السبت، 31 ديسمبر 2011

تدوينة مزرّبة

أنا أكتب هذه التدوينة والشاي على النّار :)
في شرفة المنزل، الجو بارد و مظلم هنا،القليل من السحاب..والنجوم...و زربية الجيران الساكنين فوقنا تتدلّى من فوق و تحجب الرّؤية كالعادة!
في النهاية مهما كانت الظروف، والمشاكل، على الإنسان أن يسعى لأن يكون أفضل نسخة ممكنة من نفسه ..
 6578- 2012 - 2011 كلها مجرّد أرقام ، أتمنى أن يحرص الجميع و يسعوا بأقصى طاقة و أقصى سرعة و أقصى...كل شيء لأن يكونوا أناسا أفضل، ليس هذا العام فقط، ولكن في الحياة بشكل عام.
ليست لديّ مشكلة معك سواء أحتفلت ببداية السنة الجديدة أم لم تفعل، مشكلتي معك هي إذا كنت تنشر زربيتك فوق بيوت جيرانك فتحجب عنهم رؤية النجوم، أدخلوا زرابيكم يا جماعة!
أعتقد أنّ الشاي جاهز، فوداعا :)
------------------------------------
بالمناسبة: حبّونا على الفيسبوك يا جماعة :)

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

كيف تصبح أجدع شيء على الإطلاق في أقصر مدّة ممكنة؟

كيف تصبح أجدع شيء على الإطلاق في أقصر مدّة ممكنة؟
أنا واحد من الناس الذين يطمحون أن يكونوا أفضل شيء ممكن في الدنيا، هل أنت واحد منهم؟ إذن مرحبا بك في مجموعتنا :) مجموعتنا إسمها "مجموعة الذين يريدون أن يكونوا أكثر حاجة مهمّة في التراب الوطني" (أتمنّ أن يحاكم من اقترح عليّ هذا الإسم محاكمة غاشمة!) ..لا علينا.
كنّا في إحدى الجلسات العائليّة.. سألت أحد أقربائي الذي سافر إلى دولة أخرى: أنت يا سيّدي زرت البلدان و تعرّفت على الأجناس الأخرى و خالطت أصناف و أنواع البشر المختلفة و خضت الكثير التجارب و المعارف و ..إلخ إلخ، يعني صرت كأنّك مراسل قناتنا الإخبارية مباشرة من هناك! لديّ سؤالان في الحقيقة: هل ستكمل تناول تلك الحلوى أم أنّك اكتفيت؟ و السؤال الثاني:  ماهو السرّ/الوصفة لكي يصبح الإنسان على أحسن ما يرام و على أفضل مايكون و في أحسن الأحوال، و كيف يصبح أفضل حاجة حصلت في حياة النّاس ..بتعبير عامّي كيف يصبح حاجة "محصلِتْش" ؟؟
أجاب الأخ ببساطة: على حدّ علمي لا يوجد أي سر..إذا أردت تعلّم شيء/تطوير مستواك في شيء/ زيادة مهاراتك في شيء عليك بذل أقصى جهدك! ونعم ..مازلت أريد قطعة الحلوى تلك!
نعم علينا أن نبذل أقصى جهدنا .. قريبي هذا عندما كان يصعد الطائرة عائدا إلى عمله في بلاد الغربة .. وقبل أن يصعد بثوان قليلة ناداني: عبدوووو .. لقد كنت أمزح!! السرّ هو.. *آآتشووومننمنتخهشعسي!!!*
كما ترون أحدهم كان واقفا أمامي لم يجد وقتا يعطس فيه إلاّ عندما كان قريبي هذا يخبرني بالسـّر لكي أصبح أجدع حاجة في الدنيا!....يرحمك الله، يرحمك الله يا أخ العرب!
لذلك أعتذر للقرّاء الأعزّاء و أنصحهم أن يعتبروا أنّ السرّ هو "بذل أقصى جهد ممكن" .. إلى أن يعود قريبي هذا إلى أرض الوطن!

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

تعبير زائف!

لا يتمالك نفسه، لديه خلل في تقدير الأمور، يضحك و ينزعج في الوقتين الغير مناسبين ، مرّة أخبروه بأن فلانا أبا فلان جاره قد توفي فابتسم ، ثم نظر إليّ وقال : "كل نفس ذائقة الموت، متى موعد المباراة اللّيلة؟"، لم يبدو عليه الحزن أو الفرح لكن الإبتسامة دائما تخونه، إنّها كالضيوف المزعجين: دائما يأتون عندما يكون البيت مقلوبا عن آخره، هل سمعت عن ضيف أتى في الوقت المناسب؟ جاء فوجد الصالون في أبهى حلّة وفوق المائدة صحن من الفاكهة و الحلويّات معدّة مسبقا و صاحب البيت في لباسه الأنيق، هؤلاء الضيوف دائما يختارون الوقت الذي تجتمع فيه العوامل الثلاثة: البيت يعني من فوضى كبيرة+صاحب البيت مايزال في ثياب النوم+ نفذت الحلويات و القهوة، هكذا كانت ابتسامة صديقي، كالضيف المزعج (أعتقد أنني بالغت في وصف مشكلة الضيوف..!).

أحيانا أجلس مع صديقي هذا و يأتينا صديق ثالث بخبر مؤسف يتعلّق بدرجات الدراسة أو رسوبه في مادّة ما، ماذا يفعل صديقي هذا؟ نعم! يضحك! ليست شماتة أو أي شيء من هذا القبيل، صديقي هذا فقط لا يتحكّم في مشاعره ولا يستطيع اخفاءها، دائما ينزعج من النكت السيّئة فيما نحاول نحن تصنّع الضحة كي لا نحرج صاحبها، دائما نحاول تصنّع الحزن حين يأتينا خبر عن مقتل أناس أبرياء في العراق أو فلسطين ، فيما لا يكترث هو، سابقا كنت أشمئزّ من هذا الشيء الذي يعتبر "ناقص إنسانية" أو "قلّة أدب" على اقلّ تقدير.. لكن بعد التفكير مليّة، أعتقد أنني أحسده، على الأقلّ هو صادق في مشاعره، لا يتظاهر، في المرّة القادمة عندما أراه حزينا فسأعلم أنّه لا يصطنع شيئا، لا ينافق، لا يحاول تغيير ملامح وجهه لتتناسب مع الحدث، سأعرف أن هنالك فعلا شيئا أدّى به إلى ذلك، إنّه لا يرتدي قناعا!

يا ناس يا عالم ياقوم ، لقد هرمنااا! لقد كرهنا المشاعر المزيّفة، تجد أحدنا يتظاهر بأنه فعلا يحسّ بمأساة الشخص الآخر.. لكن ما إن يختفي من ناظرنا حتى تختفي تلك التعابير المزيّفة التي استخدمناها أمامه، يالزيف!
صديقي: في المرّة القادمة، إذا جاءك أحدهم بخبر سيّ فلا تصطنع الحزن و الكآبة، تصرّف على طبيعتك، و إلاّ ستبدو كذاك الشخص الذي يرتدي قناعا فوق وجهه واسمه: القناع، (عجيب، شخص يرتدي قناعا اسمه قناع،! الحمد لله أحيانا أرتدي معطفا لكن اسمي ليس معطف، صدّقني.) ، ولا تنس تتفقّد حنفيّة الماء قبل أن تنام، و السلام.

السبت، 17 ديسمبر 2011

خيانة بصيغة .mp4

أوّل ما تبادر إلى ذهني و أنا اشاهد الفيديو الذي تظهر فيه خريطة فلسطين في افتتاح الألعاب العربية في دولة قطر 2011، هو مفاوضات جبهة التحرير الوطني خلال الثورة الجزائرية، وقتها اقترحت فرنسا أن تأخذ الصحراء و "تتنازل" لنا عن الشمال، الحمد لله أن قيادة الثورة كانت من الحكمة أن رفضت و اعتبرت الصحراء جزءا لا يتجزّء من الصحراء،
لا أعرف ما علاقة هذا مع ماقام به المنضّمون للألعاب العربية في قطر، إذا كان متعمّدا فهذا ليس فقط اعترافا بالصهاينة بل هو تودّد و تقرّب و مجاملة لهم و اعتراف بحقهم في أرض فلسطين، ، أتذكّر أنني شاهدت شيئا كهذا في ملف قطر 2022 لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لكنني قلّلت من شأنه، لكن هذه "خرجة" الأخيرة فعلا مقرفة، و كأنّ كلمة خيانة تمّ تحويلها إلى صيغة .mp4 فنتج هذا الفيديو :

لست ضدّ هالة صدقي

لست ضدّ هالة صدقي، أنا ضدّ المهرجان أصلا!
احتج مجموعة من الشباب الجزائريين على مشاركة هالة صدقي في مهرجان وهران بسبب تصريحاتها خلال الأزمة الكروية بين الجزائر و مصر التي اعتبرها الشباب اهانة للجزائر و الشهداء و الوطنية و الثورة و العزّة و الكرامة و البطيّخ و البرتقال و مش عارف إيه ..إلخ

آسف لا أعلم أصلا من تكون هالة صدقي هذه، ولا أعلم ما قالته بالضبط عن الجزائر أو عن الشهداء الأبرار خلال الأزمة التافهة بين الجزائر ومصر خلال الأحداث الكروية الشهيرة في 2009، كما أنني لست من مرتادي ولا متابعي المهرجانات الثقافيّة والغنائيّة والتمثيليّة و كل تلك الأشياء التي على وزن "فعائليّة"، أعجبني كمّ الوطنية التي يتمتّع بها الرّافضون لتواجد هالة صدقي في الجزائر وأعضاء هذه الصفحة، لا أشكّ في نياتكم لكن أخالفكم الرأي،
هذه التدوينة يمكن اختصارها في جملة: لست ضدّ أن يزور أي مصري الجزائر، بما فيهم هالة صدقي أو أي مصري.

 السؤال الذي يطرح نفسه: هل تريد الجزائر علاقات جيّدة مع مصر؟ هل يريد الشعب الجزائري علاقات جيّدة مع الشعب المصري؟
سأفترض أن الإجابة نعم : 
إذا كان الشعب الجزائري و المصري يردّان علاقات جيّدة بينهما، خاصة بعد الثورة المجيدة في مصر و التي أطاح بالنظام الفاسد الذي كان من مصلحته تأليب الرأي العام المصري على أي شيء (حتى الجزائر) المهم أن يهتم الشعب المصري بأي شيء غير التوريث، لقد قامت الثورة المصرية على يد شباب مثقف واع "زيّ الفل" كما يقولون بلهجتهم، و كم سررت عندما شاهدت العلم الجزائري يرفرف في ميدان التحرير:





يا ناس : الثورة تجبّ ما قبلها، إنتهى عصر مبارك، إذا كنّا نحن الجزائريون نريد أن نكون مع الشعب المصري بعد الثورة شعبا واحدا فسننى كل ما قاله المصريون خلال تلك الأيّام التافهة، و رجاءا لا تتحدّث عن الشهداء لأنّهم اليوم يرقدون في سلام و نحن نتاجر بدمائهم " أوووه يا إلهي لقد سبّوا الشهداء!! يا إلهي لقد قالوا كلاما خطيرا عن الثورة !!" بالله عليك هذا كلّه كلام لا معنى له، النظام السابق كان يستخدم الفنانين و الإعلاميين و أي شخص لكي يشغل الرأي العام عن قضية التوريث و هذا أمر بديهي، لا أحد يمكنه أن ينال من شرف الشهداء و لا أحد ينكر الدور المصري خلال الثورة الجزائرية و هذه ليست حصّة تاريخ مملّة لكي أشرح لك كيف ان المصريين إخوة لنا في الإسلام ...إلخ إلخ إلخ  .. في المقابل هل نسيتم كمّ الأغاني الجزائرية التي تسخر من اللهجة المصرية؟ إذا كنّا سنمنع دخول هالة صدقي إلى الجزائر فهل ستقبلون منع رضا سيكا (صاحب الاغنية الشهيرة) من دخول مصر؟ هل ستقبلون منع رضا سيتي 16 إلى مصر؟ هل سنعيد سينارويو التراشق بالأحذية في أتفه صوره بين صحافتنا و إعلامهم؟ يا ناس نحن أخطانا و هم أخطأوا و انتهى الأمر و نحن نتطلّع إلى تقوية العلاقات الوديّة بين الشعبين، نحن في 2011 عام التغيير، تغيّروا يا ناس يغيّر الله ما بأنفسكم، دعكم من هذه الهالة صدقي و غيرها، لننظر للأمام، لننسى كل ماقالته هي و غيرها و لننسى كلّ ما قلناه عن مصر و أهلها و لنبدأ صفحة جديدة بيضاء!
كان عليكم قبل أن تطالبوا بطرد هذه الهالة من الجزائر أن تطالبوا باستغلال أموال هذا المهرجان المشؤوم لخلق فرص شغل للشاباب البطّال و للقضاء على الفقر و التنمية ..إلخ!
سأفترض أن الإجابة لا : 
رجاءا واصلوا الهتاف: مصرائيل ..مصرائيل!
ملاحظة: يؤسفني أن تقول وزيرة في الحكومة الجزائرية أنها ستحارب الإسلاميين بكل الوسائل، ثمّ أجد حملة في الفيسبوك لطرد هالة صدقي ! هو هالة صدقي هيّ اللي قالت أنّها حتحارب الإسلاميين .. ولاّ البتّ كان اسمها خليدة؟ الله!

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

مفسدو الحزن

 :(
أن تكون شخصا طيّبا مع الآخرين ليس شيئا صعبًا، في الحقيقة إنّه أصعب شيء في الدنيا!
أن تكون شخصا طيّبا يعني أن تصمت عندما تلاحظ أن أحدهم غاضب/حزين/يمرّ بأوقات عصيبة ، بالله عليك لماذا تحاول أن تفسد عليه هذه اللحظات التاريخية في حياته؟ الحزن مرارة كمرارة القهوة: لا بأس بنفجان أو فنجانين! ، الحزن يحتاج إلى سبب ، و جوّ ملائم ، و مناخ يسمح بذلك ; و تظافر لجهود نفسية وطبيعية و ماوراء طبيعية...كلّ هذا توفّر لدى الشخص الحزين بعد عناء طويل، ثم تظهر أنت كـ "سفير للنوايا الحسنة" و تريد أن تفسد عليه هذه اللحظات الذهبية في حياة الإنسان، بأن تواسيه و تمطره بالتعليقات الساذجة الّتي لا قيمة لها و اللّتي يعرفها و سمعها على الأرجح آلاف المرّات من قبيل : "لا بأس عليك" و "هذه هي الحياة، يوم لك و يوم عليك، أعرف فلانا الذي كان له نفس مشكلتك و لكنه اليوم بخير و الحمد لله" بالله عليك! ، ألا أعرف أن هذا الحزن الذي أنا فيه سيزول عاجلا أم آجلا؟؟ هل أحتاجك كي تذكّرني أن الحياة يوم لك و يوم عليك! ("أووووه خلاااص أنا آسف ، أصلي كنت فاكر إن الحياة دي دائما يوم لك ... هل تصدّق ، يالي من عبيط!، حسنا سأتوقّف عن الحزن و أبدأ السعادة حالا،، أوووه شكرا لك، أنت أروع شخص على الإطلاق!" ) بالله عليك هل تعتقد أو تتوقّع أنني سأردّ عليك هكذا؟

 يا حبيبي يوميّا أتشاجر في طابور الخبز و الحليب، و تمرّ سيارة مسرعة عليّ فتلوّث سروالي الجديد، لكن أحيانا أجد في البيت طبق من طعام لذيذ، أنا أعيش على هذا الكوكب! و أعلم أنه تمرّ بالإنسان أوقات عصيبة يكره خلالها العالم و ما حوى ، و يعلم أن هذه الفترة ستمرّ، هو فقط يحاول الإستمتاع بلذّة حزنه العميق، هذه اللحظات الذهبية الّتي توافرت لها شروط كثيرة (قلّ) أن تحدث في حياة الإنسان، لنقل أن الحزن مثل ظاهرة الكسوف مثلا، هي ليست بذلك الجمال الذي نتوقّعه ، لكنها تستحقّ التأمّل!، عندما تأتي و تواسيني في حزني فإنّك مثل ذاك الذي اخترع شمسا إصطناعية كي تستعملها البشرية في ظاهرة الكسوف عندما تُحجب الشمس! ، رجاءا لا تأتي كالملاك هكذا تريد "إصلاح الارض" و "إنهاءالحزن" و تحكِ لي عن صديقك "سمير" الذي يعاني من نفس مشكلتي و هو الآن بخير ... يا أخي أتمنى أن تحترق أنت و صديقك "سمير" هذا في الطّين!
 ----
p.s : أعتقد أنني تأثرت بهذه التدوينة.

