الأحد، 9 ديسمبر 2012

عن الإكتئاب ومعنى الحياة

الإكتئاب شيء لعين، وأعني بشيء لعين أي شيء يجعلك تتناول الطّعام دون أن تشعر بحلاوته، طبعا هنا "الماقارون" مثلا لا يندرج تحت كلمة طعام، لأنه أصلا بلا حلاوة حتى تشعر بها، فإذا لم تشعر بالحلاوة عند تناولكه، فعلى الأرجح لأنّه "سامط" وليس لأنّك مكتئب،
لكن لنرجع إلى الموضوع، الإكتئاب الذي يجعل حياتك أبيض وأسود ويمزج المرارة بأي شيء تفعله، حتى تناول الحلوى، أعني .. حلوى يا رجل! مصنوعة كليّا بالسكّر! وماذا يفعل الإكتئاب؟ يجعلها مرّة! إن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على خطورة هذا الشيء الذي اسمه اكتئاب.
لا أدري ما علاقة الإكتئاب بفصل الشتاء، هل هو الطقس؟ ربما، لكن لماذا يأتي الإكتئاب ويأتي معه سؤال لا ينفصل عنه كأنّهما توأم سيامي، "ما هو المعنى وراء هذه الحياة" what's the meaning of my life.
لماذا لا يأتي الإكتئاب بأسئلة أسهل، أو أكثر دقّة، أعني أنا لا أمانع من اكتئاب يأتي ومعه سؤال "ما هو عدد الصحون الذي يكفي خمسة عمالقة يتناولون الحساء يوميا لمدة 3 آلاف سنة ضوئية إذا علمت أن القِدر سعتها كذا وحجم بطن العملاق الواحد كذا وكذا..." you get the point ، لا أمانع في إمضاء بعض الوقت للوصول لحلّ هذه المشكلة إذا كان الإكتئاب سينتهي بمجرّد الحلّ، لكن الأمور -للأسف- لا تسير بهذه الطريقة.
سؤال شديد العمومية كـ"معنى الحياة" لهو سؤال يحتاج إلى سنوات من البحث في الخبرات الحياتية أحيانا، وفي العالم النظري بين طيّات الكتب أحايين كثيرة، وهو سؤال غير علميّ، ليس له إجابة صحيحة وأخرى خاطئة فهو يعتمد بالدرجة الأولى على ثقافة وأيديولوجية كل شخص، سيخبرك الصيني أن معنى الحياة موجود في مخطوطة قديمة كتبها أحد الساموراي الذي أتقن كل الفنون القتالية، ربما سيخبرك الإيطالي أن معنى الحياة موجود في إحدى وصفات البيتزا كتبها طبّاخ عظيم قبل أن ينتحر من برج بيزا، (لحظة، كلمة "بيتزا" و"بيزا" يتشاهبان جدّا، أشمّ في الأمر رائحة الماسونية، أعتقد أن أحدهم قد وجد للتو معنى الحياة"
 الآخر سيجيب عليه من منطلق ديني بأن هذه الحياة ليست سوى محطّة للإنتقال إلى الآخرة، أي أنك هنا عابر سبيل يا عزيزي.
كيف تخرج من هذه الحلقة اللامنتهية؟ إفعل ما يجب أن تفعله وتوقّف عن الهرطقة، حدد ما ينبغي أن تفعله غدا، and be good at it، سواء أكان دراسة أو عملا أو رقصًا..أيّا يكن، ستجد معنى للحياة في تلك اللحظات التي أحسنت خلالها في الشيء الذي ينبغي أن تفعله "دراسة أو عملا أو شطحًا.
مليحة تاع "رائحة الماسونية" كاينة؟ D:

الخميس، 15 نوفمبر 2012

مصادر للتعلم على الشبكة

قناة أكاديمية خان:
ستنقذك بالتأكيد، خاصة في مجال الكيمياء والعلوم والرياضيات، سلمان خان -أستاذ الأكاديمية- عبقري في تبسيط المعلومة المعقدة، إنه يجعل الأشياء تبدو أكثر منطقية.

باتريك:
باتريك أيضا إنسان رائع، يقوم بنشر فيديوهات في الرياضيات تسهل عليك الكثير من الأشياء، قناته على يوتيوب تعتبر موسوعة في الرياضيات بحق، نحن نتحدث عن أكثر من 1500 فيديو في مختلف مجالات الرياضيات!

الأستاذ أندرسون:
أستاذ في مؤسسة ما، يضع دروسا كثيرة في العلوم والفيزياء والكيمياء على قناته، أسلوب مختلف قليلا قد يروق لك، حاول الإستفادة بأقصى ما تستطيع.
هل تعرف موقعا جميلا يحتوي على دروس أو شروحات؟ أخبرنا عنه في التعليقات.
you have no excuse!

