الجمعة، 20 مايو 2016

مسودات لم تجد طريقها إلى النور

منذ مدة طويلة لم أكتب في هذه المدونة، وجدت أن الكثير من المسودات تراكمت دون أي نية للعودة إليها لإكمالها، لذلك سأنشر بعضا منها، بعضها به كلمة واحدة مثل "الإنبهار، مكتوب" وأشياء أخرى غير مفهومة، وبعضها بها جملة واحدة كتبتها منذ سنوات لذلك نسيت ماكنت أقصد بها أو ما الموضوع الذي أردت الحديث عنه. هاهي بعض هذه المسودات:

المسدوة 1 بعنوان "التدوينة السخيفة التافهة":
كلما كتبت تدوينة حصلت على عدد كبير من الزيارات وانتشرت في الشبكات الإجتماعية، أفكر في كتابة تدوينة بعدها مباشرة، تدوينة سخيفة تافهة، حتى يخفّض الزوار الجدد من سقف طموحهم ولا يعتقدوا أنهم اكتشفوا حكيما جديدا يقول كلاما عميقا، أي أي شيء من هذا الهراء..لذا بما أن التدوينة السابقة كانت من النوع الذي ذكرته فوق، فهذه هي التدوينة السخيفة التافهة!

المسودة 2 بدون عنوان (الكثير من المسودات تخليت عنهم قبل أن أضع لهم عنوانا)
كلما كبرت، كلما صار القيام بالأشياء المجنونة الغبية أصعب. كلما كبرت، مع كل حدث محوري في حياتك، يصبح توقّفك أمام منشورات tumblr أطول، إذا كنت قبل 4 سنوات تتوقف أمام صورة ما لـ 0,01 ثانية، فأنت الآن تتوقف أمامها لثانية واحدة، تبحث عن عمق ما في كل هذا، تنظر لتلك العبارة التي تتكرر في تلك الأغنية أو ذاك الفيلم بطريقة مختلفة، في السابق كنت تمرّ عليها قائلا " نعم حسنا حسنا، كان عليهم أن يملؤوا الفيلم بـاقتباس "quote" من أجل أن يجد جماعة تويتر شيئا يغرّدون به"

المسودة 3 بدون عنوان (كتبتها بعد انتشار صورة الطفل السوري على الشواطئ التركية ولم أنشرها)
الصورة المنتشرة للطفل السوري الذي قضى غرقا على شواطئ تركيا أصابتني في مقتل، اختصرت الصورة لوحدها الآلاف والآلاف من الكتابات والمقالات عن الجنون والرعب المنتشر في بلادنا العربية وعن انتشار الدماء والذبح بحيث صارت صورها لا تؤثر فينا أبدا وكأننا صرنا أطباء جرّاحين تستدعي مهنتنا البرود ووضع المشاعر جانبا. الصورة في رمزيتها تتجاوز المأساة السورية لتحكي أيضا مأساة البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط كمصر وليبيا والجزائر والمغرب، تلك البلدان البلدان المليئة بالثروات الباطنية والبشرية ومع ذلك يهبّ أبناؤها ليلقوا بأنفسهم وأولادهم إلى زوارق الموت لعلهم يجدون شيئا من الحياة في الضفة الأخرى. ذاك الطفل الملقى على الشاطئ التركي هو طفل جزائري أيضا، فقط لم تصله كميرات الصحافة لتحكي لنا قصته، فالجزائر كان لها نصيب كبير من المهاجرين على زوارق الموت، الكثيرون يدفنون في القبر الأبيض المتوسط كما يسمى، وبعضهم يصل سالما إلى الضفة الأخرى..مما يشجّع المتردّدين على ركوبه.

المسودة 4 بعنوان "عن الرجل الذي حكى لنا عن المريخ بينما لا نجد حليبا في السوق" هذه المسودة لا تملك أي محتوى فقط العنوان، كنت سأتحدث عن زيارة العالم "نورالدين مليكشي" لجامعتي وإلقائه محاضرة عن المريخ، وتزامنت المحاضرة مع أزمة في الحليب، وهذا ما أنتج ذاك العنوان الغريب.

المسودة 5 بعنوان "آه يا سنة بنت عرص" ولا تحتوي أي مضمون، كتبتها في آخر يوم في سنة 2015. على مايبدو كنت مكتئبا حينها.

المسودة 6 بعنوان "أشياء علينا القيام بها"
هنالك عدة أشياء علينا القيام بها، لكننا نتجاهلها ونتظاهر بأننا لا نراها، لكننا في قرارة أنفسنا نعلم بأنها تتبعنا أينما ذهبنا، في أسوء السيناريوهات: تمنعنا من النوم..أما في أحسن السيناريوهات فهي تزعجنا..
اكتشفت أننا كائنات نكره الإزعاج، لكن هل تعلم ما الذي نكرهه أكثر من الإزعاج؟ إنه النشاط..أنا على الأقل كائن يعشق الكسل، مثلا إذا اكتشفت أن هنالك حجرا في حذائي فسأفضّل العذاب الذي سيسببه لي طيلة اليوم (aka عذاب) على أن أسرق دقيقة أو دقيقتين لنزع
====================
كما ترى أغلب المسودات كئيبة تافهة أو غير مكتملة أو أنني تكاسلت عن إكمالها، وغالبا لن تجد أبدا طريقها إلى النشر لذلك وضعتها هنا.