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

البرتقالة !

صورة التقطتها هذا اليوم ، أعلم أنني أملك موهبة ما، اليوم أردت فقط التّأكّد أنها ليست في مجال التصوير الفوتوغرافي، لذلك قطفت حبّة برتقال ، لم أغسلها، وضعتها فوق جذع شجرة مكسور، أخرجت الهاتف النقال ، ضع البرتقالة في وسط الشاشة و طررررخ، التقط الصورة! أحدهم رأى الصورة التي التقطتها بمجاملة مفضوحة قال لي: جميل جدّا !! لكن كانت ستكون أجمل لو قطفت البرتقال مع ورقتها الخضراء. فأجبته أن هذا ليس المطلوب: المطلوب أن أصّور الأمور كما هي! إذا كانت البرتقالة فاسدة فسأصوّرها فاسدة، إذا قطفتها بورقتها فهذا جيّد إذا لم أفعل فذلك أحسن! المطلوب هو تصوير الواقع كما هو !!  الصورة بشعة و هذا هو المطلوب! لن أكون أبدا مصوّرا ناجحا...
ملاحظة : سأحذف أي تعليق يحاول أن يخبرني بأن الصورة جميلة و أنني أملك موهبة في التصوير أو أي شيء من هذا القبيل!.

الخميس، 8 ديسمبر 2011

عن الحرّاقة

الشروق أونلاين-  السلطات‭ ‬الايطالية‭ ‬ترحل‭ ‬جثة‭ ‬‮"‬الحراق‮"‬‭ ‬الجزائري‭ ‬رفقة‭ ‬10‭ ‬‮"‬حراقة‮"‬‭ ‬للجزائر‭ ‬
هل من الطبيعي أنّك كلما ألقيت نظرة على الصحف الوطنية قابلك خبر جديد عن الحرّاقين؟
لقد فهمتمونا خطأ... نحن شعب يفهم في الأصول و لا نريد أحراج أنفسنا ، هؤلاء الشباب الحرّاقة الذين يلقون بأنفسهم إلى البحر لعلّهم شيئا من فتات العيش في أوروبا هم مجرّد ناس تفهم في الأصول، لقد ذهبوا قبل أن تطردوهم، أنت إذا جاءك ضيف و بقي عندك لمدّة، ثم لم تطعمه و لم تسقه بل و تركته يبيت حتّى بدون غطاء و أنت تعرف برودة الطقس عندنا خاصة في هذه الأيام و مع قارورات الغاز المفقودة، ماذا سيفعل هذا الضيف؟ أكيد أنه سيغادر... ماذا لو قفلت عليه الباب و أقسم بشرفك برأس أمّك التي تحت التراب (وأمّك مازالت حيّة) أن لا يغادر المنزل؟ سينتظرك حتى تنام ثم يهرب من النافذة...النافذة تعرف اليوم باسم: البحر.
عجبي من شعب صاحب البيت ..صار ضيفا! إيييه .. صدق من قال: خبز الدار ياكلوا البرّاني.
ياو شوكرن!
image

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

أ.خ.ت .. يعلّمك السخرية

أ.خ.ت .. يعلّمك السخرية
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjgCRRYOkJV6PuQMdUNsA4dQdbb5uiTj1UW4JdM8Bx20bzKHpHfYgyJLWvF0T4xjBBjkFqI2OTPmkbukUIGzQtCLWes0c0XhgoLDkdHOUsgY3j1qMs7gNNywKH3KKlTOetcie6oOWMAUtve/s1600/BQFP+author+Ahmed+Khaled+Tawfik.JPG
إنه عالم أحمد خالد توفيق .. عالم آخر ،،
الشخص الموجود في الصورة ..إذا لم تكن تعرفه فأنا آسف ،، لقد ضاع الكثير من حياتك!
هذا الكاتب الخارق الذي كلّما وقعت عيني على كتاب أو عبارة أو كتاب له أصرخ : ععععع كنت أريد قول هذا !!! كيف بدأت قصّتي معه؟ قبل سنتين تقريبا لمحت الإسم في هذه التدوينة للسيّد عليّ لكنني لم أعره اهتماما ،، لكن بعد أن قرأت مقالا أو مقالتين له في مدونة عصام أصابتني العدوى / الصدمة / الإدمان ، سمّه ماشئت!
صرت أبحث عن أي شيء يكتبه هذا الدكتور العبقري، ثم اكتشفت أنه بدأ الكتابة قبل أن أولد حتّى! لديه معجبون من كل أنحاء العالم العربي،،سلاسله الروائية من أمثال "ماوراء الطبيعة" و "فانتازيا" و "سفاري" التي استمتع بها لديها قرّاء و متابعون كثر، خاصة في مصر بلده الأصلي.
طبيب الأماكن الحارة و خبير البرمجة الفذّ (نعم طبيب و مبرمج!) أبدع في أدب الرعب في سلسلته الشهيرة "ماوراء الطبيعة" و في الكتابة الساخرة في جميع سلاسله "فانتازيا"و "سافاري"  وفي مقالاته الصحفية، يختار ألفاظه بعناية بحيث لا يخدش حياءا ولا يثير فتنة أو عنصرية ..
يكتب حاليا أسبوعيا في "جريدة التحرير" و في موقع "بص و طلّ" و يعمل حالياّ على آخر جزء من "ماوراء الطبيعة" الذي سيصدر في 2012 .. جميعنا ننتظر!
سيّد خالد توفيق: لا يمكنني أن أرفع القبّعة احتراما لك، لأنني بساطة لا أملك واحدة ;).

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

القوّة النائمة

الأشياء الرائعة في هذه الحياة غالبا ما يكون سعرها غال بحيث لا يقدر الفقراء على امتلاكها .. من بين الأشياء المجّانية القليلة المتبقية في هذا العالم: النـــوم.
إذا كنت تشعر بالتعب، أو بنشاط كبير، فالنوم هو الخيار المثالي ، إذا صادفتك مشكلة مع معادلة في مادة الرياضيات، يمكنك أن تغوص في أعماقها و تخرج بعد ساعة و قد حللت المعادلة (وهذا ليس حلّا مضمونا) .. أو يمكنك الإتّجاه نحو السرير و الإستلقاء فوقه و التظاهر بأنّها "مجرّد غفوة لمدّة 5 دقائق لكي أسترجع نشاطي" ... و عندما تستيقظ بعد 4 ساعات ، لن تجد المعادلة قد حلّت،، سيحصل شيء أغرب من ذلك بكثير: ستختفي المعادلة! أثناء نومك ستأتي أمّك بمكنستها السحرية لتنظّف الغرفة .. و مع هوس النساء بكلّ ما هو مرتّب ستحمل أمّك أوراق و كراريس الرياضيات التي كنت تتظاهر باستعمالها لحلّ المعادلة، و ستلقي بها إلى الثقب الأسود، أو ما يعرف بالدّرج الأخير من المكتب حيث تختفي جميع الأوراق و الأقلام الضائعة ... و الآن هل صدّقت أن للنوم قوّة سحرية؟
للإنضمام إلى الجمعية الوطنية لإتلاف شباب "مليونية من أجل مجّانية النوم" إضغط هنا.

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

على جبينها ثورة

*مرجح ثلاث نقاط هو مركز ثقل هذا المثلّث مع العلم أن هذه النقاط ليست على استقاميّة ، و مع العلم أن مجموع مرافق هذه النقاط لا تساوي صفر .. هناك حالة خاصة حيث تكون جميع المرا... *
أستاذ الرياضيات يشرح الدرس و أنا غارق في أزقّة تونس مع يوسف بعلوج داخل كتابه "على جبينها ثورة و كتاب" ..نعم كنت أقرؤه في حصّة الرياضيات! ،،
 على جبينها ثورة وكتاب /حوارات تونسية بعد الثورة

بعيدا عن المجاملات و اللّطائف الإجتماعية .. هاهو رأيي:
الكتاب قرّب لي نوعا ما الوضع السياسي و الإجتماعي و الثقافي لتونس في فترة حكم المخلوع بن علي، و هذا جميل .. لكن لا أنكر أنني أصبت بشيء من خيبة الأمل ﻷنّي لم أكن أتوقّع قراءة صفحات طويلة عبارة عن حوارات مع شخصيات تونسية، سأكون صريحا.. هذا النوع من الأدب -كتب الحوارات الصحفية- جديد عليّ، الحوارات الصحفية مملّة، كنت أترك الكتاب لأزيد من أسبوع ثم أعود إليه و كثيرا ما يدفعني الملل لترك مجدّدا بحكم أني لا أعرف أغلب الشخصيات التي حاورها الكاتب، استمتعت في بداية الكتاب حين كان يصف الكاتب زيارته الأولى و الثانية لتونس وكنت أتمنّى لو أخذت صفحات أكثر في الحديث عنها، فكأن الكتاب عبارة عن حرب بين التيّارات داخل الكتاب، و تارة هو حكاية لتاريخ الدكتاتورية في تونس.. يعني يضع القارئ في صورة المشهد هناك، على العموم كتجربة أولى للكاتب فهي تستحقّ الإشادة و الإستفادة منها، لكن كنت أتمنّى أن أقرأ المزيد عن رأي الكاتب في تونس ماقبل و بعد الثورة،
في الأخير و على طريقة اسماعيل: لماذا عليك أن تقرأ هذا الكتاب؟
- لأنّ صاحبه يرتدي نظّارة .. يمكنك دائما أن تثق في من يرتدي نظّارة! ... ستيف جوبز كاين يلبس نظّرة (بالمناسبة..هل دفنت النظارة معه؟)، بيل جيتس،  آينشتاين كان يرتدي نظارة .. أو ربما لم يكن يرتدي نظارة؟ لا يهم.
- لأنّ المؤلّف شاب في بداية طريق التأليف و قراءة الكتاب دعم معنويّ لجميع الكتاب في بداية الطريق حول العالم ، و له شخصيّا، كما أنّك ستستفيد من الكتاب.
شكرا سيّد يوسف بعلوج على كتاب "على جبينها ثورة و كتاب"، لكن السؤال يبقى مطروح.."على جبينها" شكونها؟؟ و علاش على جبينها ماشي على بطنها أو أنفها؟ أو مصارنها ؟

الخميس، 10 نوفمبر 2011

نطاق جديد

ما التدوين إلاّ مغازلة للقارئ ليكتب لك "كم أنت رائع!" في التعليقات
بدأت هذه المدوّنة  ولم أضع في حسباني أنها ستصل يوما ما إلى ما وصلت إليه من شهرة -ولو متواضعة نسبيّا- .. في الواقع كنت أعتقد أني سأبقى الوحيد الذي يزورها، كنت أتخيّل نفسي أزورها بعد 5 سنوات و أقول:" أشياء جميلة كان يكتبها هذا المراهق"!! .. ثم طررررق ، أحذف المدوّنة.
حتى نوعيّة المواضيع ، كان يفترض أن تكون عن يوميّاتي .. أي أتصوّر نفسي أقوم بيوم مليئ بالإثارة و الحماس و المغامرات و عندما أعود إلى البيت في المساء متعبا من إنقاذ حياة 6 أشخاص من الموت و القيام بعدّة صفقات كبرى و هاتفي مايزال يرّن من اتصالات الأشخاص المهمّين الذين يريدون مكالمتي و لو لدقيقة، بعد كل هذا أجلس على حاسوبي و افتح مدوّنتي السريّة لأكتب عن يومي كيف أمضيته ، لكن الواقع دائما يصدم، يومي في الحقيقة ليس بذاك الأكشن الذي تصوّرته. في الحقيقة عندما أنشأت المدوّنة بقيت ابحلق فيها و لم أجد شيئا لأكتب عنه.. و هاتفي الذي يفترض به أن يرنّ من مكالماتي لأشخاص مهمّين لا يرنّ أبدا .. لا من أشخاص مهمّين و لاتافهين ،، ببساطة لأنني لا أملك هاتفا!

أحيانا اسأل نفسي : مدوّنة يوميّتي؟؟ أيها العبقري بالله عليك! هذا اسم مدّونة؟!! يوما ما ستوضع مدوّنتك في قائمة : أسوء الأسماء ... هي في المرتبة الثانية بعد اسم "حليب بطّوش" طبعا. لذلك منذ اليوم هذه المدونة اسمها مدوّنة abdnormal
 في أحد الأيّام لاحظت أنّ شخصا وضع تعليقا على إحدى التدوينات، لن أخفي عنكم أنني شعرت بشيء من الخوف ثم شعور غريب، إسم هذا الشعور هو "شعور الـ كيف يجرؤ هذا الوغد على التعليق هنا دون طلب إذن منّي؟!" ،
هل اكتشف الشعب هذه المدوّنة؟؟ يا إلهي! تشجعت قليلا وصرت أضع رابط المدوّنة عند تعليقي في مدوّنات غيري .. و شيئا فشيئا بدأت الزيارات .. وجدت أن الكتابة الساخرة هي ما أجد نفسي فيه.
المهم كل هذا الشيئ المكتوب فوق هو مجرّد هراء، زبدة الموضوع هو: نحن السيّد عبدو المعروف في الأوساط الشعبية و التويترية باسم abdnormal إنتقلنا إلى اسم نطاق جديد هو abdnormal.com و هذا بفضل المدوّن الرائع عبد الحفيظ المعروف باسم : عبد الحفيظ. طبعا لن نذكر اسم هذا المدوّن  لأنه لا يحب الشهرة. سيّد عبد الحفيظ : دعني أقول لك من أعمق بئر بترولي في قلبي ..شكرا لك :)
سؤال: ما رأيكم في المدوّنة؟
شكرا لكم يا سكّان .

تدوينة الهاتف

باعني الهاتف النقال وهو يقول و يكرّر: أقسم برأس أمّي الذي تحت التراب أنه خال من العيوب! ،أقسم برأس أمّي الذي تحت التراب أنه خال من العيوب!
عدت إليه بعد يومين و الغضب باد في عينيّ ، الحقيقة أنني غضبت لأمرين : الأوّل أن بطّارية الهاتف غير صالحة.. اتصلت بصديقي جمال و تكلّمت معه لأربع ثوان لأفاجأ بالهاتف منطفئا ,, طبعا كالعادة صديقي جمال اعتقد أنّي بخيل على رصيد الهاتف لدرجة تجعني اقفل الخط في وجهه دون أن أقول "إلى اللقاء" .. وهو محقّ في ذلك أغلب الأوقات! لكن ليس هذه المرّة هذه المرّة انطفأ الهاتف بسبب البطّارية، المشكلة أنّ حُجَّة البطارية استعملها دائما!.
 و السبب الثاني الذي جعلني أغضب هو أن أحدهم أخبرني أن الوغد الذي باعني الهاتف و هو يحلف برأس أمّه الذي تحت التراب..أمّه ماتزال حيّة!، حسنا أمّه لاتزال حيّة ليست لديّ مشكلة في ذلك اللهمّ طوّل في عمرها، لكن لا تقسم لي "برأسها الذي تحت التراب"..... إذا كانت حيّة
 إلاّ إذا كانت أمّك تعتنق ديانة خاصة تفرض عليها غرس رأسها تحت التراب 5 مرّات كنوع  من العبادة .. في هذه الحالة :أنا آسف، و الهاتف الذي بعتنيه يعمل بكفاءة عالية !
-----
تحديث :بعد الإطلاع على التعليق مضطر لأن اقول..أنا أتخيّل، لا أملك هاتفا في الحقيقة.