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

ما يمثّله الـBAC بالنسبة إليّ

تولد بعد 9 أشهر في بطن أمّك، بهذه المناسبة، البعض يقومون بذبح كبش أملح احتفالا بالمولود الجديد ويدعو الجيران والأقارب لوليمة، والبعض يكتفي بـ(قهوة-حليب والحلويات + طميّنة).
يولد كل ابن آدم وتولد مع قدرات ومواهب قد يزيدها بالممارسة والتطبيق، وقد يهملها، وقد يكتسب مهارات بالتمرين المستمر، والناس في ذلك أشكال وأنواع، كلّ وهِبته، عندما يبلغ هذا الإنسان 6 سنوات يقرر والداه أن "ينبغي عليك الذهاب إلى المدرسة والإستيقاظ كل يوم مبكرا من أجل ذلك، وأن تحمل حقيبة ثقيلة سترافقك 13 سنة على الأقل، هذا ليس كل شيء، كم عدد المواهب التي تمتلكها؟ 99 ؟ لا يهم، لأنه في هذه المدرسة لا نتهتم سوى بـ8 أو 9 مواهب تسمى "موادا" نمتحنك فيها كل شهر أو شهرين، أمّا التسعون موهبة الأخرى فنحن (للأسف) لا نحتاجها، ولا نعطي أي اهتمام بها"، بعد 5 سنوات من الدراسة في الإبتدائية ستجتاز -إن لم تعد السنة طبعا- شهادة تسمى شهاد التعليم الإبتدائي، سنختبرك في 3 مواد فقط! تخيّل! ذكّرني بعدد مواهبك؟ 99 ؟ نحن لا نهتم بها، تهمنا فقط هذه المواد الثلاث "اللغة العربية + الرياضيات + الفرنسية" ، نحن لا نهتم إن كنت عاجزا عن نزع مصباح منتهي الصلاحية في منزلكم وتبديله بواحد جديد، لا نتهتم إن كنت تقضي الليل بطوله تحاول اختراع قارورة ماء تحوّل الماء إلى عصير رمّان، لا نهتم إن كان اختراعك ناجحا، نحن نهتم فقط بالمواد الثلاث، الفرنسية والعربية والرياضيات"
عندما تتقدم في العمر قليلا وتدخل الإكمالية/الثانوية، سنسألك عن تفاعلات كيميائية لم تشهد حدوثها في حياتك، سواء لأن هذه المواد المتفاعلة لا توجد في مخبر المدرسة أو أن المدرسة لا تحتوي على مخبر أصلا، هذا ليس شأننا، يمكنك أن تشكونا إلى وزارة/مديرية التعليم متى أردت.
أستطيع أن أكتب الكثير من الأشياء في هذا السياق لكنني لن أنتهي إلّا بعد 13 سنة، أي نفس عدد السنين التي قضيتها في المدارس الجزائرية، لكن يجب أن أخرج بنتيجة،
ما تمثله شهادة الباكالوريا بالنسبة لي هي مجرّد تحدّ، تحدي بسيط قد يسهل عليك الأمور المعيشية في المستقبل وقد لا يفعل لا أكثر ولا أقل، ليس بأي حال من الأحوال "اختبار ذكاء" أو "اختبار قدرات" ، أنا أصلا لم أعط الحق لأي شخص في أن يحكم عليّ بمجموعة من النقاط التي امتحنت حولها في أيام معدودة، الذكاء الإنساني ليس بتلك البساطة، أن يُحكم على ذكائك من خلال كلمات تكتبها على ورقة بيضاء، فتقرر "لجنة تحكيم" إن كنت مؤهلا لمواصلة دراستك "أو هو الوقت لتجرب حظك في مجال آخر"!
الباكالوريا مجرّد تحدي، تخيّل نفسك مع صديق لك يتحداك من الأول بينكما الذي سيصيب قارورة الماء البعيدة عنكما بأمتار قليلة باستعمال أحجار على قارعة الطريق، من الجيّد جدا أن تصيب قارورة الماء من الرمية الأولى، that's fine، لكن إن لم تصبها ولو بعد المحاولة 9999 فهذا لا يعني شيئا على الإطلاق، لا أن صديقك الذي أصابها من أول ضربة "أذكى منك" وأقدر منك على دخول كليّة الطب، ولا أنّك انسان فاشل لا نفع له في هذه الدنيا، صحيح، قد يكون صديقك هذا قد سهر الليالي من أجل التدريب على إصابة القارورة من أول رمية، لكن تبقى مجرّد مهارة واحدة، اكتسبها، في مقابل 99 مهارة (وربما أكثر) تمتلكها أنت، فتّش عنها، اكتشفها، واسعَ إلى تطويرها، ولا تسمح لأحد بأن يحكم على شخصيتك من خلال بضع كلمات تكتب على ورق أبيض، وكما قال آندي دوفرين في أروع فيلم في المجرّة (the shawshank redemption) : هنالك جزء منّا لا يستطيعون الوصول إليه، هنالك شيء يخصّنا لا يستطيعون أخذه منّا. سمِّه ما شئت "الأمل"، "احترام الذات" ...إلخ،
دعوني أقتبس أيضا من هذا الفيلم اقتباسا رائعا أيضا على لسان مورغان فريمان 
"...stop wasting my time. Because to tell you the truth, I don't give a shit"

