في طريقي إلى الثانوية صباحا، وأنا أمشي بكلّ وقار مدّعيا الجهاد في سبيل طلب العلم خاصة مع البرد القارس هذه الأيّام، والواقع أنّي لا في جهاد لا والو بل ذاهب إلى هناك فقط كي ألتقي بالرفاق فأتظاهر بأنّهم رائعون ونكاتهم مضحكة جدّا طول اليوم، حتى يدقّ الجرس لأعود إلى المنزل وهكذا دواليك.
anyway ، في طريقي إلى الثانوية صباحا أمرّ بأحد المقاهي الشعبية، في الصباح الباكر يكون هذا المقهى ممتلئا بالعمّال الذي يطلبون قهوة يبدؤون بها يومهم الشاق، مايلفت انتباهي هو أحد الرجال الذي يطلب دائما قطعة قلب اللّوز،
يعتدل الرّجل في جلسته، ويرتّب الملعقة بأناقة أمام قطعة قلب اللّوز ثم يستمتع بالنّظر إليها لدقائق.. إنّ هذه القطعة تمثّل له كل قيم السعادة والجمال والرضى والسلام العالمي وحل مشكل التضخم في العالم، جمال وأسرار الكون وحلاوته كلّها تتجسّد في قطعة قلب اللّوز، وكأنّ الخير الموجود في هذا العالم كلّه يحضّه على تناولها، إنّك بأكلك لها تسدي خدمة للبشرية! كُلْها فالشرّ في هذا الكوكب يحسدك ويتمنّى أن يحصل شقّ في الأرض يبتلع الطاولة وما عليها قبل أن تنعم بها الخلايا الحسيّة الموجودة في لسانك، قمّة الإستمتاع بالشيّء قد تصل إلى حدّ ذرف الدموع!، تلك اللحظات التي نقضيها في الإستمتاع بشيء من متاع الدنيا بكلّ صدق كاف لأن يحفّز شيئا من هرمونات السعادة في جسدنا، فعلا الكائن البشري لا يحتاج إلى الكثير لكي يشعر بالرضا والسعادة الداخلية،
هنالك من يجد سعادته الداخلية في ممارسة هوايته المفضّلة، وهنالك من يجدها في ركعة لربّه عزّ وجلّ، هنالك من يجدها عندما يشتمّ رائحة الشوكولاطة من النوع الفاخر -مثلما أفعل أنا- وهنالك من يجدها في قبلة على جبين والده -تمهيدا لأن يطلب منه مبلغا من المال ليشتري به قطعة قلب اللّوز-.
*خاتمة*
-------
قلب اللّوز هو حلوى جزائرية تقليدية يكثر استهلاكها في رمضان.
anyway ، في طريقي إلى الثانوية صباحا أمرّ بأحد المقاهي الشعبية، في الصباح الباكر يكون هذا المقهى ممتلئا بالعمّال الذي يطلبون قهوة يبدؤون بها يومهم الشاق، مايلفت انتباهي هو أحد الرجال الذي يطلب دائما قطعة قلب اللّوز،
يعتدل الرّجل في جلسته، ويرتّب الملعقة بأناقة أمام قطعة قلب اللّوز ثم يستمتع بالنّظر إليها لدقائق.. إنّ هذه القطعة تمثّل له كل قيم السعادة والجمال والرضى والسلام العالمي وحل مشكل التضخم في العالم، جمال وأسرار الكون وحلاوته كلّها تتجسّد في قطعة قلب اللّوز، وكأنّ الخير الموجود في هذا العالم كلّه يحضّه على تناولها، إنّك بأكلك لها تسدي خدمة للبشرية! كُلْها فالشرّ في هذا الكوكب يحسدك ويتمنّى أن يحصل شقّ في الأرض يبتلع الطاولة وما عليها قبل أن تنعم بها الخلايا الحسيّة الموجودة في لسانك، قمّة الإستمتاع بالشيّء قد تصل إلى حدّ ذرف الدموع!، تلك اللحظات التي نقضيها في الإستمتاع بشيء من متاع الدنيا بكلّ صدق كاف لأن يحفّز شيئا من هرمونات السعادة في جسدنا، فعلا الكائن البشري لا يحتاج إلى الكثير لكي يشعر بالرضا والسعادة الداخلية،
هنالك من يجد سعادته الداخلية في ممارسة هوايته المفضّلة، وهنالك من يجدها في ركعة لربّه عزّ وجلّ، هنالك من يجدها عندما يشتمّ رائحة الشوكولاطة من النوع الفاخر -مثلما أفعل أنا- وهنالك من يجدها في قبلة على جبين والده -تمهيدا لأن يطلب منه مبلغا من المال ليشتري به قطعة قلب اللّوز-.
*خاتمة*
-------
قلب اللّوز هو حلوى جزائرية تقليدية يكثر استهلاكها في رمضان.