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

غزوة ذات خرفان

أخي العزيز جون ..
شكرا لك على الرسالة التي طمأنتني فيها على العائلة و على أرض الوطن
ماذا عساي أقول .. أردت إخبارك أن الأوضاع هنا ليست جيّدة إطلاقا ، كما يقولون هنا (الدعوة هنا راهي ماتشكرش)
لا أعلم صراحة ما بال القوم هنا .. أمس كنت أتجوّل في سوق شعبية لأرى كيف تسير الأمور فهالني ما رأيت .. الجميع يستعدّون لمواجهة أو معركة أو حرب أهلية أو ما شابه! و بما أن بيع الأسلحة الثقيلة ممنوع في هذه البلاد ، فالجميع يتجهّزون بكل أنواع الأسلحة البيضاء، هل تصدّق أن العجائز تناقش أسعار السكاكين و الخناجر مع الباعة في السوق؟ هل تصدّق أن الأطفال ملتفّون حول باعة السواطير؟ الجميع يشحذ السيوف و الفؤوس!
ظاهرة غريبة أخرى لاحظتها ..الإقبال على شراء الخرفان الضخمة ذات القرون الطويلة! يبدو أن معركة لن تبقي و لن تذر ستقوم على هذه الأرض! تصوّر معي المشهد : جمع من الرجال و النساء و الشيوخ و الأطفال منقسمين إلى قبلتين .. الجميع يجهّز أسلحته .. الأكيد أنهم سيستعملون الكباش بدل الدبّابات، (لأن القانون هنا لا يسمح باستعمال الدبابات .. أو ربما حفاظا على البيئة!)  ... أتخيّل الأعين تشعّ غضبا ، اليوم سيدفع كل شخص ثأره بيده .. سيقتل المظلوم ظالمه ، اليوم يجوز لك أن تقتل ذاك الذي باع لك هاتفا نقّالا ذو بطّارية ميّتة، يجوز لك أن تقتل الشرطي الذي أخذ منك رخصة السياقة بدون وجه حق .. أو بوجه حق (لا يهم اليوم)
يجوز لك اليوم أن تشرب من دم المعلّم الذي كشفك و أنت تغشّ في امتحان الباكالوريا و بسببه دخلت مركز التكوين المهني و أصبحت طبّاخا ... صديقي جون هل تتخيّل معي المعركة الدمويّة؟؟ الغبار يرتفع و الدماء تتطاير و الأشلاء مبعثرة هنا و هناك!! تذكّرك بمشاهد الحروب الرومانية القديمة !! يا إلهي يبدو انني سأرسل طلبا إلى الحكومة لإعادتي إلى بلدي قبل أن تبدأ هذه الحرب الدموية!
-أخوك العزيز جيريمي.
(أخونا جيريمي هذا موظّف جديد في سفارة السويد بالجزائر،، و كما تعلمون في السويد لا يحتفلون بعيد الأضحى المبارك، لم يبلغوا بعد تلك الدرجة من الإلتزام)
عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الأحد إن شاء الله ، و لا يمكنني أن أنشر تدوينة بها كلمتان "صحّ عيدكم" لذلك سأقولها الآن: صحّ عيدكم.
http://www.majalisna.com/gallery/55/55_209565_1289941775.jpg
-----

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

الصغيرة في القطار


كالعادة الأخ "أنا" راكب في القطار متّجه إلى "لا يهم"...نظرت حولي.. الكثير من الوجوه، من سيكون فريستي اليوم؟ من سألتهمه اليوم في دماغي بالتفكير حول حياته؟ لحظة...هذه الفتاة، ما أجملها..فريسة مثالية! لا تتحمّسو كثيرا و لا تشغّلوا محرّك الأفكار الشريرة، عمر هذا الملاك لا يتجاوز الستة أشهر، كما أنها مع أبيها!

نظرة واحدة إلى عينيها تكفيانني لكي أغوص في ذاتي و في بحر الأفكار..هذه المرّة سألت نفسي سؤالا تدور حوله هذه التدوينة كلها: لو نزل أبو سوبرمان من كوكب كريبتون و بدل أن يعطي ابنه (أي سوبرمان) قوة خارقة، ماذا لو أعطى هذه الطفلة القدرة على فهم ماسأقول لها لمدّة نصف ساعة؟ .. السؤال : ماهي النصيحة التي سأقدمها لها والتي ستنفعها لبقية حياتها..في نصف ساعة؟
http://www.supermanhomepage.com/images/chris-reeve-movies/stm-railway.jpg
بسم الله نبدأ:
صغيرتي..كنت سأبدأ نصيحتي بـ(مقدمة-عرض-خاتمة) كما سيعلمونك في المدرسة ، لكن نصف ساعة لا تكفي، كما أنني لم أكن جيّدا في الإلتزام بأوامر المدرسة..
أيتها الصغيرة سأخبرك عن الواقع بدون زيف و لا تجميل للحقائق، سأخبرك أن والدك على الأرجح أجّل شراء سيّارة له فقط لأنّك تستهلكين الكثير من  علب الحليب، هل تعلمين أنّك عندما تبدئين بالصراخ على الساعة الثالثة فجرا يتمنى أنّ تختفي من الوجود في رمشة عين؟ لكن لا تلوميه ..لقد عمل أمس طوال الليل في المصنع الذي لا يتوفّر على أدنى شروط النظافة و أمن ... من أجل أن يوفر لك لقمة العيش .. إنّه يحبّك يا ... لا أدري ما اسمك!
اعلمي أن المصنع الذي يعمل فيه أبوك لن يتردد في طرده لو تأخّر عن العمل ولو لدقائق، فكثيرون هم الشباب الذين يملؤون المقاهي و يعانون البطالة..يسيل لعابهم من أجل وظيفة أبيك و لو مقابل دراهم معدودة تكفي لدفع ثمن الشمّة و السجائر ..
حسنا .. سوف تدخلين المدرسة..ستتعرضين لعميلة غسل للدماغ، تحيّين العلم يوميّا و تستمعين لنشيد ستحفظينه قبل حفظك لأسماء الألوان. عندما تكبرين ستعتقدين أن الأمور ستتحسن .. أبشّرك بأن هذا لن يحصل ..ستكتشفين الفرق المهول بين مسلسلات سبايستون و بين الواقع المرير ، في الرسوم المتحرّكة : الشرير ملابسه وسخة ملوّثة و وجه قبيح و الطّيب يحافظ على هندامه و يلبس النظيف .. ستصطدمين بالواقع النقيض تماما .. في الواقع أصحاب "الكساتيم" و "ربطات العنق" هم الأشرار هنا ،  سيملؤون دماغك بأن الأغنياء ليسوا بالضرورة أشرار ..صدّقيني أيتها الصغيرة: الأغنياء أشرار .. مهما أقنعوك بوسائل إعلامهم بغير ذلك .. من فضلك ، إنحازي للفقراء مثلي ، (بستتتتت .. لا بأس أن يمتلك الفقير بيتا و سيّارة و يذهب لحديقة الملاهي من وقت لآخر، أتحدث عن الغني الذي لا يعرف كم يملك في حسابه المصرفي ، لذلك انتبهي)
نعم ..تذكّرت هذه النصيحة مهمّة : بائع الملابس ... سيحاول دائما أن يقنعك بأنّه خاسر في صفقة شرائك لهذا الفستان أو ذاك الحذاء ، لا تصدقيه! دائما ناقشي السعر أكثر من مرّة ..

وماذا يجب أن تعرفيه أيضا..في الحقيقة ليس لدي الكثير لأخبرك ، لا أدري أزمانك سيكون أفضل من زماننا الآن أم ماذا، هل ستدعون أصحاب المال و السلطة يتحكمون فيكم رافعين شعارات الثورية و التاريخ و الجغرافيا و الرياضيات، كما فعلنا نحن؟
هل ستدعون محمد بابا نجار زمانكم يعاني و تتجاهلون قضيّته و تتركون عشيرته وحدها تدافع عنه و تتغنّون في أقرب مناسبة بـ"وحدة الوطن من الشمال إلى الجنوب" كما فعلنا نحن؟
هل ستكونون أكثر تمسّكا بدينكم؟
هل سيشجع الجميع عندكم شبيبة القبائل ؟ أم أنهم سيغيّرون الفريق حسب قائمة المتصدّرين؟
بالمناسبة: ماركا غزال ولاّ مازال؟ :)
هل سيكتب السيّد باسم عن معاناة صديقه عمّار مع المرض لا لشيء فقط لأن دولة زمانكم أدارت ظهرها لمن يعانون مثل حالته؟ ماذا عن الاوضاع العربية عندكم عندما تكبرين و تصبحين ذات 20 و 30 عاما؟هل ستبيعون أيضا قضيّة سوريا عصركم؟ هل ستكون زيارة يوسف لتونس هذه المرّة أفضل مما كتبه عنها في كتابه الأخير؟ أمّ أنها تحوّلت كما اشتهى البعض إلى عِراق جديد؟ كيف الأوضاع في مصر؟ تنحّى مبارك؟ أم ماتزال عقليّته تحكم البلد كحالنا اليوم؟هل توحّدت الأمّة العربية؟؟ أمّ مازال الإتفاق الذي وقّعت عليها الدول العربية "بإن لا يتّفقوا" ساري المفعول؟
أنت تضحكين؟ واصلي الضحك .. أعتقد النكات التي أقولها فعلا جيّدة!
هل ستعتصمين في ميدان تحريركم كلما حاول وغد ما إهدار كرامة مواطنيكم، أم أن شعارات الأمن و الإستقرار ستنطلي عليكم أيضا؟
يا ترى هل ستختفي طوابير الحليب و الخبز عندكم أم ستزيد كيلومترا إضافيّا ؟

أوووبس تذكّرت ... البترول ! عندما تكبرين سيقارب بترولكم على الإنتهاء ... إنتظري لحظة .. إنسي جميع ما قلته لك أعلاه! لقد نسيت أنك ستعيشين ما بعد البترول، آسف.. لا توجد نصيحة لذلك العصر!

ابنتي التي لم أحظ بها يوما: .. في الأخير نصيحتي هي: إذا جاء أبو سوبرمان و عرض عليك قوّة غامضة: إبدئي بالبكاء، و بلّلي حفاظاتك، و سأضمن لك أن أبا سوبرمان لن يعود لكوكب الأرض مجددا، و صدّقيني..لاتوجد نصيحة يمكنها أن تفيدك طول حياتك .. ستكتشفين ما يجب، في الوقت المناسب.

بعد لحظات ... بدأت الطفلة في البكاء!!!...ثم سمعت الأم تقول لزوجها: يبدو أنّ (فلّة) بلّلت حفّاظاتها!.
نظرتُ عبر النافذة و قلت بصوت انزعجت منه العجوز الجالسة بجنبي: تبّا لك أبا سوبرمان.
-----
مصدر الصورة

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

رحم الله دماغي

لا حول و لا قوة إلا بالله إنتقل إلى رحمة الله دماغي الذي في الأساس كان يعاني من اختلالات طفيفة -كما يخبرني الجميع- لكن قبل قليل أعلن أنّه لن يواصل العمل بأي حال من الأحوال... فالفاجعة التي ألمّت به أكبر من أن يعافى منها.
أيها الإخوة المواطنون، في هذه الظروف العصيبة، قرّر الرئيس محمد حسـ...، لالالا، أيها الإخوة و الأخوات في هذه الظروف العصيبة و قد كنت جالسا مع أحد الزملاء، كان يثرثر و أنا اسمع ، يثرثر و أنا أسمع و أحيانا يثرثر و أنا أتظاهر فقط بالإستماع لكن وصل إلى نقطة جعلت دماغي يرن و يغني و يرقص وحده،

في الرسوم المتحرّكة عندما تأتي البطل فكرة رائعة يمثلونها بمصباح مضيئ فوق رأسه و لو كان سكان العصر الحجري يشاهدون الرسوم المتحركة سيستبدلون المصباح المضيئ بالشمعة لأنه لم يخترع عندهم المصباح بعد، لكن إن لم يخترع عندهم أصلا المصباح بعد، كيف سيشاهدون الرسوم المتحركة؟، المهم أبشركم أني بعد أن سمعت ما قال صديقي رأيت فوقي مصباح من نوع فيلومب ينفجر و تنفجر معه السعادة ..
كان صديقنا يثرثر إلى أن صارحني بأنّ لديهم زميل يدرس معه في نفس القسم الدراسي ، قال لي : أقسم بالله يا عبدو و الله عندي صديق يدرس معي نفس القسم، لكنه ملحد، و دائما أنصحه يا فلان أنت إنسان يخاف الله، تصلي في المسجد، وتفعل الخيرات لماذا أنت ملحد؟ و لا حول و لا قوة إلا بالله، حسبنا الله و نعم الوكيل على دعاتنا كيف تركوا الإلحاد ينخر في جسد المجتمع المسلم.

و استنتجت شيئا من كل هذا: حسني مبارك مايزال يحكم أغلبية الشعب المصري بكل شرعية .. عمر سليمان في خطاب التنحي قال: أيها الإخوة المواطنون في هذه الظروف العصيبة .. إلخ و لم يقل أيها الإخوة و الأخوات المواطنون و المواطنات،

أخرجن يا حرّات مصر و أنصرن رئيسكن! و السلام على دماغي .. ورحمة الله و بركاته ، و الله الموفق و المستعان.

الأحد، 23 أكتوبر 2011

ليبيا الحرّية


 

 ملاحظة قبل البدء: التدوينة سياسية، طويلة، مملّة .. يمكنك تخطّيها إذا أردت...شكرا.

كثر الكلام عن الثوار الليبين في كل مكان في العالم العربي و في الجزائر خصوصا ... في المقاهي كلام مستفز و على الفيسبوك كلام فضيع، هنا من يصف الثوار الليبيين بالجرذان و من يصفهم بالخونة الذين باعوا بلدهم و أعطوه للمستعمر على طبق من ذهب، هؤلاء قد وجدوا ما أرضاهم في نهاية القذافي حيث راحوا يصفون الثوار بقلّة الإنسانية و بالوحشية و الهمجية نظرا لما شاب نهاية القذافي من أعمال غير إنسانية، سأحاول أن أناقش جميع الأقوال السابقة و أن أرد عليها من وجهة نظري الشخصية، قد أكون من خطئا ، لكنني على الأقل -في هذه الحظة- أؤمن أن هذا هو الأصوب.

نظام قمعي بقي يحكم الليبين 42 سنة باسم نظرية الثورة الخضراء و الجماهيرية و كتاب أخضر و مش عارف إيه و كل هاذي الخرابيط.. ماشي، أليس من حق الشعب أن يقبله أو يرفضه؟ لمّا انتفض الشعب و خرج في مظاهرات كبيرة قابله النظام بآلة القمع..رأينا صورا مهولة لأجساد مقطّعة من أطفال و شيوخ و شبّان ، ستقول لي أنها كلها صور فبركتها قناة الجزيرة و سأجيبك بأن منظمات حقوقية عالمية أثبتت ارتكاب مجازر مهولة في حق المدنيين في بن غازي و مصراتة، ستقول لي ان المنظمات الحقوقية العالمية أيضا تكذب و سأقول لك: إخرس .. لو نتبع ذلك المنطق سندور في حلقة مفرغة .. لا نصدق صور التلفاز لا نصدق وكالات اﻷنباء العالمية لا نصدق الصحافيين الميدانيين لا نصدق المنظمات الحقوقية العالمية، يجب أن نصدّق القذافي الذي قال بأنه لا توجد أي مظاهرة من أي نوع، القذافي فقط هو من يقول الحقيقة. يا عزيزي قرأت على تويتر عبارة أعجبتني جدّا تقول "قال لي حرية التعبير .. قلتلو حرية التعبير في الدانمارك، هنا إمّا أنك شيّات في صف الديكتاتور و إمّا أنّك ثائر مع الشعب"

الشعب الليبي وجد نفسه وحيدا في مواجهة جيش نظامي يقصف بالدبابات و الطائرات و الأسلحة الثقيلة، ووسط خذلان عربي كالعادة (جزائري خصوصا)، وجد الشعب الليبي يحكم على نفسه باستمرار الإبادة أو الإستعانة بقوّة خارجية (الناتو)، لجأ إلى مجلس الأمن الدولي ، أجمعت دول العالم كلها بشرقها و غربها بعربها و عجمها على شرعية مطالب الليبيين و أصدرت قرار حضر جوي فوق ليبيا، سيتحدث أحدكم بعاطفية و رومانسية كالعادة: إلاّ الإستعمار .. نفنى كلّنا و نموت جميعا و لا يدخل الإستعمار إلى بلدي!، كان على الليبين أن يصبروا وحدهم و لا يستعينوا بالفرنسا و بريطانيا!! ، حسنا سأجيبك : لا يمكنك أن تحكم على الليبيين إذا لم تجرب ما جرّبوه .. تخيّل الطائرات و الدبابات و البواخر تقصف أهلك أمّك أباك و أخوتك و عائلتك ليل نهار من قبل مجنون يصفك بالجرذ ، اليوم ستصبر غدا ستصبر لكن هنالك دائما حدّ لقدرة تحمّل الإنسان ، خاصة إذا رأيت حكومات عربية المفترض أنها شقيقة صامتة لا تتحرّك في وجه المجنون الذي يقتل منك كل يوم ، النظام الليبي هو من كان يجرّ المتظاهرين الليبيين جرّا إلى الإستعانة بالخارج ..هذا واضح في خطابات القذافي و واضح من طريقة القمع ، التدخل الأجنبي هو أفضل حجّة سيجدها ليبرر الإبادة التي كان يتعرض لها الشعب، لو سألتني عن رأيي في التدخل الاجنبي سأرفض طبعا أن يدنّس أي جندي أجنبي بلادي، لكن تعال اسألني و أنا أشاهد أهلي يتقطّعون إلى أشلاء و الدماء تسفك في كل اتجاه .. سأتحالف مع إلبليس من أجل إيقاف هذه المهزلة و كما يقول المثل الجزائر "باش تقضي شغلك ، بوس الذيب من فمّو" يعني لكي تصل إلى غايتك ، قبّل الذئب من فمه، أيضا لا يعجبني ذلك المنطق الغريب : يعني كان على الشعب الليبي بأكمله أن يموت تحت يد آلة القمع بدل أن يستعين بالناتو و إلاّ فهو في نظركم للأسف .. مجموعة جرذان ؟؟ لا بأس فليكن إذن! هاهم ينعمون بالحرية.