الأحد، 28 أكتوبر 2012

shits my teachers says

أيها الإخوة والأخوات، أوّلا أشكو إليكم هذا الموقع الذي اسمه blogger.com ثقيل الظلّ والتحميل بحيث أنه مايجي يـtelechargeـا  حتى تكون الأفكار قد طارت،
ثانيا أهنئ نفسي وإياكم والأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، وصح عيدكم،
أما بعد، فإني أتساءل معكم، متى يتوقّف أساتذتي -والأساتذة بشكل عام- عن هذا العبث؟
كما تعلمون أو لا تعلمون هذه السنة فإني مقبل على شهادة الباكلوريا إن شاء الله، وهي سنة كما تعلمون يطمح فيها الطلبة إلى الحصول على أعلى المعدلات لكي يتم قبولهم في الجامعات التي يتمناها كل شخص منهم، حسب رغبته وميولاته الشخصية. وإنّي أتساءل متى يتوقف الأساتذة عن عبارات مثل: "عليكم بالحصول على معدل كبير، وإلا ستجدون أنفسكم في جامعات الحقوق والبيولوجيا وعلم الآثار!" أبذلوا قصارى جهدكم لكي تلتحقوا بجامعات الهندسة والطب ..!"
لو كان صاحب هذا الكلام شخص جاهل لا يفقه في الدراسة شيئا لما انزعجت، لكن أن يقولها مربّي الأجيال ومن يفترض به أن يكون "كاد المعلم أن يكون رسولا" فهُنا الإشكالية، هل صارت جامعات الحقوق وعلم الآثار عيْبا يتفاداه المرء؟ هل صار مهنة القاضي والمحامي شيئا ينبغي تجنّبه لكي تعدّ ناجحا حسب معايير المجتمع؟ هل ينبغي أن يستمع الجميع إلى أمهاتهم ويصبحوا أطباء؟

أين الكلام الذي كنا نسمعه دائما عن تفاوت الميول واختلاف القدرات والمواهب؟ أم هو مجرد حبر على ورق، وكلام دون إيمان؟ أصلا من هي "إيمان" هذه؟ تحير.
لقد اكتفيت، إمّا أن يغلق هؤلاء الأساتذة المجانين أفواههم، وإمّا أن تُقيم وزارة التربية دورات تعلّمهم فيها ماذا يقولون لطلبة الجامعة المستقبليين، تعلمهم أن "ليس لك الحق في أن تحاسب أي شخص على اختياراته الشخصية، كل شخص حر في تصرفاته وفي أفعاله، مهنتك أن تدرّس ما يوجد في المنهج التربوي، يعني ما دمت لا تعرف ماذا ينبغي أن تقول ولسانك مصيبة كلما تكلّم خربها فما عليك إلاّ أن تعلّم هؤلاء الأوغاد الصغار ما يوجد في ذلك الكتاب العتيق، ثم تغلق فمك وتذهب إلى المنزل قبل أن تتأخر عن وجبة الغداء وتتشاجر مع زوجتك..إلخ"
أشياء من المفترض أن تلميذ السنة الأولى ابتدائي يعرفها تجد أساتذة ثانوية يجحدونها، رحم الله فطرة الجدّات اللواتي لم تتلوّث فطرتهم بـ"المدرسة"، واللواتي كنّ يقلن: خدّام الرجال سيدهم، وليس "طبيب/مهندس الرجال (فقط) هو سيّدهم"

ألا يعلم هؤلاء أن "أوباما" ذاك الأخ الذي يحكم العالم قد تخرّج من كليّة الحقوق؟ واضح أنهم لا يعرفون، لأنهم على الأرجح "كانوا في الحمّام ساعِتها" أصلا ما هي الجامعة التي دخلها عباس العقاد؟ أصلا هل يعرفون من هو محمود العقاد لكي يجيبوا؟ أراهن بكل ما أملك بأنهم لا يعرفون عنه شيئا، أصلا أنا لا أعرف عنه شيئا سوى أنه كاتب كتب أشياء مختلفة، أصلا أنا لا أملك شيئا لأراهن به.

هل هذا يعني أنني أطالب الجميع بأن يحصلوا على معدّل "10 قد قد" وأشجّع على الكسل؟
لا، أحصل على 20/20 ، ثمّ اختر ما تريده كتخصص جامعي. ما عدا جرّاح أسنان، أنا أكره كرسيّ جرّاح الإسنان، لكن تلك قصّة أخرى على قول أحمد خالد توفيق،
على ذكر أحمد خالد توفيق، هل قرأتهم روايته جديدة السنجة؟ يقولون أن بها الكثير من الأشياء والعفايس.

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الطاولة

الطاولة،
عليّ أن أدرس، أدرس بجدّ واجتهاد، الجميع يفعلون ذلك، الجميع يتحدثون عن ذلك طوال الوقت!، في القسم النهائي هنالك موضوعان يتحدث عنهما الطلبة طوال الوقت: إمّا عن كيف أن عليهم الدراسة وأنهم سيبدأون الدراسة في القريب العاجل، أو كيف أنهم درسوا بالأمس حتى غلبهم النعاس.
سأتحدث عن الصنف الأول لأنني منهم، أتحدث طوال الوقت عن كيف أن عليّ البدء في الدراسة وأنني عندما سأنطلق لن يوقفني شيء، سأسهر حتى الصباح مع الكراريس والكتب الخارجية، سأراجع الدرس الفلاني وأعيد حلّ التمرين العلاّني وحدي، لكن بعد...بعد....بعد أن أحضر الطاولة من المنزل المجاور، عندما أحضرها، ستصبح الحياة أسهل وسأدرس حتى أصبح من المجموعة الثانية، المجموعة التي تتحدث عن كيف أنها تدرس حتى يغلبها النعاس،
أعلم أن الطاولة هي مجرّد شمّاعة ألصق بها عدم رغبتي في الدراسة، وكذلك يفعل صديقي الذي يقول بأنه سيبدأ الدراسة عندما يجد كتابا خارجيّا جيّدا، هو يعلم جيّدا أنه لو أراد الدراسة فسيجد آلاف التمارين التي تنتظره و مئات المسائل والباكالوريات السابقة تنتظر، لكنه يعلّق عدم رغبته في البدء بالدراسة بـ "الكتاب الخارجي" تماما كما أفعل أنا مع الطاولة، لا أنفكّ أكرر أن لديّ كلّ شيء: الوقود، المحرك، لا تنقصني سوى الطاولة.
الطاولة مجرّد كذبة، أؤكّد لك ذلك، لقد جلبت الطاولة ووضعتها حيث يجب، حيث الإنارة جيّدة، حيث لا أعيق أحدا، حيث كل شيء جاهز للإنطلاق، لكن لاشيء حدث، لم أبدأ في الدراسة، فالطاولة كما توقعت كانت مجرّد شمّاعة أعلّق عليها كسلي العظيم وعدم رغبتي في البدأ بعمل تلك الأشياء المملة التي تسمى الدراسة، بعد أن تحصل على الطاولة ستبحث عن كرسي مريح لتبدأ الدراسة، ثم عن مصباح جيّد لتدرس في الليل، ثم عن غرفة لا تسمع فيها ضوضاء الجيران، إن الأشياء التي تنقصنا لا تنتهي، وكذلك رغبتنا في تأجيل الأشياء المهمة في حياتنا، ستجد دائما طاولة ناقصة، أو كتابا خارجيّا ينقص، لذلك لا تضيّع وقتك وابدأ في فعل الشيء الذي عليك فعله ولو استعملت الأرض بدل الطاولة، والكتاب المدرسي بدل الكتاب الخارجي.

