ماذا ستفعل لو فتحت عينك لتجد نفسك بين 3 جدران و امامك قضبان من حديد ؟ لن تستغرق مدّة طويلة لتكتشف أنك لست في مدينة الألعاب أو في الجنّة (مثلا!) ، لست في مدينة الألعاب لأنّ هذا الصحن الذي عليه بقايا طعام متعفّن و هذه الملعقة الصدئة لا يمكن أن تكون "ألعاب" مثلا ، و لست في الجنّة لأنّ ذاك الحارس من الجهة الأخرى من القضبان تبدو عليه مهارات التعذيب أكثر من شيئ آخر ،،، لنقل فقط هذه ليست الصورة التي رسمتها للجنّة في مخيّلتك!
مرحبا بك في السّجن ...
قبل أن تتساءل : كيف ، من ، أين ، و لماذا ،، قبل أن تطرح كل هذه التساؤلات يفتح ذاك الحارس باب الزنزانة قائلا بلهجة هي أقرب إلى صوت الغربان : "وقت الخروج إلى الساحة "
تردّدت في الخروج إلى هذه "الساحة" لكن في النهاية أيّ مكان أكيد سيكون أجمل من هذه الجدران ، إقتادني الحارس إلى ساحة السجن و هنالك نزع عنّي الأصفاد الباردة و قال بنفس اللهجة : "ربع ساعة و تعود إلى الزنزانة.." ، تركني الحارس في الساحة وسط مجموعة من "الأشخاص" الذين أفترض أنهم مساجين مثلي لا يعلمون ماذا يفعلون هنا -مثلي- ، تساءلت ماذا يفترض أن أفعل الآن ؟ ألعب الغميضة مثلما كنت أفعل في صغري في "ساحة" المدرسة مثلا ؟؟ نظرة واحدة في أعين ملامح هؤلاء الرجال تمحو عنك فكرة الغميّضة .. إلى الأبد !
رفعت رأسي فلمحت أحد المقاعد ، جلست إلى جانب أحدهم ، كان يبدو الأقلّ خطرا على ما أعتقد ، رغمّ أن المظاهر كثيرا ما تخدع لكن كبر سنّه و الشيب الذي غزا رأسه طمأنني نوعا ما ،، ثمّ بدأت أفكّر : ما الذي أفعله هنا ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟ يا ترى هل سرقت أم قتلت كي أجد نفسي في السجن ؟ كم سأمكث هنا ؟ ماذا لو حكم عليّ بالمؤبّد ؟ لحـــظة ..
قبل أنّ أفكّر في كل هذا ألا يجدر بي التفكير في من أكون؟ من أنا ؟ هنا بدأ صداع شديد يؤلم مؤخّرة رأسي ،، هناك ما أتذكّره ، أعتقد أن لي عائلة ، و وظيفة ، و غرفة ، و هاتفا ودرّاجة ! لا أتذكّر الكثير من التفاصيل لكن هذه تكفي لحدّ الآن فالصداع يؤلم رأسي ،
هل أنا أحد المعتقلين السياسييّن ؟ أؤمن أنّي شخص مسالم و فكرة أني سجنت بسبب قتل أو سرقة لا تدخل رأسي ، حسنا حاليّا سأعتقد أني معتقل سياسي بسبب رأي خالف أحد "الحيتان" لذلك أنا هنا ، آه يا ربّي أشعر بالرّاحة ، فالحبس بسبب فكرة أريح لي مئات المرّات من الحبس بسبب جريمة حتى لو كانت صغيرة ، حاليّا سأعتقد أنّي معتقل سياسيّ و أنّ هؤلاء "الأشخاص" الذي معي جميعهم مثلي ، معتقلون سياسيّون ،، لكن ماذا عن ذاك الواقف هناك و الذي تملأ ذراعه الوشوم و الرموز ؟ و الآخر الذي يقف أمامه المليئ بالخدوش و علامات قتال الشوارع ؟؟
أوف دعني من هذا الآن فهذه أسئلة كثيرة تحتاج إلى صفاء في الذهن و تفكير عميق ، نظرت إلى الشخص الجالس أمامي ، كان يبدو صاحب حكمة و رويّة ، حيّيته بأدب ثم أشرت إليه بإبتسامة : رأي سياسي ، صح ؟
تنهّد ، لم تتغيّر ملامحه ثم أجاب.. :
لا سياسة لا حمّص لا بطّيخ ، إستمتع بهذه اللحظات فبعد دقائق معدودة ستنتهي الإستراحة في الساحة و سنعود إلى الزّنزانة اللعينة !!
مرحبا بك في السّجن ...