الثوار كانوا مرغمين على الإستعانة بحلف الناتو و كانت شروط المجلس الإنتقالي الليبي واضحة : لا نريد جنودا على الأرض، فقط طائرات تقوم بالدعم اللوجيستي .. و هذا ما كان، الآن سيقول أحدكم بنظرة تشاؤمية دائمة لكل ما له علاقة بالثوار: أبشر بفرنسا و بريطانيا التي سيصبح لديها نفوذ في ليبيا، هذه الدول ستتحكم في ليبيا كاللعبة و ستصبح عراق جديدة ..   سأجيبك : هذه هي السياسة ، لو أوقفت الجزائر القذافي عند حدّه و دعمت المجلس الإنتقالي و الثوار و الشعب الليبي لكان اليوم لها علاقات استثنائية معهم و لكان لديها نفوذ طيّب معهم ، لكن هذه هي السياسة سنشهد في المستقبل تعاونات اقتصادية قوية بين من ساعدوا ليبيا : قطر الإمارات فرنسا بريطانيا تركيا ، بعد الثورة ستكون لهذه الدول الأولوية في العقود الإقتصادية الخاصة بالبترول و الغاز و هذا مشروع لها، لكن هل ستتحكم هذه الدول في ليبيا و تسير شؤونها كيفما تشاء؟ حسنا إذا كان الشعب الليبي حذرا و واقفا على بلده (وهذا مانرجوه) فأكيد لن يدع أطماع تلك الدول تتحقق في بلده، أمّا إذا ترك ليبيا تعبث بها أيدي القوى الإمبريالية و تتحكم في سياساتها كيفما شاءت فهو شعب لا يستحق الحرية لأنه غفل عن بلده! هكذا ببساطة،، السنوات القادمة هي من ستكشف عن ذلك، إنتهت الحرب ضد الفساد و ضد النظام السابق و الآن بدأت الحرب الأصعب و اﻷكبر و الأشمل على كل ليبي كبير و صغير أن يستشعر المسؤولية و التحدي .. هنالك الكثير من الدول التي تنظر إلى ليبيا على أنّها "دجاج محمّر" يسيل لعابها على بترولها ، هنالك دول أخري تنتظر أدنى خطأ أو تعثّر تقوم به ليبيا لكي تنهال عليها بالضحك و الشماتة و الترحم على أيّام القذافي، و حدها الأيام القادمة من ستكشف عن من كان معه حق، ثقتي و أملي في الشعب الليبي العظيم كبيرة.

هذا من جهة، من جهة أخرى سيقوم عبقري ما: هل رأيت كيف تعامل هؤلاء الثوار مع القذافي؟ إنّهم بدون إنسانية! و سأقول لك أوّل شخص لا يملك ذرة إنسانية هو القذافي، و بغضّ النظر عمّا قام به القذافي لأهالي الثوار من جرائم فضيعة و بغض النظر عن الإستفزاز المتواصل من طرف القذافي للثوار و وصفهم بأبشع الألقاب: الجميع أنكر عليهم ما قاموا به و قالوا أنّه من الأفضل لو حوكم محاكمة عادلة أمام القانون، خطأ قام به مجموعة من الجنود لماذا نعمّمه على جميع الثوار؟ هذا يدلّ على تتبّع لعورات الثوار و زلاّتهم، و أتمنى أن يحاكم من قام بقتل القذافي أمام القانون لتأخذ العدالة مجراها و لنؤسس لدولة عدل و قانون فعلية.

لا توجد ثورة مثالية خالية من الشوائب، حتى ثورتنا ، ثورة التحرير الجزائرية أعظم ثورة في التاريخ كانت فيها بعض التجاوزات، العبرة بالنتائج، و نتيجة ثورة التحرير الجزائرية هي الإستقلال الذي ننعم به اليوم،
 
مبروك عليكم الحرية و مبروك عليكم الثورة يا أخوتنا في ليبيا و أمامكم طريق طويلة لتعزيز مكانتكم الإقتصادية و السياسية التي أهدرها النظام السابق ، نترجّاكم: لا تجعلونا نترحّم على أيام النظام السابق، لا تجعلوا وطنكم منطقة نفوذ لآخرين، إجعلوا ليبيا منطقة قوى تتحكّم فيها قوى عظمى واحدة فقط ..هي الشعب الليبي العظيم، اجعلوا كل من شكك في وطنيتكم يموت غيضا ، و تحيا ليبيا .. حرّة.
وشووكرن :)
--------
مصدر الصورة

السبت، 8 أكتوبر 2011

تـ. عشوائية 2

-اللعنة .. مضى وقت طويل منذ آخر هديّة تلقيّها
- وماذا فعلت لتنال هديّة؟  ما هي المناسبة؟
-منذ متى كانت الهدايا تحتاج إلى مناسبات؟ ألا يمكن لأحدهم أن يتذكّرنا بهدية من وقت لآخر؟
-هل قمت يوما ما بإهداء شخص هديّة بدون مناسبة ، يا صديقي اعرفك من سنوات و استطيع أن اؤكد أنك لا تعطي الهدايا لا بمناسبة و لا بدونها، لذلك يمكنك أن تصمت.

 ------------------

قال: كلّما غسلت السيارة، هطلت الأمطار و أفسدت ما غسلته، فقلت: ابتسم يا رجل! لقد اكتشفت طريقة لجعل المطر ينزل! الآن ما عليك إلا أن تغسل سيارتك في الصومال ولنودّع مشكل الجفاف! أنت تستحقّ جائزة نوبل في الــ..كل الشيئ !

 ----------------

شخص اقتحم اللصوص منزله في منتصف الليل، بدأ معركة معهم و عندما جاء الصباح اكتشف أنه قتل إثنين منهم.. و قتل ابنه الصغير خطأ! ادخلوه مصحّة عقلية، تناولة خلال تلك الفترة من حياته أنواعا كثيرة من الأدوية الكيميائية التي يصعب حفظ اسمها، كيف سيعامله الناس بعد أن يخرج من المستشفى؟ هكذا بالضبط أريد أن يعاملني الناس.  

إعلان مدفوع

يمكنك الوصول إلى المزيد من المدّونات الجزائرية على هذه الصفحة من مدونة اسماعيل من هنا
صديقنا نسيم قام بإطلاق موقع هو عبارة عن خدمة لحفظ و مشاركة الروابط على الانترنت، الق نظرة عليها هنا
و الشيخ معمّر عامر قام بتحديث موقع تويت ديسكتوب لمشاركة خلفيات الكمبيوتر ، تصميم جميل جديد، إلق عليه نظرة و شاركنا خلفية حاسوبك ..
و كل عام و أنتم بخير بمناسبة ... ؟؟ الله أعلم!.. عندنا 365 يوم في السنة، ألا توجد على أقل 365 مناسبة؟

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

تدوينة عشوائيّة

- النّعاس إبن كلب، و رجاءا لا تسألني لماذا النُعاس إبن كلب،،، يمكنك أن تسألني "ماهو تعريفك لمصطلح "إبن الكلب" .. و سأجيبك أن إبن الكلب هو:  شخص لا يأتي طوال الليل ..  يأتي فقط عندما يبدأ أستاذ الرياضيات بشرح أهمّ جزء من الدرس.. و عند مشاهدتي للأفلام الممتعة أو المباريات المهمّة التي سيسألني عنها أصدقائي في الغد ! فعلا النّعاس ابن الكلب.

- لا أعلم لماذا يتعمّد الكبار منع الصغار من شرب الماء مباشرة من القارورة! أعتقد أنهم بذلك ينتقمون من والديهم الذين فعلوا بهم نفس الشيئ .. هاها رائع! أنا أيضا لن أدع أولادي يشربون الماء مباشرة من القارورة .. إنتقاما من والديّ !

- عبارة "سأرى إن كان لديّ متّسع من الوقت" اخترعها شخص تافه كان يريد أن يبدو مهمّا، دائما مشغول و لا يجد متّسع من الوقت لأمور الآخرين الأقل أهميّة .. إذا كُنْتَ تستخدم هذه العبارة أيضا .. إمّا أنّك شخصا تافه تريد فقط أن تبدو مهمّا .. أوّ أنّك فعلا مهمّ .. في هذه الحالة أنا متشرّف بمعرفتك! .. بالمناسبة أنا عبدو! ماذا تشرب؟ عصير/قهوة؟

- سألته : كم الساعة يا أخ العرب؟ ، بهدوء نزع الساعة من يده و قال يكفي هذا.. اشتريت هذه اللّعنة منذ ساعة، 60 دقيقة، كل نصف دقيقة يأتي شخص محترم مثلك يسألني عن الساعة! عندما سألني العشرة الأوائل كنت أبتسم ، لكن بعد الشخص الـمائة ستبدأ في شتم الرسالة العصبية التي أوحت إليك بأن تشتري ساعة! يا ناس ! يا عالم! اشتريت هذه الساعة من أجـلي أنا وحدي! سأكون سعيدا لو أخبرت أحدا من وقت لآخر عن الساعة لكن 120 شخص كثير! كثيييير جدّا! .. ثم حمل الساعة بهدوء و ألقى بها في أقرب بئر .. نظرت إليه لحظات باستغراب ثمّ قلت : لووووول يا راجل سقيسيتك شحال راهي الساعة ماقلتلك احكيلي حياتك  D:
http://c188687.r87.cf1.rackcdn.com/135029_lol_face_meme_3thh.png

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

تدوينة طويلة عريضة*

يجب أن أنام مبكّرا ، لا ينبغي أن أسهر فغدا يوما كبير! لا يجب أن يرى الآخرون عيناي منتفختين ! و كالعادة فشلت ، سهرت حتى وقت متأخر من الليل و لم أستيقظ باكرا.
استيقظت،، حضّرت نفسي للتوجّه إلى معرض الكتاب الدولي بالجزائر، و الذي جرى على هامشه اتفاق على لقاء بين مجموعة من المدونين الجزائريين، و كانت الفكرة للكاتب يوسف بعلوج و الذي يوقع كتابه "على جبينها ثورة و كتاب" في نفس اليوم.
لنبدأ من أقصى البداية: خرجت من المنزل ، اتجهت إلى محطّة الحافلات، الحافلة شبه ممتلئة و هذا شيئ جيّد، بقي 3 أو 4 مقاعد و ننطلق، أنظر هاقد أتى هذا الأب و زوجته و ابنتهما الصغيرة التي ستركب معنا الحافلة و ستطربنا ببكائها اللاّمتوقف طيلة الرحلة، حاول والدها أن يجلسها على مقعد فجلست، لكن بما أنّها كانت غاضبة جدّا فقد صرخت في وجه أبيها: سأجلس أنااااا، أنت لا تجلــــس!!! ابتسم الأب و انتظر حتّى هدأت الطفلة قليلا ثم جلس، عدتُ إلى ذكريات زمان الجميلة كيف كانت ابنتي الصغيرة تعاملني بكل لطف و أدب و لا تصرخ في وجهي و لا تبكي في حافلة لا اعرف راكبيها، و كيف كنت أنا من يصرخ في وجهها، ثمّ تذكّرت أنني لم تكن لي ابنة أبدا من قبل، يبدو أنني شربت حليب الصباح مُنتهٍ صلاحيته.

المهم و أنا غارق في تلك التصوّرات المخيفة، وصلت إلى آخر محطّة للحافلة، نزلت و تركت الأب يتصارع مع ابنته في الحافلة، اتجهت إلى محطّة القطار .. لم انتظر كثيرا حتى انطلق، ثم بدأت هوايتي المفضّلة: التأمل في وجوه الناس.. أنظر إلى ذلك الشخص واضح أنه مرتبك.. يبدو أنه يوشك على مقابلة وظيفية أو لقاء شخصية مرموقة، أنظر إلى ذلك العجوز..نظراته توحي بأنه رأى الكثير من الأشياء و التجارب ..فعلا مجرّد النظر في وجهه يكسب الكثير من المعان، ذاك الطفل الصغير .. كنت انظر إليه و أنا اقول (يا أخي يا حبيبي إمّا أن تفتح تلك الشوكولاطة و تأكلها، و إمّا أن تعطيها لي لأفتحها لك، و إمّا أن تعطيها لي لأفتحها..لي!)
 بينما أن في خضمّ هذه الهرجة حتى سمعت صوت مذيعة القطار (صاحبة الصوت الشهير: المحطة القادمة ..كوغصو و;) ، لكن هذه المرّة لم تخبرنا عن المحطّة القادمة بل قالت : "أعزائي المسافرين يرجى التّمسك جيّدا" و كُتب على اللوح الإلكتروني عبارة "توقّف طارئ" هذا الأمر الذي أثار شيئ من الخوف لدى المسافرين لكن لم يكن هنالك أي شيئ خطر، بدأ القطار في التوقف تدريجيا بدون أي مشكلة،،
 
حسنا نزلت من القطار و كان عليّ ركوب الحافلة مجدّدا إلى مكان اللّقاء و المعرض، عليّ الحديث قليلا عن تلك الحافلة : لقد شاهدت الكثير من علب السردين المملوءة عن آخرها في حياتي، لكن تلك الحافلة "شيء جزائري" it's a DZ thing !