السبت، 8 سبتمبر 2012

5 هاشتاقات لن أنساها

hashtags لن أنساها.
أنا من مدمني تويتر، أستعمله منذ أكثر من سنتين، ربما لم أتحدث عنه كفاية في هذه المدونة، ذلك المكان الأزرق الهادئ الجميل بناسه الرائعين (رغم أن هنالك موجة زحف يقوم بها الفيسبوكيون للأسف) ، شيء يميّز تويتر عن باقي الشبكات الإجتماعية خاصية تقنية تسمى الهاشتاق، والتي من الصعب أن أشرحها لمن لم يستمع تويتر في حياته، لكن ببساطة هي "وسم" يتابع من خلاله المستخدمون موضوعا محددا.
خلال السنتين اللتين قضيتها في تويتر تابعت الكثير من الهاشتاقات، لكن هنالك ما لن أنساه بسهولة أبدا:

 #sidibouzid
بداية انتفاضة الحرية في تونس كانت من هذا الهاشتاق، حيث كان المتظاهرون ينقلون الأخبار والصور والفيديوهات من قلب الحدث، من مدينة سيدي بوزيد آن ذاك قبل أن تنتشر الثورة في كل التراب التونسي، كنت أعتقد أنه مجرد هاشتاق آخر لأحداث عنف ستنتهي قريبا، من كان يعتقد أنها ستتطور إلى ربيع يعمّ العالم العربي كله.

 #jan25
 ما أزال أتذكر عندما نشر وائل غنيم تويتة يقول فيها أن الناشطين المصريين قد حددوا تاريخ 25 جانفي للخروج والتظاهر، ثم تطوّرت إلى ما نراه اليوم من سقوط الرئيس ونظامه، كنت أتابع الأحداث لحظة بلحظة وكأنني معهم في الميادين، وكانت تأتي الأخبار قبل أن تنشر أكثر القنوات الإخبارية سرعة في نقل الخبر، ثم جرى قطع للإنترنت في مصر مما عطل الأخبار من الوصول.

 #flagman
قامت قوات الإحتلال الصهيوني بقتل مجموعة من الجنود المصريين -خطأ حسب زعمها- على حدودها مع سيناء ، إنطلقت مجموعة كبيرة من المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية في مصر، وقام أحد المتظاهرين بتسلق مبنى السفارة العالي وإنزال العلم الإسرائيلي الذي كان يرفرف عاليا، نقل هذا الهاشتاق الأحداث لحظة بلحظة، وعندما حانت اللحظة التي وصل فيها المتسلق إلى أعلى البناية وإزالة العلم عمّ تويتر فرح جنوني عظيم حتى أني أتذكر كيف نهضت من كرسيي ورقصت إحدى الرقصات المجنونة التي لن يراها أحد أبدا.

 #dir_ezzit
الآن إلى الهاشتقات الجزائرية، "دير الزيت" هاشتاق سطحي جدّا، عميق جدّا، الزيت عندنا في الجزائر يستعمل لكل شيء، دواء لكل الأمراض، يشفي كل إنسان، يستعمل في كل الأكلات، يُصلح كل آلة معطّلة، لذلك إذا طلب منك أي شخص نصيحة ما وكنت تجهل what he's talking about ، فقط إنصحه بأن يدير الزيت.

#benbouzidDégage
 بعد 19 سنة من كونه وزيرا للتعليم في الجزائر، أخيرا نطق بها أحدهم وقال لأبي بكر بن بوزيد dégage أو إرحل، هاشتاق على الأرجح لم يسمع به غير من شاركوا به أصلا، لكن على العموم كان شيئا ممتعا خاصة مع التويتات الطريفة التي سجلّ بضعها اسماعيل في مدونته. بالمناسبة: الوزير قد رحل فعلا، لكن لا أعتقد أن السبب هو الهاشتاق :)
-------------------------------
إضافة: هل تذكرون ذلك الصديق في هذه التدوينة الذي قال عن فيلم the lorax أنه "اعتيادي"، هذه المرّة ذكرني بهاشتاق مهم آخر نسيت أن أذكره هنا، معه حق، نشكره على التذكير:

 #dzblogday
يوم التدوين الجزائري، مبادرة جزائرية للتدوين حول موضوع مشترك في يوم واحد، فعلا أتذكر كيف أن تويتر كان حيّا ذلك اليوم، وما أتذكره أيضا هو كيف امتلأ التايملاين بالنكت والمقابل في يوم إعلان النتائج عن أكثر التدوينات تصويتا من الجمهور D: يوم لا ينسى في تويتر فعلا.
--------------------------
حسابي على تويتر هنا.

