة و النّظرة الشريرة و الملابس السوداء ؟ حسنا عن الحواجب و النظرة قلنا خلق الله ... لكن الأسواق اليوم مملوءة بعدّة ألوان موسميّة غير الأسود ، بل أنّ الموضة هذه الأيّام هي اللون الزهري حسب صديقي بوعلام !


إستنتجت أنّ اللصوص لا يتابعون الموضة.


إستجمعت كامل قواي و بدات اتقدّم ناحية اللص بتسارع ، حاولت أن أبدو واثقا من نفسي لعلّي أشعره بالخوف ! 
بادر بلكمة مباشرة إلى الوجه لكنّي تفاديتها لحسن حظي وسط اندهاش المسافرين ، رددت بعدّت ركلات متتالية ثم صعدت في تسارع للأحداث فوق كرسي من كراسي القطار و رحت أنفّذ لقطة شهيرة من لقطات المصارعة الحرّة ! اعتقد أنّ السائل الذي شربته ذاك اليوم كان له فضل في نجاح هذه اللقطة ! 
ثم انهلت عليه بالضّربات الواحدة تلو الاخرى بكل وحشية و بدون رحمة ! حتى سقط مغشيّا عليه ، هكذا حسبت نفسي انتصرت و بدأت أفكّر في سيناريو ما بعد الإنتصار! لكن إنتظر! اللصوص دائما يمشون في جماعات ، هذا ما استنتجته من خلال مشاهدتي للأفلام البوليسية و بالفعل كان هذا اللص معه 6 -وفي رواية أخرى4- من أتباعه في ذات المقصورة ، تقدّم الأوّل نحوي و بدون مقدّمات مزّق قميصي .
أعتقد أنّ تمزيق قميصي كانت اللحظة الحاسمة في هذا النزال الاسطوريّ ،  ، قميصي ؟ مالي ؟ شرفي ! عزّتي !! كرامتي !!! تعالوا إلى هنا أيّها الاوغاد ! و إنفجرت غاضبا على الستّة بضربات خاطفة مثل تلك التي يأديها جاكي شان في أفلامه (لكنّي كنت اسرع منه طبعا) 


لقّنتهم درسا لن ينسوه و هو : لا تمزّق أبدا قميص رجل بخيل !





بعد هذه المعركة الأسطوريّة أحسست بأني سبايدرمان الّلعين أو هولك العجيب ، أو ربّما أحسست أنّي القذّافي نفسه! نشوة لا مثيل لها.
إتّجهت ناحية السيّدة و سألتها كما يفعل جميع الأبطال الخارقين : 
- هل أنت على ما يرام يا سيّدتي ؟ 
- أظنّ ذلك .
- من هذا اللص و ماذا يريد منك ؟
-لقد سرق لعبة ابني الصّغير !!!...... أو ربّما كان يداعبه فقط ..  
---------------
أنا و كأيّ جزائري يحترم نفسه لا أملك معنويات ، لا مرتفعة و لا منخفضة ، لكن في تلك اللحظة التي أجابتني فيها السيّدة احسست بشيئ إنخفض بشدّة ! سأحاول التفكير بأن الذي انخفض هي معنوياتي  لأني لا أتقبّل فكرة أن الذي انخفض هو سروالي من شدّة خيبة الأمل !


صرخت في وجه السيّدة بكل ما أوتيت من قوّة بافعال و بغضب شديدين : هل تقولين أنيّ ضربت و شتمت و كدت أموت و تمزّق قميصي العزيز من أجل ... لعبة اطفال ؟ 
في هذه الأثناء وصلت الشرطة (لا أدري لماذا تصل الشرطة دائما متأخرة في كل الروايات و الافلام !) 
عندما وصلت الشرطة و جدت سيّدة مرتبكة و رجل ممزّق الثياب يصرخ في وجهها و مجموعة من الرجال الصالحين الذين(سقطوا في ميدان الشرف و هم يدافعون عن هذه السيّدة المسكينة و عن حقّ ابنها الصغير في الّلعب) 
بعد ساعات من الشرح و التحقيق و الإستجواب في مخفر الشرطة و بعد أن (أخذت علقة) ، عدت إلى المنزل حزينا على عيني التي إزرقّت من ضربات ذاك الشرطي السمين و على قميصي الغالي الذي تمزّق و حفظت الدّرس :


لاتثق في النساء ، دع العمل البطولي لسبايدرمان اللعين و هولك العجيب ، إستقلّ الحافلة. 


-------------------------------------------------------
بقلم الروائي و الكاتب المشهور: أنا (سلسلة سيناريوهات لن تحصل أبدا)