وصلت إلى مكان المعرض قمت بعمل مسح شامل للوجوه طيلة الطريق ثم بدأ شيئ من التشتت لأن الأعداد كثيرة و أنا لم أصل في الموعد المحدد، هممممم ربما انتهى لقاء المدونين و هم الآن في منازلهم يمارسون القيلولة و أنا تحت الشمس الحارقة .. أشرار هؤلاء المدونون، وسط هذه الأفكار الشريرة لاحظت المدونين الأبرياء قد خرجوا من إحدى البوابات، أوّل من تعرّفت عليه هو اسماعيل، ثم تلاه عبد الحفيظ و منير و شجون و شخص لا أعرفه في وجهه لكن كنت واثقا بأنه نسيم :) و 3 اشخاص لطفاء لم أعرفهم، اتجهت إلى المجموعة بهدوء،،  و بطريقتي الغريبة في التعبير قطعت الطريق على اسماعيل و قلت له: "أنت إنسان اسمك اسماعيل" .. لحظات من الدهشة غمرته أعتقد أنه لم يعرفني، تعرّف عليّ عبد الحفيظ و سلّم عليّ بالطريقة الامريكية تاع "what's up man !" ، ثم بدأت الجماعة بالترحيب و الجمل المعلّبة الإعتيادية: واش راك لاباس و العائلة و الأهل و الأصحاب و كيف حال الدراسة، و ناس الدشرة لاباس؟ و أرض السي موسى جابت قمح ولاّ كي العادة؟ و واش راهم بقرات السي مصطفى؟ ماتوا قاع؟ لله ما أعطى و لله ما أخذ" D:

بعدها إلى طاولة الغداء اتّجهنا ، أصرّ السي اسماعيل أن يترك لي مقعده رغم (صغر سنّي) ، حاولت مقاومته لكن فشلت .... أو ربما لم أقاوم بما فيه الكفاية فقد كنت متعبا :)، حول الطاولة جرت حوارات أخوية ثنائية تارة و جماعية تارة أخرى ، تحدثنا في بعض الأمور التقنية و اللاتقنية، كان الحوار سيتحوّل إلى لقاء فكري بين مجموعة من فلاسفة العصر لكن المدوّنة الرائعة شجون أنقذت الموقف و أعادت تحويله إلى لقاء وديّ، لا أعرف من دفع ثمن الغداء و لم أشكره حينها لذلك سأشكره الآن : أيّها السيّد "من دفع ثمن الغداء" أشكرك من أعماق قلبي، الشاورما و الكولا كانت رائعة، أعلم أنّ ثمن الطعام في ذلك المكان غال جدّا ، لذلك اشكرك من أعماق أعمق بئر بترولي موجود في قلبي، شكرا لك و أنت إنسان كريم"

أمور مثل:  تويتر، قوقل+، التدوين في الزائر، التدوين و الجمعيات كلها كانت حاضرة حول الطاولة، أعطاني شخص لم اعرفه  قلما و كرّاسة و طلب منّي أن أكتب... إرتبكت فعلا و لم أدر ما أكتب، تخيّل أن تكون ماشيا مثلا في طريق عمومي تفكّر في وجبة العشاء و تفكّر في مباراة الليلة من سيفوز و تفكّر في ثمن السكر هل زاد أو نقص و فجأة يوقفك شخص لا تعرفه و لا تعرف عقليته ليقول لك : أكتب! ... نظر إليّ اسماعيل في حيرتي و قال مازحا: يبدو انّك كنت تغشّ في تويتر :) ، المهم كتبت ما تيسّر من الاشياء الجميلة، و أعدت الكراسة و القلم للأخ الرائع أحمد بلقمري الذي اطلعت على مدوّنته الخارقة فيما بعد و أدركت حجم من أعطاني القلم للكتابة!
http://nassimweb.net/wp-content/uploads/14.jpg
بعد الطعام اتجهنا إلى داخل المعرض و كانت الوجهة إلى جناح k16 حيث يعرض السيّد فزاعة (يوسف بعلوج) كتابه الخارق: على جبينها ثورة و كتاب" ، وصلنا إليه، كان في انتظارنا أيّوب، و شيخ القبيلة معمر عامر و أخوه، سلّمنا على الجماعة من جديد،بعد لحظات ودّعنا عبد الحفيظ ،،،،،، اتجهت إلى السيّد فزاعة و سألته عن نتيجة القرعة في مسابقة كان قد أقامها في مدونته لربح نسخة مجانية من كتابه، نظر إلي للحظات ثم قال الفائز هو سيفو .. كدت أختنق ضحكا في تلك اللحظة لكنّي قاومت D: ، ثم طالبته بإعادة القرعة لأن سيفو لم يحضر ، ما أعجبني في القرعة أنني كنت المشارك الوحيد فيها ! يعني نسبة النجاح 100% :) أخذ السيد فزاعة نسخة من كتابه الخارق و ووقعها لي و اهدانيها و أنا كلّي شكر و بارك الله فيك و أنت فخر لأفريقيا و أكيد السلطان مراد الأول كان سيفخر بك لو كنت حيّا لكنه للأسف مات منذ زمن و الله يرحم الجميع و... و....و...، و وعدته بأن أمرمده بالنّقد بعد قراءة الكتاب،  ثمّ أعاد توديعنا عبد الحفيظ.
بعد ذلك دار حوار اخوي كان مديره بامتياز معمّر عامر، اتفقنا فيها على ضرورة دعم المدونين بعضهم لبعض في المشاريع في سبيل الرقي بالتدوين الجزائري، ثمّ أعاد توديعنا عبد الحفيظ للمرّة العاشرة !.. فنطقت: كمان تاني؟؟؟ يا عمّي دا احنا ودّعناك خلاص، مش بقى تروح و تخلّصنا يا اخي؟؟؟؟؟؟؟هههه،
  افترقنا وودعنا بعضنا بعضا ، الحمد لله لم تنزل أيّة دموع على ما أذكر، آخر من رافقني كان السيّد اسماعيل، ودّعته و انطلقت إلى سبيلي ، في الطريق وجدت احدهم يبيع الكاوكاو (الفول السوداني) ، سألته عن السعر فأجاب: 20 دج ، إبتسمت و قلت في قلبي "بصحّتك يا أخا العرب" ، و انطلقت دون أن أشتري طبعا.
ثم عدت إلى البيت ثم نمت ثم استيقظت ثمّ نمت مجدّدا ثم استيقظت ثم كتبت هذه التدوينة :) لقد كان يوما جميلا، بدأت في قراءة كتاب السيّد فزاعة ، تشرّفت بلقاء أولائك الأشخاص الطيّبين و إن شاء الله لن تكون آخر مرّة نلتقي فيها و الذين لم يحظروا فغننا نتشوق للقائكم في فرصة قادمة :)
روابط ذات علاقة :
تغطية للقاء بقلم عبد الحفيظ
تغطية للقاء بقلم نسيم الرحالي
تغطية للقاء بقلم أحمد بلقمري
تغطية بقلم اسماعيل 
أيضا اسماعيل
-------------
*العنوان تلبية لأمر السيّد tahtouhg ، لقد تمّ ذكرك في اللقاء :)

الأحد، 25 سبتمبر 2011

تدوينة عن: رواية الخيميائي

عن رواية "الخيميائي" لبابلو كوهيلو
هل سمعت من قبل برواية .. ثلاثية الأبعاد؟
طبعا جميعنا سمعنا عن أجهزة التلفاز الحديثة بتقنية ثلاثية الأبعاد، حيث تجعلك من خلال مؤثرات سمعية و بصرية تندمج مع الفيلم الذي تشاهده،
أعتقد أن الروائي البرازيلي يستحق تسجيل براءة اختراع ، لاختراعه رواية ثلاثية الابعاد! فبدون مؤثرات بصرية و لا صوتية، ستفهم مع سانتياغو الفتى الأندلسي (بطل الرواية) لغة الخرفان!، ستحسّ بالقهر و  بأنّك خُدِعْتَ عندما يسرق لشاب  نقود سانتياغو في مدينة طنجة، ستشعر بالعطش و الحرارة الشديدين عندما ستعبر الصحراء الكبرى مع البطل في طريقه لتحقيق أسطورته الشخصية، و أكيد أنّك لن تحزر أبدا كيف ستكون خاتمة الرواية.

إذا كنت لا تريد إفساد متعة القراءة فلا تقرأ هذه الفقرة :
****************
الرواية تتحدث عن شاب أندلسي يرعى الغنم، رأى نفس الحلم عدّة مرّات فأدرك أنها إشارة من نوع ما ، إلتقى بمشعوذة و ملك أكدا له أنه على وشك تحقيق أسطورته الشخصية و هي اكتشاف كنز موجود في صحراء مصر قرب أهرامات الجيزة ، الكثير من الحيرة ثم المجازفة بالسفر إلى الأهرامات، في الطريق تحصل الكثير من الأحداث التي تهيّؤه ليكون مستعدّا لتحقيق هذه الأسطورة، يلتقي بالخيميائي الذي يرشده و يزوّده بالكثير من المعان .. هل سيجد هذا الكنز؟ ما هو هذا الكنز؟ ماذا حصل في طنجة المغربية قبل ذلك؟ ماذا حصل في الصحراء؟ هذا ما سنشاهده في الحلقة القادمة؟ أو هذا ما ستكتشفه عند قراءتك للرواية.
 ***************
ستجد في الرواية معان كثيرة ، الصبر، الوثوق بالإشارات التي تأتيك من الله، الإيمان بقدراتك أو كما سمّاها الكاتب "النفس الكليّة"، شيئ من الشجاعة و الرومانسية و تمجيد العلم الذي يتمثّل في شخصية "الخيميائي"، و شيئ من الخيال، و الكثير من الفلسفة.

أؤمن أن الروايات أذواق، ما يروق لي قد تجده مملاّ جدا، و ما يروق لك قد أجده أنا لا يستحق الوقت الذي قضيته في القراءة، هناك الكثير من الكلام الذي قيل حول رواية (الخيميائي) في موقع goodreads ، هناك قراء مدحوا الكاتب بابلو كوهيلو حتى جعلوا الرواية ككتاب مقدّس : يجب أن يقرأ مرّة و عشرة و مائة ، وفي المقابل هناك من وجدوه لا يستحق كل ذلك، و عليك أن تحكم بنفسك،
هل ستعجبك الرواية؟ لا أدري
هل يجب أن تقرأها؟ أكيد !

إقتباس :

‫"وعندما تريد شيئ  ً ما، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك . "‬

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

تدوينة عملاقة :)

من قال أننا نحتاج إلى استنشاق روائح زكيّة ، لكي نكتب أشياء جميلة؟ أشياء صريحة؟ أشياء حقيقية؟

أجلس الآن في شرفة غرفتي قبل منتصف الليل بقليل، و هناك رائحة كريهة تعمّ الجو .. لكن لا يهم:
لكل واحد منّا في هذه الدنيا الكبيرة الطويلة الجميلة.. قصّة، و في هذا الجو الغير رومانسي بتاتا سأحكي شيئا من قصّتي، سأحكي الأمور كما هي، حتى لو لم تكن مثالية، حتى لو كانت محبطة، فالحقيقة لا تعني المثالية، و البطيخ لا يعني الدلاّع، و مصر ليست تونس، و سوريا ليست ليبيا :)
لنعد إلى سنوات الطفولة: أتذكر أنني كنت مغرما بالرسوم المتحركة العربية، أتذكّر أيضا أنني دخلت إلى المسجد للتعلم قبل المدرسة، أستغرب إلى الآن كيف حفظت سورة البروج و سورة الأعلى رغم أني لا أتقن القراءة و الكتابة!
أتذكر في السنة التحضيرية (قبل الأولى ابتدائي) كنت دائما أبدأ اليوم الدراسي بقراءة لآيات من سورة الأعلى بطلب من المعلمة الرائعة :) أتذكر أيضا في تلك السنة أشياء غريبة مثلا: كنت أسرق الأدوات المدرسية من مقلمة إحدى الفتيات، كانت تجلس معي في نفس الطاولة و كانت الحدود بيننا مفتوحة: يعني أدواتي هي أدواتها و أقلامها هي أقلامي، وبما أنني لا أملك أقلاما، فقد كنت أسرق منها ما أريده :(
لا أتذكر انني شاهدت أحدا يسرق أمامي في صغري و لا أدري من أين اكتسبت تلك العادة السيئة، لكن الحمد لله أنها لم تكبر معي :)
أتذكر في السنة الأولى،الثانية، و الثالثة من التعليم الإبتدائي أني كنت من المتفوقين لكن دائما في المرتبة الثانية بعد تلميذة تدعى ر ، كنت دائما مستغربا: لماذا تتفوّق عليّ بنت؟؟ عيب! طبعا في صغري كان المنطق أن الأولاد يجب دائما أن يتفوقوا على البنات في كل شيئ، حتى أتفه الأشياء كالطول و الوزن، و كنّا نسخر من بعضنا ببراءة: عيب! فلانة أطول من فلان هاهاها، فلانة أقصر من فلان هاهاها، فلانة فاتت فلان في السباق في حصّة الرياضة هاها.
في السنة الثانية بكيت ذات يوم داخل القسم، إن لم تخنني الذاكرة فقد كانت آخر مرّة و السبب هو أن المعلّمة سألتنا من الكتاب أسئلة مرتّبة ، سألت السؤال الأوّل ثم انتقلت مباشرة إلى السؤال الثالث، أخبرتها أنها نسيت السؤال الثاني، فصمتت، أعدت السؤال فتجاهلتني، أعدت السؤال للمرة الثالثة فصفعتني صفعة قويّة! كرهت ذلك التصرف من تلك المعلمة و لازلت أذكر تفاصيل الواقعة إلى الآن، طبعا الصفعة لا تؤلمني الآن :) أريد بشدّة أن أعرف ماهو ذاك السؤال الثاني اللعين :/

يبدو انني بدأت التعود على الرائحة الكريهة في الشرفة :) الله يعين 

في السنة الثالثة و في أحد أيام الاربعاء من شهر ماي حدث زلزال بومرداس، لقد اثرت تلك الواقعة كثيرا في مجرى حياتي: فقدت صديقي طارق و بتنا أشهرا ساكنين في الرصيف داخل خيمة صغيرة،
لكن أتذكر... نحن -معشر الصغار- كنا سعداء، كنا نتغدّى و نتعشّى بالحلويّات التي كان يحضرها المتبرّعون من كل أنحاء الوطن -بارك الله فيهم جميعا- :)، كانت هنالك مشاكل طبعا في استخدام المرحاض مثلا لكن كان للزلزال جانب إيجابي أيضا، انتهت السنة الدراسية مبكّرا يا رجل!
بعد زلزال بومرداس انتقلنا من ولاية بومرداس إلى ولاية أخرى بحكم عمل والدي، هناك تعرفت على ثقافة و نمط حياة مختلف قليلا، لكن للأسف تلك الولاية ..بعيدة عن البحر :(
في ولايتنا الجديدة أمضينا 5 سنوات مليئة بالأحداث ، تعرفت على أصحاب حقيقيين، واصلت تفوّقي في الدراسة لكن ما سأندم عليه لاحقاهو أنني لم أحفظ القرءان الكريم، لقد توفّرت الظروف و الشروط المساعدة لذلك لكنني لم أفعل، ربما سأجد تبريرات تافهة مثل: لقد كنت صغيرا في السن غير ناضج -كان عمري 10 سنوات- وكانت الإغراءات كثيرة -كرة القدم، الرسوم المتحركة-، لكن هنالك رفاق لي بدؤوا الحفظ معي و هم الآن ما شاء الله يحفظون الستين حزبا، أما أنا فقد توقّفت عند 11 حزبا، و ربما نسيتها الآن. أنا أقرّ لك يا ربّي بأنني قصّرت و لا أملك أي عذر لعدم حفظي للقرآن الكريم و أسألك المغفرة، آمين. إن شاء الله مازال في العمر بقية و سنرجع لحفظ القرآن :)
---------
درست في تلك الولاية 3 سنوات في الإبتدائية و سنتين في المتوسّطة كنت و الحمد لله متفوّقا فيها أتذكر أنّي تحصلت على المرتبة الثالثة على مستوى الولاية في الشهادة التعليم الإبتدائي :) كانت سنة جميلة.
أتذكر أيضا أن النصوص التي كنت أكتبها في مادة التعبير كانت "تبهر" بمعنى الكلمة المعلّمين، كانت معلمتي تأخذ أوراقي و كتاباتي و تريها المعلمين الآخرين و تفتخر :)
أيضا أتذكر مشاركتنا في مسابقة فكرية بين المدارس الإبتدائية، هزمنا جميع المدارس، و وصلنا المباراة النهائية، و خسرنا ... بسببي ربما.