قبل أن تتساءل : كيف ، من ، أين ، و لماذا ،، قبل أن تطرح كل هذه التساؤلات يفتح ذاك الحارس باب الزنزانة قائلا بلهجة هي أقرب إلى صوت الغربان : "وقت الخروج إلى الساحة "
تردّدت في الخروج إلى هذه "الساحة" لكن في النهاية أيّ مكان أكيد سيكون أجمل من هذه الجدران ، إقتادني الحارس إلى ساحة السجن و هنالك نزع عنّي الأصفاد الباردة و قال بنفس اللهجة : "ربع ساعة و تعود إلى الزنزانة.." ، تركني الحارس في الساحة وسط مجموعة من "الأشخاص" الذين أفترض أنهم مساجين مثلي لا يعلمون ماذا يفعلون هنا -مثلي- ، تساءلت ماذا يفترض أن أفعل الآن ؟ ألعب الغميضة مثلما كنت أفعل في صغري في "ساحة" المدرسة مثلا ؟؟ نظرة واحدة في أعين ملامح هؤلاء الرجال تمحو عنك فكرة الغميّضة .. إلى الأبد !
رفعت رأسي فلمحت أحد المقاعد ، جلست إلى جانب أحدهم ، كان يبدو الأقلّ خطرا على ما أعتقد ، رغمّ أن المظاهر كثيرا ما تخدع لكن كبر سنّه و الشيب الذي غزا رأسه طمأنني نوعا ما ،، ثمّ بدأت أفكّر : ما الذي أفعله هنا ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟ يا ترى هل سرقت أم قتلت كي أجد نفسي في السجن ؟ كم سأمكث هنا ؟ ماذا لو حكم عليّ بالمؤبّد ؟ لحـــظة ..
قبل أنّ أفكّر في كل هذا ألا يجدر بي التفكير في من أكون؟ من أنا ؟ هنا بدأ صداع شديد يؤلم مؤخّرة رأسي ،، هناك ما أتذكّره ، أعتقد أن لي عائلة ، و وظيفة ، و غرفة ، و هاتفا ودرّاجة ! لا أتذكّر الكثير من التفاصيل لكن هذه تكفي لحدّ الآن فالصداع يؤلم رأسي ،
هل أنا أحد المعتقلين السياسييّن ؟ أؤمن أنّي شخص مسالم و فكرة أني سجنت بسبب قتل أو سرقة لا تدخل رأسي ، حسنا حاليّا سأعتقد أني معتقل سياسي بسبب رأي خالف أحد "الحيتان" لذلك أنا هنا ، آه يا ربّي أشعر بالرّاحة ، فالحبس بسبب فكرة أريح لي مئات المرّات من الحبس بسبب جريمة حتى لو كانت صغيرة ، حاليّا سأعتقد أنّي معتقل سياسيّ و أنّ هؤلاء "الأشخاص" الذي معي جميعهم مثلي ، معتقلون سياسيّون ،، لكن ماذا عن ذاك الواقف هناك و الذي تملأ ذراعه الوشوم و الرموز ؟ و الآخر الذي يقف أمامه المليئ بالخدوش و علامات قتال الشوارع ؟؟
أوف دعني من هذا الآن فهذه أسئلة كثيرة تحتاج إلى صفاء في الذهن و تفكير عميق ، نظرت إلى الشخص الجالس أمامي ، كان يبدو صاحب حكمة و رويّة ، حيّيته بأدب ثم أشرت إليه بإبتسامة : رأي سياسي ، صح ؟
تنهّد ، لم تتغيّر ملامحه ثم أجاب.. :
لا سياسة لا حمّص لا بطّيخ ، إستمتع بهذه اللحظات فبعد دقائق معدودة ستنتهي الإستراحة في الساحة و سنعود إلى الزّنزانة اللعينة !!
يتبع..
-----------------------
كأنني عرفت ماهو السجن و ما هي الساحة
ردحذفلا اريد حرمان الزوار من المتعة لكني اجزم
انها الثانوية .....
انتظر الجزء 2 بفارغ الصبر ...
نصك هذا رائع بدايته كانت مشوقة و مازاداني اعجابا فيك انا اشارت الى المصدر الحقيق للصورة وانت بذلك تكسو ثياب الامانة العلمية بكل اخلاص وفقك الله لما تحب وترضى ننتظر الجزء الثاني اكثر تشويقا وخاتمة سعيدة رغم ان خواتم السجن تكون يالخروج وهي مفرحة لان الانسان في تلك اللحظة يعتقد انمه ولد من جديد فجعل اطلاق صراحه عرسا ادبيا تنسجة اناملك و ترسمة مخيلتك
ردحذفسجن الوطن
ردحذف