الأحد، 2 سبتمبر 2012

كاتالوق الحوار

كيف تقوم بحوار ناجح مع أي مخلوق.
إدارة حوار مع الأشخاص الغرباء أحيانا يكون في غاية السهولة إذا كان الشخص اجتماعيا وصاحب لسان حلو، لكن المشكلة عندما يكون ذلك الشخص من النوع صعب التحاور، النوع المنطوي الخجول الذي يكتفي بكلمات تصلح لكل المواقف مثل : "نعم، فعلا، كاينة منها، عندك الحق، تقدر تكون...إلخ"، أحيانا نكون مجبرين على الحديث مع هذا النوع من العباد من باب قتل حالة الصمت المحرجة، في قاعة الإنتظار عند طبيب الأسنان، أو عندما تجلس إلى جانبه في الحافلة، أو عند زيارة للأقارب ..إلخ
هذه محاولة لكتابة كاتالوغ catalog لمساعدتي بالدرجة للأولى على التعامل مع هذه النوعية من البشر، وربما أفادك هذا الكتالوغ قليلا،

دائما هنالك جهة يمكنك إلقاء اللوم عليها:
أثارت انتباهي هذه الحيلة في فيلم gran torino ، حين كان "كلينت ايستوود" يعلّم الفتى المراهق كيف يتحدّث كالرّجال، "لكي تبدأ حوارا مع أحدهم، دائما ألق اللوم على جهة ما، مثلا:
-أمس كنت أصلح درّاجتي عند الميكانيكي في آخر الشارع، هل تصدّق أنّ مجرّد تشحيم السلسلة كلّفتني 1000 دينار؟ هؤلاء الميكانيكيون يسرقون الناس في وضح النهار!  إنهم أسوء شيء حدث لكوكب الأرض بعد المافيا التي تستحوذ على مواقف السيارات! سمعت أن بعض الميكانيكيين يصلون ويصومون لكنني لا أصدق ذلك.. "
أن تعرض على المحاور رأيا متطرّفا ثم تتركه يدافع عن الميكانيكيين في هذه الحالة مثلا..أو سيُأكد رأيك بقصة حدثت له شخصيا، فيَنتُج حوار من لا شيء، هذه الطريقة تنجح دائما!

لا يوجد شخصان لا يملكان اهتماما مشتركا:
صحيح أننا 7 ملايير ابن آدم على هذا الكوكب، هذا عدد كبير لا شك، لكن نسبة أن تجد شخصين لا يملكان موضوعا مشتركا يستمتعان بالحديث عنه تؤول إلى الصفر، دائما توجد مواضيع جاهزة مثل آخر مباراة لبرشلونة وريال مديد، أو عن كيف أن رمضان هذا العام كان شديد الحر بفضل الحرائق، بالمناسبة، هل ذكرت موضوع الطقس؟ موضوع الطقس هو أكثر المواضيع استهلاكا على وجه الكرة الأرضية وأكثر "بادئ للمحادثات" استعمالا conversation starter ، ما إن يلتق شخصان حتى يبادر أحدهما الآخر:
 -السخانة تقتل!
 -والحرائق تزيد من درجة الحرارة.... هؤلاء الأوغاد الذين يحرقون الغابات.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم!

حيلة "أحد أقاربي":
 هذه تعتمد على نوع من دقة الملاحظة، إذا كان الذي بجانبك يعمل في حرفة ما وكنت تعلم ذلك، فعلى الأرجح أنت تملك قريبا لك أو جارا يعمل في نفس المهنة، لا يوجد من لا يملك ابن عم أو جارا لا يعمل في البناء والتجارة والكهرباء...إلخ، يمكن أن تبدء موضوعا للحوار من هذه النقاط.

إذا لم تجد أي شيء تتحدث عنه مع محاورك، يمكنك دائما اللجوء إلى:
شتم الحكومة! دائما هنالك طريق غير معبّدة، أو أنابيب في وسط الرصيف تسيل بالمياه، أو فضيحة مالية تتحدث عنها الجرائد اليومية، يمكنك دائما أن تشتكي من الحكومة وكيف أنها لا تقوم بواجبها وأن الفساد قد وصل إلى مراحل خطيرة، وأننا ندفع الضرائب ولا نتلّقى في المقابل سوى الخطب والوعود، ولا يوجد شخص سينكر ذلك، إلّا إذا كان هذا الشخص هو الحكومة نفسها، أو شخصا يعمل فيها! وإن جلست مع مثل هذا النوع فلا تنس أن تطلب منه أنّ يعجل لك في ملف السكن والشغل، وإن شئت فحاول أن تخبره عنّي أيضا لعلّي أظفر أيضا بشغل لائق بدل تضييع وقتي ووقتك في كتابة هذه الأشياء هنا.
have a nice conversations people!