بعد 5 سنوات في تلك الولاية ، عدنا إلى مدينتنا الأصلية، و هناك كنت "التلميذ الجديد" في الإكمالية، أعتقد أن شيئا من الحس الفكاهي الذي أتمتع به قد ساعدني على الإندماج سريعا.
-----------
في السنة الرابعة متوسّط، أي في سنّ الـ15 ، سن المراهقة، عليك أن تضع عقلك جانبا فهو لن يفيدك في شيئ ، و تستسلم للجنون! الجنون سيقودك شئت أم ابيت، الجنون سيقودك، سيجرحك ربّما، ستتأذّى، ستستخر من نفسك عندما تكبر، ستندم قليلا، ستبتسم كلّما تذكّرت ما فعل بك الجنون في تلك الأيّام، لكن ستفرح لأنّك جرّبت شيئا فريدا (إذا لم تفهم معنى الجنون، فأنا بريئ! ولا حاجة للشرح أكثر)، في سنة الجنون التي هي سنة شهادة التعليم المتوسط BEM ، تحصلت على المرتبة الأولى في الإكمالية، ذهل الجميع فـ: كيف للمجنون أن يكون الأول، في اليوم الذي عرضت فيه النتائج،، كان يوما.... لِنَقُلْ "شديد الجنون".
اهدتني البلدية بمناسبة تحصلي على المرتبة الاولى حاسوبا، هو الذي أدوّن لكم من خلاله الآن، كم أحبّه!
السنة الأولى من الثانوية مرّت بسرعة، أحاول أن أغتنم هذه الفترة من حياتي أحسن استغلال :)
--------
--------
أشياء أخرى:
- من بين الأمور التي صدمتني عندما دخلت عالم الأنترنت هو الصراعات بين الطوائف و المذاهب الإسلامية، أنا الساذج الذي كنت أعتقد أنّ الإسلام هو: التوحيد و الشهادتان و الصلاة و الزكاة و الحج و العمرة و الصدق و العدل و المسامحة و النظافة، اصطدمت بعباد يرون الإسلام أشاعرة و صوفية و سلفية و حكم بناء المقابر في المساجد و حكم الغناء و حلق اللحية و اسبال الثوب و...و..و...؟؟؟
-أتمنى أن أواضب على المطالعة و أن استفيد مما أقرؤه بقدر الإستطاعة،
-الأنترنت مكان رائع: في السابق كنت لا أفهم الكثير من الاشياء المبهمة..كمثال: لماذا علينا ان نكره هؤلاء اليهود؟ أليسو بشرا مثلنا؟ ماذا يفعل هؤلاء الفلسطينيون الـ(ضعفاء)؟ لماذا لا يدافعون عن أرضهم؟ الأنترنت أعطتني الكثير من الأجوبة و مازلت  أبحث، الأنترنت هي أفضل شخصية في قارّة أفريقيا :)
-أتمنى أن أستطيع المحافظة على شعائر الإسلام في حياتي المستقبلية و أهمها الصلوات الخمس في المسجد، لم تبقى لنا إلا الصلاة فلنتشبّث بها.
-لا أعلم ما هو التخصص الجامعي الذي سأختاره مستقبلا، أحب الرسم كثيرا و سأطوّر من نفسي فيه، لا اُجيد الرقص و لا أنوي تعلّمه (على الأقل حاليّا)، و لقد سامحت تلك المعلّمة التي صفعتني :)
-يبدو ان الكتابة مع الرائحة الكريهة ينشّط الذاكرة :)
-عيد ميلاد سعيد لي، أنا اليوم 17 سنة :)


الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

لقاء المدونين الجزائريين

سيكون المدونون الجزائريون على موعد للقاء يوم السبت 24 سبتمبر على هامش المعرض الدولي للكتاب، في لقاء ودي حميمي، إن كنت ستحضر يمكنك المشاركة في مسابقة مدونة الفزاعة التي تتيح لك فرصة الفوز بكتاب المدون يوسف بعلوج “على جبينها ثورة وكتاب” والذي سيوقعه في نفس اليوم بحضور المدونين والصحفيين والمهتمين… لمعرفة شروط المسابقة ادخلوا على الرابط التالي: http://www.alfazzaa.com/thawrawakitab1
وحظ موفق للجميع.
---------
تحديث : لقد فزت بالكتاب :)

السبت، 17 سبتمبر 2011

رحلة البحث عن الموهبة

في أحد الايّام سمع موسيقيّا يعزف ألحانا مرحة، أعجب به و قال في نفسه : أستطيع عمل مثل هذا و ربما افضل!
عاد إلى المنزل و بحث عن وعاء أو دلو ماء و استخدمه كـ طبل و بدأ "الهرجة"، كان مصرّا على أن ما يقوم به موسيقى راقية، لكن للأسف : أصرّ الجيران على أنهم اعتقدوا أن قطيعا من الجواميس الغاضبين التائهين كانوا يقومون بتمارين القفز في العمارة السكنيّة،
ثم اكتشفوا انّه صديقنا الذي كان يجري محاولاته الموسيقيّة باستخدام دلو حديدي قديم، الجيران أصرّوا على أنّ ذاك الضجيج المزعج الذي تعرّضوا له يمكن أن تسمّيه اي شيئ...إلاّ موسيقى! وعده أحد الجيران انه لو أعاد هذه المحاولة فسيقضي ليلته في السجن ... فعلا بعض الجيران لا يملكون ذوقا موسيقيّا راقيا، الله يرحم جيران زمان !
------
عندما جرّب هواية الرسم ............. حسنا يكفي أن أخبرك أنّ أباه تبرّأ منه عندما رأى ذاك الشيئ على ورقة الرسم .. والذي أصرّ صديقنا أنّه كان يحاول رسم وجه أبيه !
-----

تقريبا تكرّرت نفس القصص و السينايوهات عنما دخل عالم الأنترنت، في البداية كانت له محاولات في التصميم الجرافيكي، ثمّ في البرمجة! ثم صارت الموضة هي التصوير الفوتوغرافي لكن للأسف صديقنا لا يملك المال لشراء كاميرا احترافيّة.

في الأخير اكتشف موهبته الدفينة و التي صارت فيما بعد وظيفته الرّسمية : لقد افتتح PARKING للسيارات.

لقد كان يقوم بكل هذا و اكثر فقط كي لا يصدّق ما قاله أستاذه في صغره :
أنت إنسان فاشل ، و لا تملك أية موهب.
نحن نجرّب كلّ الأشياء فقط كي نثبت أننا لسنا فاشلين، لماذا لا نعترف بذلك؟ فالإعتراف يحرّر: أنا فاشل :). 
 

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

تحرير السمعي البصري، ومن يهتم؟



تحرير السمعي البصري، و من يهتم؟

بشّرتنا الحكومة الجزائرية بقرار فتح ما يسمى بالقطاع السمعي البصري، يعني الآن يمكنك أن تنشئ قناة تلفزيونية في الجزائر ! مرحى ! الحمد لله ! أسجدوا للّه شاكرين يا جماعة ، هرمناااا ،، هرمناااا ، من أجل هذه الّحظة التاريخية،
هناك من قال أنّها "زكارة" أو نكاية في قناة الجزيرة التي -حسب رأيهم- تكره الجزائر و تريد أن تعمّ فيها الفوضى و الخرابيط و قطر و إسرائيل و الماسونية و كل ذاك الهراء لكن هذا ليس موضوعي اليوم،
أردت من خلال هذه التدوينة أن أقول -باعتباري شابا جزائريّا- أنني لا أهتّم أبدا بفتح القطاع السمعي البصري في الجزائر، و من يحتاج قنوات تتحكم فيها الدولة فيما يجب أن يعرض و يقال و ما لا يجب؟؟ ، و كما قال أحد المعلّقين على الخبر، ترقبوا قريبا الكثير من قنوات الطبخ و الأناقة و الغناء و "برامج الإهداءات".

لماذا أحتاج هذه القنوات و عندي شيئ عظيم حرّ إخترعه الإنسان اللي فاهمها صحّ، إنّه الـيوتيوب !
شخصيا أجد كل ما أحتاجه في قنوات اليوتيوب حول العالم، أخبارسياسية إقتصادية إجتماعية ترفيهية (و كل تلك الكلمات التي تنتهي بـ ية)
http://cache.ohinternet.com/images/e/ef/Youtube_logo.png
في اليوتيوب لا أحد يخبرك أو يمنعك عمّا تريد أن تقوله ، أمسك كاميرا الويبكام أو كاميرا جوّالك العادي، صوّر و أنشر في الأنترنت و العالم سوف يسمع صوتك ، سأستعرض الآن بعض قنوات اليوتيوب التي أعتقد أنها تستحق المتابعة :

شركة جازي تعاقدت مع أحد الكوميديين الجزائريين على يوتيوب و قامت بالتعاون معه بإنشاء هذا البرنامج الكوميدي، رغم أنه لا يضحكني إلاّ انني اضع هذه القناة لأنها جزائرية.
الدكتور أمجد قورشة و بالتعاون مع شركة خرابيش في برنامج يتحدث عن أهم ما يعانيه الشباب وتتطرق لأكثر القضايا
الحساسة التي تواجههم وتقدم لهم خيارات جديدة وطروحات أفضل من أجل حياة سعيدة في الدنيا والآخرة.

هي شركة تقوم بالتعاون مع كوميديين سعوديين لإنتاج برامج كوميديّة مثل : على الطاير، إيش اللي (هي غير مضحكة بالنسبة لي، ربما لاختلاف الثقافة الجزائرية عن السعودية).

المذيع باسم يوسف يسخر من بعض الظواهر في مصر ما بعد الثورة، جميل برنامجه.

برنامج من تقديم شابّة سورية تقوم بالرّد على إعلام النظام السوري و كشف أكاذيبه بطريقة فكاهية ، قناة جميلة

هي شركة محترفة في مجال النشر على يوتيوب تقوم بنشر رسوم متحركة و برامج يغلب عليها الطابع السياسي في الفترة الاخيرة

هو مخرج رسوم متحركة من السعودية، برنامجه الأخير "مسامير" يحقق نسب مشاهدة جيّدة .
حركة رشاد الجزائرية لها قناة على اليوتيوب تقوم ببث مقاطع لمداخلات أعضائها في الإعلام. سمعت مؤخرا أنهم قاموا بفتح قناة تلفزيونية.

وضعتها هنا "زكارة" في وحد النّاس :)


هذه أمثلة على قنوات عربية و جزائرية على الأنترنت يمكن ان تقتدي بها المؤسسات الإعلامية في نشر محتوى بالفيديو و إيصال صوتها إلى العالم ، ليس من الضروري تحمّل تلك التكاليف الزائدة عند إنشاء قناة تلفزيونية، قريبا سنرمي جميعا التلفزيون من النافذة.
هناك الكثير من القنوات الجزائرية على يوتيوب، لكن تغلب عليها عدم الإحترافية في التقديم أو نقص الجرافيكس لكن اهم شيئ هو إيصال الرسالة بعيدا عن أي وصاية من جهة حكومية أو من أصحاب مصالح، إذا كانت هناك قناة تستحق الوضع هنا فأخبرني في التعليقات.

في الاخير: شكرا أيتها الحكومة، لا نحتاج القطاع السمعي البصري، نحتاج خدمات إنترنت ذات سرعة عالية.. لنشاهد يوتيوب.
---------------------
روابط متعلقة: الفرق بين التلفاز و يتيوب.
قنوات المبدعين العرب في يوتيوب.
الربح من يوتيوب.
مصدر الصورة.

الاثنين، 29 أغسطس 2011

فكرة برنامج تلفزيوني للسرقة

مرحبا،
جاءتني فكرة لبرنامج تلفزيوني جميل و بما أنني غير قادر على تنفيذها فأنا أضعها هنا للسرقة ،
الفكرة سهلة و واضحة و غير مكلفة ، مذيع تلفزيوني يقوم كل يوم بتقمّص مهنة جديدة و يصوّر ظروف هذه المهنة، اليوم يعمل مع البنّائين في ورشة ما، غدا ينظّف الشوارع مع أعوان النظافة، و بعد غد يملأ الأوراق في البلدية (شهادة ميلاد، شهادة وفاة .. إلخ ، و مرّة نجّار و مرّة لحّام و مرّة جزّار و مرّة فلاّح و مرّة يغسل الصحون في مطعم ما ، و مرّة يتعلّم أساسيات إصلاح الأحذية ،،، إلخ ، و التشويق يعتمد على خفّة ظل المقدّم طبعا :)
و كل هذا لكي يقرّب للناس ماهية هذه الحرف و الوظائف، ربما يشاهدها أحدهم فيعجب بها و يتخذها طريقا له في الحياة،
في اﻷخير الفكرة ب 5 دولارات :)

تحديث: الأخ عبد الرحمن نبهني في التعلقات إلى برنامج مطابق للفكرة يعرض على قناة الجزيرة للأطفال بعنوان: طريق النجاح، شكرا له ، يبدو أنه سرقوا فكرتي بسرعة فائقة و قامو بتسجيل العديد من الحلقات في 5 دقائق D:

عيدكم سعادة :)

الأحد، 28 أغسطس 2011

ثورة الجزائر 17 سبتمبر

 أوّلا: لا يوجد شيئ إسمه ثورة 17 سبتمبر.
ثانيا: نعلم أنّ النظام الجزائري فاسد، و أنّ الجنرالات هم الذين يتحكمون في البلد، شكرا لتذكيرنا بذلك.

ثالثا: منذ الإجماع على ضرورة استقالة رابح سعدان بعد مباراة تانزانيا، لم أر إجماعا وطنيّا كالذي رأيته في هذه الظروف حول عدم جدوى ما يسمى 17 سبتمبر، الجميع متفقون على أنّه ليس وقت و لا سياق المناسب و سيكشف ذلك حجم الإقبال عليها.

رابعا: الثورة في الجزائر مسألة وقت فحسب (مهما أنكرنا) فالتغيير يفرض نفسه، سنة، سنتان، 10 سنوات الثورة قادمة قادمة ما لم تتّخذ إصلاحات جذرية داخل النظام و هذا ما نستبعده كون نظام لم يصلح نفسه منذ سنين كيف سيفعل ذلك في أشهر؟ أمّا عن الثورة فالشعب هو من سيحدد موعدها و شعاراتها و أين و كيف ستكون و ليس معارضة من بلاد ما وراء البحر أو من "بلدان عربية شقيقة".

خامسا: علينا أن نتصرف جميعا نحن الجزائريون في المرحلة القادمة بمسؤولية اتجاه الوطن و أن نتحلى بالروح الوطنية و أن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، المرحلة القادمة مرحلة مجتمع مدني بامتياز و ليس مرحلة نخب سياسية، الشعب هو من سيديرها، علينا أنّ نكون في مستوى التغيير المنشود وأن ننشر الوعي الصريح لدى جميع أطراف المجتمع المدني خاصة في هذا الوضع الأمني الحرج.

سادسا: و الله الموفق، والمستعان.


سابعا: نهيب بدولتنا العريقة أن تمدّد الإجازة الصيفية الحالية 6 اشهر إضافية و أن تقوم بإلغاء جميع الإمتحانات و الفروض حتى يستقرّ الوضع الأمني و السياسي في البلاد و تعود المياه إلى مجاريها. و الله الموفق و المستعان D:

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

عصابة المغرب

مرحبا ،
في حيّنا لدينا ظاهرة عجيبة و مضحكة في نفس الوقت، هنالك مجموعة من الأطفال من 6-9 سنوات، هم أشبه بعصابة منظّمة و تنشط في رمضان فقط، هؤلاء الصغار لا تجد لهم أثرا يذكر طيلة نهار رمضان، لكن إذا رأيتهم ذاهبين بشكل جماعي إلى المسجد فأعلم أنّ أذان المغرب بعد دقيقتين،
يسيرون في الطريق المؤدي إلى المسجد بشكل جماعي مخيف (و هم حوالي 6 رجال!) كل واحد منهم يرتدي قميصا بلون مختلف، يتمركزون داخله و معروف عندنا أنّ هنالك مجموعة من المتبرعين الذين يأتون بالتمور و اللبن و الحلويات إلى المسجد ليفطر بها الصائمون، أعتقد أنّك فهمت الآن مهمة هذه العصابة! ما إن يقول المؤذّن "الله أكبر" حتّى يهجموا على الإفطار بشكل عجيب، هذا يملأ جيوبه بالتمر و الآخر يسقي أصدقاءه باللبن و الآخر لا يبالي بهم قائلا نفسي نفسي فيشبع نفسه بالفواكه و الزلابية :)
في إحدى المرّات حضرت متأخرا إلى صلاة المغرب و كادت تفوتني الركعة، فوجدت المصلين يركعون و إخوتنا الصغار في العصابة مازالوا يقومون بعملية مسح شامل للتمر :) و الطريف أيضا أن أغلبهم لا يظهر أبدا في الصلوات الأخرى غير صلاة المغرب، أقترح أن يكون هذا الإفطار في جميع الصلوات لنحفّزهم على الصلاة :) 
رمضان مبارك يا جماعة.

الأحد، 14 أغسطس 2011

الكيس المحظوظ

”إنه كيس رماديّ بشع مملوء بعلب الدواء المرّ، لكنه محظوظ“  - عبدو (مؤلّف و فنّان).
            ” أحيانا يتمنّى المرء لو كان كيسـًا  “   - سوبر ماريو.                                                    
------------
يوم أمس كان يوما رمضانيا عاديّا ، حرارة و نوم و عطش و "عبادة" و "رحمة" و ... إلخ يعني !
إلى أن جاء اتصال يخبرني بأنّي مكلف بمهمة مستحيلة ، طبعا من شدّة الحماس تخيلت هذه المهمة على شكل : "التحقيق في مقتل مايكل جاكسون"   ، "البحث عن تمثال من مفقود من المتحف المصري بميدان التحرير" ، " إغتيال شخصية سياسية من اجل الحفاظ على مصلحة البلد العظمى (you know what i'm saying? whatever ) .. مثلا.
بما أن الإتصال كان من عمّي استبعدت تلك الإحتمالات ورجّحت أن اقرب احتمال ممكن: - هل تريد كيلو زلابية كالعادة بعد أن نفذت من جميع الدكاكين؟ فعلا إنها مهمة مستحيلة !
أخبرَني أن :
-لا ، لا أريد الزلابية رغم أنه اقتراح جيد ... أنت تعلم ، جدّتك في أمريكا الآن في زيارة لابنها هناك.
- نعم جدّتي رحمها الله ، لقد كانت طيّبـ.. ، أقصد آه جدّتي نعم في أمريكا فعلا .. ما بها ؟
- أنت تعلم أنها مريضة بداء السكري ، إنها تحتاج إلى دوائها الذي اعتادت تناوله ، و يجب أن يكون من الجزائر.
- يا عوووومّي ، امريكا أكبر دولة في العالم ، الرقم 1، لا تستطيع توفير نفس الدواء التي اعتادت جدتي تناولها هنا في الجزائر؟ الله يحفظك يا عبد العزيز يا بو.....تربية و الشمس مشرقة و .. (لنغيّر الموضوع!) ...
-كفاك تهريجا .. هي تعوّدت على هذا الدواء و لا نريد تغييره و كفى ،
-حسنا ، قل لي أنكم تنوون إرسالي إلى امريكا لكي أوصل لها الدواء بنفسي .... و أطمئنّ على سلامتها طبعا .
-
-
- تقريبا ، في الحقيقة لا ، مهمتك هي أن توصل هذا  الكيس الرمادي إلى أحد المعارف الذي سيسافر غدا إلى أمريكا و هو سيتولى التوصيل ، وتعود.
- ألن ينفجر الكيس إذا ما تأخرت؟
-لا ، لكن هنالك تهديد لا يقلّ خطورة عن الإنفجار، إذا تأخرت قد لا تصل إلى مائدة الإفطار في الوقت المحدد!


