لم أكن خائفا !
صحيح أنّي في السجن ، ربما أنا الآن في أخطر بقاع الأرض ، مع أخطر المجرمين و السّفاحين و القتلة المأجورين ، لكن رغم هذا لم أكن خائفا ، كنت أتخيّل وجودي في السجن على أنّه لعبة تجري في عقلي ليس إلاّ ، محظ وهم أعيشه ، لنقل أنّي أعتبره كابوسا يبدو كالحقيقة ، و قريبا سيأتي أحدهم ليرشّني ببعض الماء البارد لأستيقظ و انتهي من هذا الكابوس و يعلن نهاية الفيلم، لكن في أعماقي كنت أعلم أن هذا الذي أعيشه ليس وهما ، بل حقيقة كالشمس و النهار و الخيرو الشرّ و الظلمو الجوع و القهر و كل الحقائق و المسلّمات ،
عدت إلى الزنزانة ، نظرت حولي ، أرى فراشا عليه غطاء قديم من المفترض أن يقيني برد الليل ، جلست على ذاك الفراش ، لففت الغطاء حولي و غرقت في تساؤلاتي اللامنتهية ، كان السؤال يجذب آخر أعمق منه ،،
التساؤل و التفكير الدائم رحمة ، فهو يقيني شرّ الإنتظار ، لا أتخيل نفسي جالسا في تلك الزنزانة و كل ما أفعله هو "إنتظار المجهول"
الإنتظار كالسيجارة ، ينهيانك ، يقتلانك لكن ببطؤ شديد ..
كانت الحاجات البشرية الأساسية في آخر سلّم اهتماماتي ، لم آبه أبدا بالجوع و العطش و البرد و قضاء الحاجة ، كنت أفكر أفكر ، ارهقني سؤال كنت أؤجله فالتفكير فيه آلمني :
لماذا لم يأت أحد لزيارتي ؟ هل كنت شخصا سيّئا لهذه الدرجة ؟ و لا أحد ؟ لا أطلب الكثير ، لا أطلب أني تأتي أسرة جميلة مكونة من أب و أم و أخت صغيرة تحظر لي الطعام و تطمئنني على أخي الذي يدرس في الغربة و عن علامات أختي في المدرسة ، لا أريد كل هذا ، هذا كثير جدّ عليّ ، أريد شخصا واحدا يكفيني ، لا يهم كبيرا صغيرا عجوزا ، أريد شخصا يعطيني أملا بأنّي عشت حياة خارج هذا السجن ،
ألهذه الدرجة كنت سيّئا ؟ سيئا لدرجة أن لا أحد لاحظ غيابي أو اهتم بالبحث و السؤال عني ؟ هل العالم أفضل حالا بوجودي في السجن ؟
و أنا غارق في هذه التساؤلات المؤلمة سمعت ضحكات صادرة من الزنزانة التي أمامي ، نظرت فإذا به أحد المساجين الذين رأيتهم في ساحة السجن ،
صحيح أنّي في السجن ، ربما أنا الآن في أخطر بقاع الأرض ، مع أخطر المجرمين و السّفاحين و القتلة المأجورين ، لكن رغم هذا لم أكن خائفا ، كنت أتخيّل وجودي في السجن على أنّه لعبة تجري في عقلي ليس إلاّ ، محظ وهم أعيشه ، لنقل أنّي أعتبره كابوسا يبدو كالحقيقة ، و قريبا سيأتي أحدهم ليرشّني ببعض الماء البارد لأستيقظ و انتهي من هذا الكابوس و يعلن نهاية الفيلم، لكن في أعماقي كنت أعلم أن هذا الذي أعيشه ليس وهما ، بل حقيقة كالشمس و النهار و الخيرو الشرّ و الظلمو الجوع و القهر و كل الحقائق و المسلّمات ،
عدت إلى الزنزانة ، نظرت حولي ، أرى فراشا عليه غطاء قديم من المفترض أن يقيني برد الليل ، جلست على ذاك الفراش ، لففت الغطاء حولي و غرقت في تساؤلاتي اللامنتهية ، كان السؤال يجذب آخر أعمق منه ،،
التساؤل و التفكير الدائم رحمة ، فهو يقيني شرّ الإنتظار ، لا أتخيل نفسي جالسا في تلك الزنزانة و كل ما أفعله هو "إنتظار المجهول"
الإنتظار كالسيجارة ، ينهيانك ، يقتلانك لكن ببطؤ شديد ..
كانت الحاجات البشرية الأساسية في آخر سلّم اهتماماتي ، لم آبه أبدا بالجوع و العطش و البرد و قضاء الحاجة ، كنت أفكر أفكر ، ارهقني سؤال كنت أؤجله فالتفكير فيه آلمني :
لماذا لم يأت أحد لزيارتي ؟ هل كنت شخصا سيّئا لهذه الدرجة ؟ و لا أحد ؟ لا أطلب الكثير ، لا أطلب أني تأتي أسرة جميلة مكونة من أب و أم و أخت صغيرة تحظر لي الطعام و تطمئنني على أخي الذي يدرس في الغربة و عن علامات أختي في المدرسة ، لا أريد كل هذا ، هذا كثير جدّ عليّ ، أريد شخصا واحدا يكفيني ، لا يهم كبيرا صغيرا عجوزا ، أريد شخصا يعطيني أملا بأنّي عشت حياة خارج هذا السجن ،
ألهذه الدرجة كنت سيّئا ؟ سيئا لدرجة أن لا أحد لاحظ غيابي أو اهتم بالبحث و السؤال عني ؟ هل العالم أفضل حالا بوجودي في السجن ؟
و أنا غارق في هذه التساؤلات المؤلمة سمعت ضحكات صادرة من الزنزانة التي أمامي ، نظرت فإذا به أحد المساجين الذين رأيتهم في ساحة السجن ،
- " لا تقلق ، لا تفكّر كثيرا ، و تذكّر أن الليلة الأولى في السجن هي الأصعب ، ستعتاد على الوضع هنا ، أمّا الآن فخذ قسطا من النوم فالصباح قد اقترب ،، "
يتبع ،،،