الجمعة، 24 أغسطس 2012

dzjoker رحّبوا بعصر الكوميديا الشبابية الجديدة

dzjoker كوميدي جزائري شاب من العاصمة، هو جزء من موجة جديدة للكوميديا بدأت تنتشر، واتخذت الإنترنت مكانا لبروزها، بعيدا عن المسلسلات الكوميدية الرديئة ذات التكلفة العالية التي غزت التلفزة، برامج الـ ون مان شو الشبابية بدأت تنتشر على يوتيوب، طبعا ستجد فيها الجيّد والرديء، ومع الوقت لن يبقى سوى من يطلبه الجمهور. قبل عامين بدأت هذه الظاهرة في الخليج العربي وبالضبط في السعودية، والآن نراها في مصر أيضا، وبدأت في البروز هنا في الجزائر بمحاولات فردية هنا وهناك.
dzjoker أو شمسو الذي بدأ بنشر فيديوهات في اليوتيوب بإمكانيات متواضعة، خلفية ورقية بيضاء وكاميرا هاتف متواضعة الدقّة، اشتهر عندما شارك في مبادرة شركة djezzy لدعم المواهب الشابة prodige ، سرعان ما اصطادته قناة النهار الجديدة ببرنامج يومي في رمضان من 5 دقائق يحكي كل يوم عن موضوع معيّن ويستحضر مواقف طريفة تصادفنا يوميا، بلهجة عاصمية محببة، وإن كان البعض يعتب عليه استعماله الكثير لكلمة "ياخو" P: ، جميل أن تشجع القنوات الجزائرية المواهبة الشابة، (طبعا مازلت في رأيي أن تبّا لقناة النهار دائما).

ما يعجبني فيه أيضا هو اختياره لمواضيع لطيفة بعيدا عن الصراع الفكري والإستهزاء بمظاهر الدين، أو مواضيع تتحرج من سماعها مع عائلتك مثلما يفعل الكثير من الكوميديين للأسف، الثيمات التي يختارها عائلية مسالمة، أشياء مثل "رمضان"، "الطاكسيات"، " الحافلات"، "الفيسبوك... أشياء لا تزعج أحدا، ماعدا سائقي الطاكسيات والحافلات و mark zuckerberg وهم يستحقون ذلك طبعا.
أتمنى النجاح لمثل هؤلاء الشباب المبدع الذي يحمل أفكار جميلة في الكوميديا الجديدة وغيرها وأتمنى أن أرى برامج جديّة أخرى على يوتيوب تنتقل إلى القنوات التلفزيونية أو تستقلّ في يوتيوب، ومع التخلف التقني الذي تعاني منه الجزائر، نبقى في انتظار أن يصل برنامج الشراكة مع يوتيوب إلى الجزائر قبل أن يموت أبنائي الذين لم يولدوا بعد!
------------------------------
قناة dzjoker على يوتيوب.
صفحته على فيسبوك.

الخميس، 23 أغسطس 2012

"هولي": مهرجان الألوان

مهرجان الألوان أو "هولي" هو تقليد قديم هندوسي الأصل يقام في عدة بلدان كالهند وباكستان والولايات المتحدة وبريطانيا، يقوم فيه المشاركون بقذف بعضهم بغبار الألوان فتخرج صور بديعة كهذه :)

http://24.media.tumblr.com/tumblr_m84tdyOFa31r6q94do1_500.jpg

http://25.media.tumblr.com/tumblr_m84tdyOFa31r6q94do2_1280.jpg
http://25.media.tumblr.com/tumblr_m84tdyOFa31r6q94do3_1280.jpg
http://25.media.tumblr.com/tumblr_m84tdyOFa31r6q94do4_1280.jpg
هذا المهرجان يعد قبلة للسيّاح من مختلف أنحاء العالم، يبدو ممتعا يا رجل! لا أدري لماذا تذكرت إحدى المرات في طفولتي حين كنت في مهرجان .... حسنا لم يكن مهرجانا، كنت فقط أتسكع مع أقاربي في غابة قريبة، ثم بدؤوا يتقاذفون بينهم الفواكه البريّة التي تنمو في أشجار تلك الغابة، كانت هنالك شجرة "خرّوب" بها الكثير من الثمار وانطلقت الحرب، كان الأمر ممتعا.. أو هكذا كنت أظن، كانت عندي فكرة ملائكية للأمر مثل أصدقائنا في مهرجان الألوان في الصور فوق^ اعتقدت أن تلك الثمار ستكون كالقطن على جلدي، لكن الواقع كان بعيدا كل البعد عن تلك الفكرة الرومانسية، تلك الثمار البريّة كانت مؤلمة فعلا! وهؤلاء الأوغاد لا يتوقّفون عن قذفك بها، بل يزيدون كلما زاد صراخك! لم يكن الأمر مسلّيا أبدا ! يا لها من أيّام:( هم عندهم مهرجان الألوان ونحن عندنا "مهرجان الخرّوب" يا سلام :))
شاهد أيضا هذا الفيديو البديع:  http://www.youtube.com/watch?v=zqsRFAJVN9c
فكرة السفر من أجل حضور هذا المهرجان لا تبدو سيّئة أبدا، لكن عليّ أن أتأكّد أنه لا تجد أشجار "خرّوب" في البلاد التي تقام فيها هذه المهرجانات.