حملت الكيس، ركبت الحافلة ثم القطار فالحافلة مرة أخرى في الطريق إلى (احد المعارف)، طيلة الطريق و أنا أنظر إلى الكيس بعين حسود ، هذا الكيس الرمادي البشع ذاهب إلى بلاد العم سام ، أنظر إليه و كأنّه يقول : أنا ذاهب إلى امريكااا و أنت ستتعفّن هنا هاهاها !


في طريق العودة إلى المنزل صادفت معركة بين مجموعة من الشباب أستعملت فيها (السيوف و الكلام البذيئ) كأسلحة من قبل أناس يفترض انهم صائمون ، بعد أن شاهدت المعركة تأكّدت أن في الجزائر فقط :
أحيانا الكيس (الصاشي) أوفر حظّا من المواطن!
-------------
ملاحظة: القصة حقيقية في أغلبها.

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

تدوينة صغيرة

منذ عدّة ايام انتشر على تويتر هاشتاغ لمحاولة كتابة قصّة قصيرة لا تتعدى 140 حرفا،
هذه كانت محاولاتي أجمعها هنا حتى لا تضيع :

تبدو عليه جميع صفات البطل الذي يبتسم في وجه الجميع، الجميع كان يحسده، أمّا هو فكان يعلم حقيقة أنه مجرد مدمن أقراص مضادات الإكتئاب
------
سئم عربة الخضار ، أغراه وعاء البنزين فأحرق نفسه ، إختلفوا حول إنتحاره أو استشهاده ،أما هو فكان مستمتعا بالفيلم الذي ضغط زر تشغيله
 -------
هي أن أستطيع أن أجيبك دون أن ينتظرك و ينتظرني رجل أمن خارج المدرسة"...أجاب معلّم على سؤال تلميذه : ما هي الحرّية ؟
----------
نشرة الأخبار : إستشهاد صبيّ في كوسوفو و طفلة في غزّة. الحقيقة : لم يعلموا أنهم قتلوا الأبوين المستقبليّين لصلاح الدين الأيوبي المقبل
وشووووكرن :)

الجمعة، 29 يوليو 2011

في عالمي المثالي

في عالمي المثالي.... سأغسل أسناني و رجلّي كلّ يوم قبل النّوم !

في عالمي المثالي سأجد وظيفة بسيطة إلى جانب دراستي أستطيع من خلالها جني المال لأشتري أشياء مثيرة ! : تيليسكوب، حوض صغير لتربية الأسماك ، كاشف للمعادن (لعلّي أجد الذهب تحت بيتي) ، ألعاب ! و الكثير من الكتب ! puzzels ! جهاز لتحضير القهوة (لكي أعرف لماذا يحبّ الناس طعمها) ، و جميع أجزاء فيلم هاري بوتر !!! و الكثير من أي شيئ و كل شيئ !
في العالم المثالي ستكون رياضتي المفضلة هي كرة الطاولة و التزحلق على الجليد و القفز بالحبل و التّنس و ركوب الدّراجة و كرة السلّة وركوب الخيل  و ليس (كرةالقدم) و لا شيء غيرها.
في عالمي المثالي أستطيع أن أشتري  أيّ كتاب أريده بدراهم معدودة أو سيسمح لي المشرف على المكتبة باستعارة جميع الكتب مجانا  فقط لأنّي طالب ، و بذلك لن تكون لديّ حجّة للامتناع عن المطالعة، في عالمي المثالي سأكون اعظم رسّام كتب اطفال شهده التاريخ ، أعظم رسّام لكتب التاريخ و الكوميكس و الروايات و قصص ما وراء الطبيعة! أو ربما سأكون اعظم كاتب و سأكتب ما سبق أن ذكرته ! (خذ هذه الفكرة : في عالمي المثالي سأكتب رواية تباع منها ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم ، بعنوان "إختراق قوقل".. تحكي قصّة شاب عبقري عاطل عن العمل كرّس شبابه لكي يقوم بإسقاط احتكار إمبراطورية قوقل و لكي تحل محلها ثقافة المصادر المفتوحة، هل أنا أحلم ؟ ربما ! أنا في مدوّنتي و يحقّ لي ذلك ;)

في عالمي المثالي أنا مهندس محترم أمارس الكثير من الهوايات و الرياضات و لا أفوّت أي مباراة لفريقنا الوطني لكرة السّلة ففي عالمي المثالي فريقنا الوطني لكرة السلّة ينافس العظماء كالفريق الامريكي و جمهورنا يعلّم الجمهور الجمهور الأمريكي التشجيع على أصوله ! ..في عالمي المثالي أستيقظ صباحا على صوت العصافير أو على الأقل على صوت موسيقى هادئة جميلة (وليس على صوت الصّراخ : إنهاااااض تأخرررررت هيّااااا لا واااقت !!) ، ثم أتناول فطور صباح غني و متكامل و متوازن غذائيّا، أتناول الصحيفة لأقرا العناوين الرئيسية "إرتفاع في مستوى الإقتصاد الوطني بنسبة 20 بالمائة"، "الإنتهاء من إغلاق آخر بئر بترول على مستوى الوطن" ، "توقيع عدّة اتفاقيات مشتركة للتعاون بيننا و بين بلدان آسيا ، أفريقيا و أمريكا الجنوبية" ، "جامعة الدول العربية تقبل و ترحبّ بانظمام كل من تركيا و إيران إليها و تعد بالمزيد من التعاون السياسي بين اعضائها للوصول إلى هدف الوحدة "  ،،، ثم اقوم بالخروج بعد أن تناولت فطوري الصباحي  للقيام بـ20 دقيقة من الجري حول منزلي الخشبي أمام البحر وأختتم ببعض الحركات الرياضية ثمّ أتّجه إلى مكتبي بسيارتي التي تعمل بالطاقة النظيفة و كل جزء من سيارتي يمكن إعادة تصنيعه، أصل إلى مقر عملي حيث يستقبلني الجميع بابتسامة جميلة ،،،

هل أواصل أم أتوقف ؟ أعتقد أنّي سأترك البقيّة لمخيّلة القارئ ، طبعا في عالمي المثالي لابدّ أن يكون هنالك قارئ !

الأحد، 24 يوليو 2011

إبتكار هويّة جزائرية شبابية مرحة

إبتكار هويّة جزائرية شبابية مرحة ،،
مرحبا ، اليوم سأتحدث عن موضوع قد يبدو غريبا أو غير مفهوم جيّدا لكنه أمر لاحظته عندنا في الوسط الشبابي العربي عامة و الجزائري خاصة، لم أجد اسما يصف هذه الظاهرة التي سأتحدث عنها لذلك أطلقت عليها هذا الإسم : الهويّة الشبابية المرحة ، و هي تعبّر عن كل الاشياء التي تخصّ الشباب و التي توصف بالـ cool و الحداثة و التطور و التقدّم كطريقة الكلام و استخدام الألفاظ و إدخال الإنجليزية في الحديث العامّي و طريقة اللباس و قصّات الشعر -المظهر بصفة عامّة-، إلى الحديث عن نجوم الفنانين الأمريكين .. طبعا يعتبر من يعرف أكبر قدر من المعلومات عن هؤلاء الفنانين و يلبس السروال الجينز الممزق و التيشيرت الذي عليه كلام إنجليزي لا يعرف مرتديه ماذا يعني أو عن ماذا يتكلّم ، بالإضافة إلى قصّة الشعر الغريبة تارة و الشبيهة بقصّة الجنود الأمريكيين تارة أخرى ، إلى نوع الهاتف و الموسيقى التي يستمع إليها الشاب و ليس انتهاءا بحركات اليد أثناء الكلام التي تشبه تلك التي يستخدمه مغنّو الراب الامريكيون ،،
طبعا لن أتحدث كثيرا على أنّ هناك طمس و ذوبان للهويّة العربية الجزائرية الإسلامية  في كل ما سبق و أنّ هنالك غزو إعلامي و ثقافي و فكري في كل هذا من قبل الغرب فهذا من الأمور الواضحة و تحدّث عنها الكثير من الكتّاب بتشاؤم و سوداوية كبيرة،
لكن،
أن تشعل شمعة صغيرة خير من أن تسّب الظلام ألف مرّة ،
لماذا لا يكون هنالك اتجاه لدى الإعلام الجزائري* بحيث ينشئ نمطا من اللباس و المظهر الجزائري البحت لا يخلو من الإبهار البصري و مواكبة العصر كما لا يطمس الهويّة الجزائريّة ، و كمثال على ذلك فيما يخصّ اللباس هنالك أمثلة أعتقد -وهذا رأي شخصي- أمثلة إيجابية يمكن الإقتداء بها و دعمها مثل فيما يخصّ هذا المصمم الجزائري المبدع الذي يصمّم تيشيرتات عليها عبارات باللغة الدارجة العاميّة الجزائريّة :







 لمشاهدة المزيد هنا

كما هنالك شكرة مبدعة -سعودية- تقوم بتصميم أقمصة عصريّة جميلة جدّا يظهر فيها التطوّرو الحداثة مع المحافظة على ثيمة "القميص" الذي يذكّر بالإرث العربي الإسلامي،
http://www.lomarthobe.com/shopping/image.php?object_type=detailed&image_id=%2028






لمشاهدة المزيد في موقعهم هنا
بالنسبة لطريقة الحديث، عندنا للأسف اللهجة العاصمية الجميلة و اللذيذة المعروفة في عدّة بلدان لكن  عندما تدخل فيها المصطلحات الإنجليزية و الفرنسية خاصة فإنّها تحكم على الروح الجزائرية فيها بالإعدام.
بالتأكيد عندنا في الجزائر موروث ثقافي كبير و متنّوع فيما يخصّ كل من اللباس و المظهر و طريقة الحديث و الموسيقى لكني اعتقد أنّها في حاجة إلى تجديد و مواكبة للعصر بحيث تصبح مغرية للشباب لكيّ نغيّر مفهوم الإنسان الـcool من ذاك الذي يقتدي بالثقافة الأمريكية إلى الذي يتمسّك بثقافة جزائرية حديثة و متطوّرة ،

لتحقيق ذلك لديّ اقتراحات بسيطة : لماذا لا تكون هنالك مسابقات من  قبل وزارة الثقافة لتصميم ازياء حديثة تعطي الإنطباع بالتطوّر لكن تحافظ على الأصل العربي و الامازيغي الجزائري مثلما رأينا أمثلة فوق؟ لماذا لا تكون هنالك مسابقة لإعداد فيلم يعرّف بأنشطة الشباب الجزائريين المبدعين الذين يقومون بمبادرات جميلة كالتطوّع و تصويرهم على أنّهم النموذج الجديد للشخص الـ cool ؟ مسابقة لأفضل مقطوعة موسيقية تجمع بين أصالة و تراث موسيقى الشعبي و القبائلية و القناوية و البلدية و بين حداثة العصر مثل موسيقى التيكنو ؟
 هذه تبقى مقترحات قد يكون بعضها ساذج و بعضها غير مقبول لكنها محاولة لتثبيت فكرة تتلخّص في جملة واحدة "المحافظة على الأصالة و التراث مع موكبة العصر عند الفئة الشبابية ".

السبت، 16 يوليو 2011

يوميا يا صديقي !

هل تريد أن تحترف/تتعلم شيئا ما؟ (تصميم، برمجة، رسم ، كتابة، سباحة، فنّ) ، سأطلعك على سرّ خطير يعرفه الكثير من الناس و على الأرجح تعرفه أنت أيضا ، هذا السرّ يتكوّن من 5 حروف .. إنه : "يوميّــا" !
سأقتبس هذه الجملة من مدوّنة الخطط العفوية المبدعة :
”التدرب مدّة دقيقتين كل يوم أفضل من التدرب ساعتين كل أسبوع“
جملة عبقرية بمعنى الكلمة. أن تقوم بالتعلم و التمرن على القيام بشيئ يوميّا يجعله جزءا من حياتك و يجعلك في تواصل دائم غير منقطع معه،أبسط مثال على ذلك: منذ كنّا صغارا حاولنا المشي و ما ساعدنا على ذلك هو المحاولة يوميا و الآن صرنا لا نبذل أدنى مجهود من أجل القيام بمهارة معقّدة تسمّى المشي ،
القيام بشيئ كلّ يوم يزيد من مهاراتك فيه و يطور من قدراتك على اتقانه و كمثال شخصي : أنا إنسان فاشل في الرسم ، في لحظة ما عزمت أن أتعلم و أدخل هذا العالم الجميل ، صحيح أنّ البدايات كانت صعبة قليلا و أنّي مازلت في بداية الطريق لكن ساعدني العمل يوميّا و لو خربشة بسيطة ، المهم كلّ يوم و أنا الآن في تحسّن مستمرّ و راض عن أدائي إلى حدّ كبير :)
معرض أعمالي

الجمعة، 15 يوليو 2011

أوبنتو ببساطة

مرحبا، جميعنا نحب الإبداع، نحب الاشخاص المبدعين الذين يصنعون أشياء مبدعة يفيدون بها الآخرين .. بلا بلا بلا
أريد أنّ أتحدث  في هذه التدوينة عن شخص مبدع قام بشيئ جميل يفيد البشرية، إنه  الأستاذ أحمد م. أبوزيد الذي انتهى من كتاب "أوبنتو ببساطة"
أوّل ما لفت نظري هو الموقع الرسمي للكتاب، أنيق، بيسط و يفي بالغرض حتى قبل أنّ أطلع على الكتاب تكوّنت لدي نظرة و انطباع جيّد عن مؤلّفه من خلال الموقع ، ماذا لو دخلت الموقع فوجدته يبعثر المحتوى و الإعلانات و الألوان في كل مكان ؟ أكيد ستتكوّن لدي نظرة سيّئة عن المؤلف و بالتالي عن الكتاب .. لا علينا.
حمّلت الكتاب الذي جعله متاحا للتحميل مجّانا و هذا دليل على عظمة و ورقيّ فكر الكاتب الذي يسعى لنشر أفكاره الجميلة حول المصادر المفتوحة قبل التربّح ، هذا لا يمنع أن يتيح شراء نسخة ورقية أنيقة لمن يريد ذلك من أجل مكتبته أو إهدائه لأصدقائه.