الأحد، 15 مايو 2016

لماذا أحب UBUNTU ؟

لماذا أحب ubuntu والمصادرالمفتوحة عموما؟
دعك من الجانب الأخلاقي والتقني من الأمور، أكثر شيء يعجبني فيه بدون منازع هو "المجتمع المتعاون". عندما كنت "ازرق" قبل 7 سنوات أو ماشابه كنت أكتب جملة بالإنجليزية بشق الأنفس وبالإستعانة بالكثير من ترجمة قوقل، احتجت شيئا معينا في ubuntu ولم أدرِ من أسأل فبحثت عن أحد المنتديات الإنجليزية المهتمة بubuntu وطرحت سؤالي، أجابني أول شخص وحل مشكلتي بالتفصيل وبقي معي حوالي ساعة كاملة حتى حلت المشكلة نهائيا (مشكورا وسالما غانما أينما كان، ونسأل الله أن يهديه للإسلام :)  ) .. ثم في نهاية الرسالة نبهني على خطأ في الرسالة التي كتبتها أنا لم أدر فضاعتها في حينها، لكن كلما أتذكرها الآن أموت خجلا! 
كنت أشاهد الكثير من أفلام MBC2 في تلك المرحلة وكنت أعتقد أن الجملة التي يُفتتح بها الكلام هي "Hey guys"....لكن وكما قلت إنجليزيتي كانت أسوء من عربية سلال وبن غبريط كتبت guys باستبدال الu بحرف الa، ولك أن تدرك كم سيتغيّر المعنى وحجم الفضيحة!! الحمدلله أن مجتمع ubuntu لم يعتبرها إهانة كما قد يفعل الموسوسين الذين نعيش بينهم، بل أجابوني وحلوا مشكلتي ثم نبهوني للخطأ الإملائي الفضيع وانتهت القصة هناك.
أنا أحب Ubuntu.

السبت، 14 مايو 2016

سلطة محركات البحث

من يمتلك الإعلام، يمتلك الرأي العام.
لكن ماهو الإعلام؟ هل هو الجرائد والقنوات التلفزيونية فقط؟
==================================
قرأت في موقع "صحيفة التقرير" مقالا عن كيفية توجيه آراء الناس عبر الإعلام الجديد، وبالذات محركات البحث من خلال التلاعب بنتائج البحث. تخيل أنك كلما بحثت في قوقل عن شخص معين، لنأخذ "جورج بوش" كمثال فلا يُظهر لك قوقل إلا أعماله الخيرية الكثيرة في محاربة الإيدز في إفريقيا (وهي حقيقية بالمناسبة) وكيف أنه كان أكثر رئيس أمريكي ساعد القارة السمراء في مكافحة الأمراض والأوبئة الفتاكة من خلال تخصيص ميزانية كبيرة لذلك. تخيل مثلا أن الصفحة الأولى من نتائج قوقل تظهر كل هذه الأخبار الجيدة وإحدى النتائج هي فيديو على يوتيوب لإحدى زياراته في إفريقيا حيث يلعب مع الأطفال الآفارقة ويداعبهم ويرقص معهم .. إلخ، إذا لم تكن مطلعا عن كثب ولا تتابع السياسة كعادة أغلب الناس فستكون لك صورة جد إيجابية عن هذا الشخص، تخيل أن محرك البحث لن يظهر لك النتائج التي تتحدث عن كيف أن إعلانه الحرب على العراق أدى إلى مقتل ما يقارب مليون عراقي، إحدى أكبر المجازر بعد الحرب العالمية الثانية بسبب هجمات ال11 من سبتمبر التي لم يشارك فيها عراقي واحد. لن يذكر لك قوقل آلاف القنابل التي سقطت على الناس في بغداد و البصرة و الفلوجة وغيرها، والنساء التي رملت والأطفال التي يتمت. ثم إذا بحثت عن أفلام عن هذا الرئيس مثلا لايقترح عليك Goolgle إلا أفلاما تمجّده وتنقل الحرب العراقية من منظور أمريكي يتعامل مع العراقيين كإرهابيين ذوي لحى طويلة كما تصور هوليوود المسلمين دون إعطاء الصورة الحقيقية وهي أن هؤلاء يدافعون عن أرضهم.

 كيف ستكون وجهة نظرك بالنسبة إلى هذا الشخص؟ أكيد ستعتقد أنه من أطهر من أنجبت الأرض، لذلك محركات البحث إحدى أخطر وسائل تشكيل وعي الشعوب في العصر الحديث. هذه الفكرة ظهرت في مسلسل "house of cards" أيضا، حيث استعمل أحد المترشحين للرئاسة وسيلة التلاعب بنتائج البحث من أجل تلميع صورته، هذا المسلسل يقوم عليه كتّاب عباقرة يعرفون جيدا ماذا يفعلون، لذلك ليس من المستبعد أن تكون الإنتخابات الأمريكية التي تجري حاليا قد تم التأثير عليها بمثل هذه الوسيلة.
محرك قوقل يحصل على 11 مليار بحث في الشهر، و93% من أي تجربة في الأنترنت تبدأ إنطلاقا من قوقل. هذا عدد هائل ومعلومات أضخم من أن تتاح لشركة واحدة (وأمريكية بالذات) تسمح لها بأن تشكل وعيا وتغيّر آراءا لشرائح واسعة من البشر.. ونعلم أن قوقل لن تتوانى في إعطاء معلوماتك الشخصية لأجهزة الأمن الأمريكية إذا احتاجت ذلك كما ظهر ذلك في فضائح وكالة NSA. لذلك ينبغي على الجميع، أكثر من أي وقت مضى، البحث عن الحقائق من عدة مصادر، وتنويع مصادر تلقي المعلومات قدر المستطاع حتى لا يتم التلاعب بالحقائق التي تصل إليك لتشكل الأفكار التي يريدها طرف معين أن يوصلها إليك.
الإنترنت والإعلام الجديد صار أداة من أدوات الإستعمار الفكري أكبر من أي وقت مضى.