هنالك أيضا مهرجان يقام في إسبانيا يحتفي بالطماطم، خلال الربيع يتجمع الناس ويتقاذفون الطماطم بينهم، حسنا لدي الكثير من الملاحظات على مهرجان الإسبانيين هذا:
  • هذا تبذير.
  • هذا تبذير يا رجل فعلا، الطماطم ليست شيئا تلتقي به يوميا في بعض البلاد.
  • لو طرحت هذه الفكرة هنا في الجزائر لاقتادك الناس إلى أقرب مستشفى عقليّ، الطماطم هنا تباع بأرقام قياسية، إنها شيء مقدّس كالموز.
  • إرحموا أمهاتكم من البقع التي تبقيها الطماطم على الملابس يا ناس.
  •  من يتابعني على تويتر يعلم أني لا أحب الطماطم مع الأسف.
-----------------
المزيد من صور مهرجان الألوان بدقة عالية: هنا.
مصدر الصور فوق من هنا.

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

فيلم the lorax

 
the lorax فيلم ثلاثي الأبعاد 3d مقتبس عن قصّة لكاتب الأطفال الأمريكي دكتور سيوس تحمل نفس الإسم، قصة الفيلم تحكي عن مستقبل لا مكان للأشجار والبيئة نقيّة فيه، لدرجة أن سكان مدينة "ثنيدلاند" يضطرّون لشراء الهواء النقية في زجاجات تبيعها الشركة المسيطرة على المدينة، وصاحبها 'الشرير'، وهنالك شاب صغير السن يدفعه الفضول للبحث عن شجرة حقيقية، فيقوده ذلك ليلتقي بعجوز هرم يحكي له قصة حياته ....



وحصلت معه أشياء كثيرة وغريبة ومطاردات ستكون مملة لو حكيتها بالتفصيل يا عزيزي. المهم الفيلم كما وصفه أحد الأصدقاء في تويتر "إعتيادي" حيث ينتصر الخير ويخسر الشر في النهاية والفكرة الرئيسية هي أن علينا المحافظة على البيئة، وأن الشجرة "شيء جيّد" ..إلخ وهو محق في هذا تماما، ما أعجبني في الفيلم ليس الفكرة بحد ذاتها فهي مملة ومكررة، لكن التفاصيل، كالأحاديث الطريفة المضحكة و"العفايس" الخفيفة التي يضيفونها إلى فكرة عادية كهذه فتصبح لوحة فنية جميلة، فمنذ أن يبدأ الفيلم وأنت تعلم أن الخير سينتصر في النهاية، ما يجعل المشاهدة ممتعة ومشوقة هي هذه "الأشياء الصغيرة" هنا وهناك التي يضيفها المنتجون للفيلم، مثل جدّة "تيد" الرهيبة، الأسماك التي تملك موهبة حقيقية في الغناء، وحمار "وانسي" الطريف، وغناء هذا الأخير الجميل، والطفل الذي يصبح أخضرا عندما يسبح في بحيرة المدينة لأن بها إشعاعات ما، وعندما يظهر lorax خلف عاصفة كبيرة ورعود وبرق في حدث رهيب وكبير، ثم يفاجأ أن the once-ler لم يلحظ مجيئه حتى! كلها تفاصيل جميلة تجعل من فكرة مكررة شيء فريدا.
إعلان الفيلم:

إقتباسات أعجبتني من الفيلم:
“ النوم هو الطريقة الطبيعية للجسم ليقول للناس "أبقوا بعيدا"”
”آخر الأبحاث التي أجريناها تقول أنك إذا وضعت أي شيء في علبة، فإن الناس ستشتريها!“
الفيلم يستحق إلقاء نظرة :)

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

أشياء متنوعة في مجالات مختلفة، هنا ولهيه

لا شيء، فقط أردت أن أقول أنني من الآن فصاعدا سأنشر أي شيء في هنا! فيديوهات، صور جميلة تعجبني، أي شيء!

في السابق كنت أتعّمد أن أنشر فقط كتاباتي هنا، لكن ليس بعد الآن، بما أن الوالدة الكريمة لا تسمح لي بالرسم والخربشة على جدران الغرفة، سأنقل جدار غرفتي إلى هنا! كونوا قريبين، فكثير من الأشياء المدهشة تحصل في جدران الغرف!
سلام :)

الجمعة، 27 يوليو 2012

الفتى الذي ذهبت كلاكيته إلى مكة

حسنا، بدأت القصة قبل 3 أيام حيث نبهني صديق لي أن الحذاء "أبو عين" الذي أنتعله قد قارب على الإنتحار حرقا من شدّة الأعطاب التي لحقت به، وأفترض أنك تعرفنا نحن الجزائريين نؤمن بمدأين: حذاء واحد لـ(المشي والعمل والجري ولعب الكرة والذهاب إلى المسجد وركل الأعداء والمشاركة في الأولمبياد..و..باختصار: حذاء واحد يقوم بكل شيء" ، أما المبدأ الثاني فهو" لا تتخلّ عنه مادام شبه صالح" ، حتى لو كان هاتفك النقال يتعطّل 33 مرة كل 10 ثوان، وحتى لو كانت أريكة في الصالون قد أخرجت أمعاءها السلكية، حتى لو كان جهاز التحكم الخاص بالتلفاز يحتاج إلى عضّة أو عضتين على مستوى أعضائه البطّارية، مادامت تعمل، إستعملها.
لكن بما أن شهر رمضان، هو شهر التغيير وكسر الروتين وإحداث الجديد في حياة الإنسان، آثرت أن أكسر هذا الصنم، وإحزر ماذا:
لقد اشتريت كلاكيت!