بعد أن فتحت هذا الكنز لم أتفاجأ كثيرا بالإبهار البصري فيه، تنظيم محكم  و واضح فيه تعب و الشغل الذي قام به الكاتب من تنسيق و إنتقاء لأفضل المصطلحات و الصور. عن محتوى الكتاب يمكنني أن أقول أنّه جمع أهمّ ما يجب أن يعرفه مستخدم النظام أو من يريد الإنتقال إلى عالم لينكس .. لا أستطيع الحديث كثيرا عن المحتوى : إكتشفه بنفسك!
شخصيّا الكتاب سيكون مرجعي و نور طريقي في استخدامي لنظام التشغيل أوبنتو،،
في الأخير: سأشكر الأستاذ أحمد محمد أبوزيد و أدعو الجميع إلى قراءة هذا الكتاب و نشره في كل مكان حتى لو كانوا من مستخدمي أنظمة تشغيل أخرى،
روابط: 
موقع الكتاب: http://www.simplyubuntu.com/
رابط تحميل الكتاب: http://download.simplyubuntu.com/simplyubuntu_v1.0.pdf
موقع المؤلف: http://www.aabouzaid.com/

همسة: ما رأيك أن تتعلم شيئا جديدا مفيدا و بعد سنوات من احترافه تكتب كتابا عنه مثلا فعل صديقنا أحمد؟
------
تحديث: طرحت نسخة جديدة من الكتاب
http://download.simplyubuntu.com/getit.php

الخميس، 30 يونيو 2011

الإصلاحات السياسية ، فرفوح و الوجبة الدسمة

لمحة سريعة :

حسنا ،،، قام الشعب التونسي بثورة ، هرب الزعيم وزوجته ، ثم تبعهم المصريون (لا أقصد أنّهم هربوا مثل الزعيم بل أقصد أنّهم قاموا بثورة !) ، و تنحى الريّس ، ثم تبعتها أحداث كثيرة في ليبيا و اليمن و سوريا ،

ومن هذا المنطلق (دائما أردت أن أستخدم عبارة "ومن هذا المنطلق" .. ها قد جاءت الفرصة !)

 و من هذا المنطلق،، و خوفا من ثورة على طريقة المشجعين الجزائريين إذا خسر فريقهم ، خوفا من ثورة تحرق الأخضر و اليابس ، تدمّر الضار و النافع ، إرتأت حكومتنا الرشيدة المباشرة و البدأ في حوار وطني شامل ينتج عنه إصلاحات سياسية تستجيب لتطلعات الشباب الطامح إلى التغيير !و تشارك فيه جميع أطياف المجتمع ،، أتساءل أنا عن معنى أطياف ؟ لا علينا

 


 من أنا؟

أنا طيف من أطياف هذا المجتمع ، قد لا أكون طيفا جدّا لكني طيف قليلا ،، أزعجني ما رأيته في التلفاز من الأطياف الأخرى المشاركة في الحوار الوطني ، التي تلخصت مطالبها في: حقوق المرأة ،حرية الصحافة، تحرير القطاع السمعي البصري ! يالها من مطالب ، أثلجتم صدورنا !

كنت أمشي في أحد شوارعنا المعفّنة أمام مكبّ للنفايات (الشارع كله مكبّ نفايات) فوجدت إعلانا عن أنّ "السي فلان" يريد ممثلا للشباب ليشارك في هذا الحوار! رأيت و أنا الشهم البطل أن أشارك فأكون صوت الشباب الغاضب الصريح المباشر بدون مجاملة،، بعد لف و دوران و عن طريق "المعريفة"و "الواسطة" و البيسطو ، و بعد أن مررت على ألف شخص أجرو لي إختبارات إذا كنت أصلح لمقابلة فخامته ، و بعد أن حلفت لأكثر من مائة منهم أن لا يسمع فخامته إلا ما يرضيه و أن لا حركات طائشة !

إستطعت أن أظفر بإجتماع مغلق مع فخامة "السي فلان" في مكتبه ، و السي فلان يا جماعة هو المسؤول العام و المشرف على الحوار الوطني ،المهم بعد الكثير من  "كيف حالك؟ " و" كيف حال أهلك و جماعتك و صحابك و حبابك و فاميلتك" ، أخبرني أنه مستعد ليسمعني  .. قال : إبدأ ! و كأنه ضغط على زر لتشغيل مذياع كان به شريط لتشي جيفارا و هو يتحدث عن باتيستا و الأمريكان

فقلت : عزيزي صالح ،، بسم الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر.. قلت هذه الكلمات لأنني أعرف أن مسؤولينا يرتعبون من كلّ ما هو "إسلامي" ،، قلت تلك العبارات و أنا الذي صلّيت الصبح على الساعة 11 ..مساءا!

أمّا قبل :

1- أولا نعرف -أنا و 35 مليون جزائري مثلي- ، نعرف أن لا رغبة و لا نيّة لكم في إصلاحات سياسية ، أنتم فقط تريدون ربح الوقت و قتل الزخم الثوري لدى الشباب.

2- صارت لدينا خبرة في التعامل معكم .. بالعربي يعني: نعرف جميع تقنياتكم و أساليبكم الملتوية ،كمثال نعرف أنكم من صنعتم حركة "كعـيـد كعدي" التظاهرية و أنتم من كنتم وراء أحداث 12 فيفري .

3- أنتم من خلال هذه الإصلاحات تأتون بالشخصيات التي تناسبكم لتقول ما يناسبكم ، و تطرح أفكارا تناسبكم ، فتلغون ما يناسبنا و تتركون ما يناسبكم.

4- أعلم صديقي العزيز ، أننا كرهنا منكم و رائحتكم و من صورتكم و صوتكم و كل ما له علاقة بـ"الدولة" ، شعبيّتكم في الحضيض ، كن متأكدا عزيزي أن لو ترشح أحد من سلاحف النينجا ،،، دعنا من سلاحف النينجا ، حتى لو ترشحت الشخصية الكرتونية الشهيرة "فرفوح" للإنتخابات و كانت الإنتخابات نزيهة ، كن متأكدا أنه سيكتسحها فوزا ، ليس لأن له مشروعا انتخابيا جيّدا ، بل فقط نكاية و زكارة فيكم ، فبعد كل شيئ ،، لا يستطيع فرفوح أن يخرب البلاد أكثر مما فعلتم ! أليس كذلك ؟

5- فلتعلموا أنّ هنالك شيئين فقط ربما نجحتم أو استطعتم أن ترسموا بهما البسمة في وجوهنا ! في المرتبة الثانية : سلسلة صالح أوقروت وجمال بوعكاز الذي كان يعرض على قناتكم ،طبعا المرتبة الأولى بدون منازع هي للسلسلة الفكاهية اليوميّة المسمّاة "نشرة أخبار الثامنة" التي تلقون فيها الأكاذيب على مسامعنا كل ليلة على شاكلة : المشاريع التنموية ، الإسكان ، مكافحة البطالة ، المش عارف إيه

6- نعلم أنكم....

هنا قاطعني فخامته وطردني من مكتبه و هو يقول : أنتم تعلمون الكثير! صدّقني لن أراك هنا مجدّدا ،،

إنصرفت و أن أقول له ، بل ستراني كثيرا ، سآتي كل يوم لأزعجك هنا !

-

-

-----------------

و أنا في الطريق العودة أمسكني رجل من رجال حراسته و اقتادني إلى أحد المطاعم الفاخرة و أنا أحاول الهرب ،إلى أن شممت الرائحة الشهية فاستسلمت ،،، المهم "فهمني" رجل الحراسة بوجبة دسمة ، ثم أعطاني ظرفا به مبلغ من الـ.$$$. و قال لي و هو مغادر :لا تنسى : حقوق المرأة ، حرية الصحافة و تحرير السمعي البصري و ... بس !

عدت إلى شارعنا المعفّن و عندما سألني الشباب عن كيف أبليت؟ .. أجبتهم و كلّي ثقة :طبعا ، طبعا ، وعدوني بأنّهم سيدرسون مطالبنا المتمثلة في : حقوق المرأة ، حرية الصحافة ، تحرير قطاع السمعي البصري  .. في الحقيقة لم أكن مرتاحا كفاية لأطلب المزيد من الحقوق  فالوجبة الدسمة قبل الإجتماع منعت عني التركيز ،،

إنتشرت إشاعة تناقلها الشباب في حيّينا بأنّهم وضعوا لي مادة مخدّرة في الوجبة الدسمة مما جعلني أنسى أن أذكر الحقوق الأساسية لنا كبشر في هذا الوطن ...

المهم في النهاية أكون قد حصلت على :

- لقب البطل عند شباب حيّينا ، دون أن أضطرّ للكذب!

- وجبة دسمة ومبلغ من المــ..$$

- و حصلت على : حقوق المرأة ، و حرية الصحافة ، تحرير السمعي البصري ،،  !


ألا ترى معي أنها حصيلة جيّدة لشاب مثلي ؟

--------------------------------------------------------------------------------------------------

على الهامش: المقال ساخر، متناقض ، بل ربّما تافه ، لكن يعكس عدم ثقتي في الحوار الوطني.

الأحد، 26 يونيو 2011

رسمتان

مرحبا ، إنه الصيف فصل الإجازة و الحرارة و النوم و الدلاّع و البحر ... إلخ ،،
احببت أن أنشر رسمتين هنا رسمتهما بمناسبة .. في الحقيقة بدون مناسبة ، المهم هاهي الرسمتان ،،
الأولى : نمر أو أسد ، ... أو تمساح لا أعرف تماما:
بعد التلوين و المعالجة ببرنامج جيمب : 
 و الرسمة الثانية للأمّور الذي لم يكن "ينتوي" الترشح لعهدة رئاسية أخرى ، يخرب بيته .. سبحان الله أنا تعاملت معه من خلال القلم و الورقة فقط لمدة نصف ساعة و تعبت منه ، فما بال الشعب المصري الذي تعامل معه طيلة 30 عاما ، تحيّة إلى شباب الثورة   : 
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgbBn6b6teMhRtcyBj3EeeTBiBKe1ajZWEwXgO9zMSa9qFuFvhDbl5mRZo74kVs_-nAs2UBuROSmCqdCMUCDtUWSVKHSwN74Ov2-LrEpBGMuZGRI1O5soZg8yuiTmawNTnl0PNuoX9kJKhW/s512/mubarakyekhreb.jpg

وداعا

الأربعاء، 22 يونيو 2011

خلف القضبان 3

الجزء الأول ،  الجزء الثاني
...
في السجن إلتقيت بمجموعة من الطيّبين الشرفاء الذين يُقسِمون بحياة أولادهم جميعا أنّهم -طبعا- مظلومون ! أما أنا فلم أكن متأكدا إن كان وجودي في السجن ظلما ، لذلك كنت أسكت
نعود إلى مجموعة السجناء، بعضهم مغفّل ، بعضهم عبقري ، بعضهم متديّن ، بعضهم ملحد ، بعضهم مثقّف يقرأ في اليوم الكثير من الكتب ، و بعضهم كل همّمه هو المعرفة ما سيتناوله اليوم في مطعم السجن ؟
في البداية كوّنت صداقة مع أحدهم كان إسمه خالد ، لم أفهم حقيقة تماما أسلوب حياته في السجن ، كان يقول لي أشياء غريبة و أحيانا تافهة لكن كانت قدرته على الإقناع عجيبة ، من أفكاره مثلا أنه يقول أنّ علينا أن نخالف جميع أفراد السجن في توقيت نومهم ، إذا كانوا ينامون في الليل و يستيقظون في النهار فعلينا أن أن نستيقظ في الليل و ننام في النهار ، إذا كان المساجين يكرهون الحرّاس و إدارة السجن فنحن سنحبّهم ونتقرّب منهم ، إذا كان السجناء يتناولون الطعام على الطاولات فسنتناوله وحدنا على الأرض ! و عندما تساءلت عن مغزى كل هذه الأمور أجابني : نحن لسنا مثلهم ، نحن مظلومون! ،

في الحقيقة لم يرقني تفكيره ،  حكى لي بعض السجناء أنّه (خالد) أخذ قرضا كبيرا من أحد البنوك و عندما لم يستطيع سداد الدين وجد نفسه في السجن منذ ذلك الحين و هو يتصرّف بغرابة ، فأحيانا تجده يسهر و يستمتع مع مجموعة من شاربي الخمر ، و أحيانا تجده يفتي و يتناقش مع مجموعة من المتديّنيين ، و أحيانا أخرى تجدهم مع مجموعة من الفاشلين يحاول وضع خطّة للهروب من السّجن !

 بحثت عن سجناء طيبين آخرين لأختلط بهم لعلّي أجد فيهم شيئا من ذاتي أو أفهم و لو قليلا مصيري و تاريخي و مستقبلي  أو لعل ذاكرتي تعود لأتذكر ما قبل هذا السجن ،،
حتى التقيت بسليم ، سليم شاب متّزن عقليّا رغم أنّه لا يبدو كذلك ، في الحقيقة إذا رأيته لأوّل وهلة سيبدو لك مجنونا ، كنت أتجاذب معه أطراف الحديث كلما خرجنا إلى ساحة السجن ، كنّا نتحّدث عن الظواهر الكونية و الطبيعيّة و عن الفلك و الفيزياء ، عن الفلسفة الإغريقيةّ و التاريخ و الأدب العالميّ ، في السياسة و الدين ، و عندما سألته عن معتقداته الدينية  صارحني بأنّه ملحد لا يؤمن بوجود  الله ،،، هنا عرفت شيئا عن ذاتي ، أنا شخص مؤمن بوجود الله و لست مثله و لا يمكن أن أكون مثله ،،، لقد كان سليم يطرح العديد من التساؤلات و يؤمن أنّ هذا الكون يحوي تناقضات أكثر من أن يكون كونا بالغ الدقّة و التنظيم ،،،
بدأ يحكي لي عن حياته و طفولته ،

أخبرني كيف كانت له أسرة صغيرة سعيدة متكوّنة من أب و أمّ و أخت كبرى و عمّه الميكانيكي ، كان يعيش معهم حياة جميلة، كان الطفل المدلل لوالديه ، إلى أن .. !  قاطعته الدنيا عندما بلغ السابعة من عمره ، حادث مرور يقضي على والديه و أخته دفعة واحدة و يرسلهم جميعا إلى عالم الأموات ، أصيب بأزمات نفسية عديدة ، الإكتئاب ، الخوف ، الكوابيس ،،، عاش مع عمّه حتّى بلغ الثالثة عشر ، في البداية واجه صعوبات للتأقلم مع الوضع الجديد بدون والدين و أخت ، و ما إن بدأ بالتأقلم مع الحياة الجديدة حتى ،،،، نعم حادث آخر يودي بحياة عمّه ،
هنا و هو في سن الثالثة عشر فقد آخر أمل بأن هنالك عدلا في هذه الدنيا ، قال سليم : بعد أن مات عمّي ، بحثت عن بقايا عائلتي لعلي أجد لي خالا أو عمّة استقرّ عندهما بدون جدوى ، الجوع ، العطش ، العمل الشاق ، الألم ، البرد ، كلها أمور يوميّة تعوّدت عليها ، كنت في النهار أعمل في المناجم أو في البناء و الأعمال الشاقة و سنّي صغير لا يحتمل ذلك و في الليل أعاني من آلام الظهر مبرحة و أتأمّل النجوم تحت خيمة من القماش نصبتها ليس بعيدا عن مركز للشرطة لعلّي أشعر ببعض الأمان ، كنت في الليل أتأمّل النجوم و أفكّر و أتساءل ، هل الله موجود ؟ لماذا تركني في هذه الحال المزرية ؟ و إذا كان من أسمائه "العدل" ، أمن العدل أن أعيش هذه الحياة المزرية الشاقة و غيري في مثل عمري يستمتع بالدراسة وسط أهله و آقاربه و آخر همّمه لقمة عيشه ؟
هنا و في تلك الخيمة قتلت آخر قطرة من الإيمان في داخلي ،،، ثم ما زاد الطين بلّة ، مجموعة من اللصوص الغاضبين بسبب أن زعيم عصابتهم قد زجّ به في السجن جعلهم يحرقون و ينهبون قسم الشرطة التي كنت ناصبا خيمتي أمامها ، لم أكترث للأمر ، لكن بعد أيّام بدأت السلطات حملة إعتقالات واسعة ، و أوّل من بدؤوا في إعتقاله : عجوز كانت له طاولة يبيع فيها العلكة و السجائر أمام مركز الشرطة ، و أنا ،، و ها أنا ذا في السجن ، هل تذكر ذاك العجوز الذي وجدوه ميتا في زنزانته الأسبوع الماضي ؟ نعم ، إنه هو بالذات ، بائع العلكة و السجائر قد انتحر، و من يدري قد التحق به أنا هذه الإيام ، طبعا لن أنتحر اليوم فقد أخبروني أن غداء اليوم دسم و لذيذ (كسكس بالدّجاج) :)

لإحداث شيئ من التوازن في عقلي ، كنت أجلس أحيانا مع شلّة من المتديّنين لعلّي أزيد رصيدي الإيمانيّ ، فالإيمان بأنّ هنالك خالقا و مدبّرا لهذا الكون كان آخر أوراقي للخروج من هذا السجن ،،
جلست إلى جانب أحدهم ، كان يدعى ماجد ،،، في البداية تحدثنا في أمور عامة لنكتشف و نفهم بعضنا البعض  ، ثم سألته صراحة:
ما قصّتك ؟

قد يتبع ...