Adidas Claquette Calo 4 M Chaussures homme  Chaussures homme | Indoor & Training  ADIDAS
يومان جميلان من المشي المريح لا يخلوان من القليل من التفاخر بالكلاكيت الجديدة ثمّ oops! دائما هنالك "أوبس" في الموضوع، فالأفراح لا تدوم، الأشياء الجميلة دائما تنتهي بسرعة، لذلك الآيس كريم سريع الذوبان، والبرنامج التلفزيوني المفضل لديك ينتهي بسرعة، الأشياء الجميلة لا تدوم...لكن يومان في حياة الكلاكيت هو زمن قصير جدّا، العبد حينما يشتري كلاكيت في هذا الصيف يتمنى أن تكمل معه على الأقل هذا الفصل الساخن ثم إن شاءت يمكنها الإعتزال في أوج عطائها، هل تقطّعت الكلاكيت؟ لا، هل تمزّقت؟ لا، هل سرقها ابن الجيران من شدّة غيرته منّي؟ أصلا أبوه يمتلك محلّ بيع أحذية، ماذا حصل؟
قررت الكلاكيت أنه شهر التوبة والإستغفار، وأن الصلاة في مكة تعادل 100 ألف صلاة، ماذا فعلت المسكينة؟ ببساطة، طارت إلى مكة! شخصيا لا أدري ماهي الذنوب المحتملة التي يمكن أن ترتكبها كلاكيت عمرها يومان حتى تذهب إلى مكة طلبا في المغفرة، لكن أعلم يقينا أنها غلطتي بالدرجة الأولى، أنا الذي كنت أوجهها مباشرة لمشاهدة صلاة التراويح في الحرم المكي أثناء الإفطار عبر التلفزيون، في الوقت الذي تشاهد أحذية الجيران والأصدقاء التلفزة الجزائرية وتستمتع بإعلانات القهوة التي "بنتها هايلة"، والعجائن التي "ريحتها شحال بنينة".
قرّر الوالد الكريم أن الكلاكيت التي أرتديها جيّدة، في البداية وافقته طبعا من باب الإفتخار "طبعا جيّدة وإلاّ لما اشتراها ابنك" ، لكن هنالك مرحلة يصل فيها ثناء شخص ما على حاجياتك تكتشف فيها أنه لا يمدح هذه الأشياء مجانا، بل يريد أن يستعيرها منك فتبدأ بالهجوم المعاكس بذمّ ذلك الشيء "لالا ليست جيدة أبدا، في الحقيقة رجلاي تتعذبان في الداخل و..." لكن عندما يصل إلى حد ما، تعرف أنه لا يمانع في قتلك إذا اقتضى الأمر مقابل استعارة ذلك الشيء، حتى لو كانت "كلاكيت" عمرها يومان.
المهم، كان الوالد قد قرر أنه سيقوم بعُمرة في رمضان، وبما أن درجة الحرارة هنالك لا تخفى على أحد فقد رأى أن اصطحاب الكلاكيت إلى هناك لا مفرّ منه، وما كان مني إلا الإستسلام، في النهاية هنالك شيء من الشرف في الموضوع، أنت تفتخر عندما يذهب صديق لك للدراسة في أمريكا، وتفتخر إذا ذهب قريب لك إلى العمرة، صحيح أن الأمر مختلف مع "كلاكيت" مصنوعة في الصين، لكن ما العمل.
ألقيت اليوم النظرة الأخيرة على الكلاكيت وكأنني رأيت الـtroll face على وجهها  وسمعت صوتها يقول لي " أنا ذاهبة إلى مكّة هاهاها وأنت ستتعفّن هنا هاهاهاها عُد إلى لبس الحذاء "أبو عين" ولا تنسَ إخراج القمامة ..... هاها.......هاهاهاهاهاها"
هل تذكر عندما تحدثت عن الكيس المحظوظ في هذه التدوينة؟ المصادفة الثانية أن كلاهما حدثا في رمضان!
صح رمضانكم، صح فطوركم، وتابعوا القنوات التي تنقل البث المباشر من الحرم على يوتيوب لعلكم ترون الكلاكيت تاعي يلوّح لكم.

الجمعة، 20 يوليو 2012

to be continued

1
وسط المدينة، حيث تنشر السيّدات غسيلهن على أسطح العمارات، حيث الأغاني الشعبية لا تتوّقف، حيث المقاهي أسفل العمارات ممتلئة عن آخرها طول النهار، أناس سعداء يستمتعون بشرب القهوة وتجاذب أطراف الحديث طول اليوم؟؟ أم عاطلون مليئون بالهموم لا يجدون مكانا غير مقهى يجمعهم ويوفّر لهم حق إبداء الرأي ومقعدا مجانيّيْن؟ الأول وجهة نظر السلطة والثاني وجهة نظر الشعبي البسيط، والحق مختف بينهما.
 لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرّة تجوّلت فيها في هذا الجزء من المدينة..على كل حال لا شيء يتغيّر هنا، نفس الخضّار العصبي، نفس بائع الملابس الذي يحتل الرصيف، لماذا عليه أن يقوم بكراء محلّ إذا كان يستطيع عرض بضاعته هنا؟ لماذا ينتظر أن يأتي المشترون إليه، إذا كان يستطيع أن الذهاب إليهم؟
 نفس الطرق المهترئة، حسنا ربّما تغيّر بائع (المعدنوس) الصغير ذاك، فعلا إنّه يكبر سريعا.. شيئان يتغيران في هذه المدينة: "ماركات" سيارات الأغنياء الفاخرة، واسم "مير" البلدية، للأسف لا تتغيّر الممارسات ، فقط الأسماء.
 يبدو أنّ أحدهم قد اشترى لابنه سيّارة رباعية الدفع بالميزانية المخصصة لإصلاح الرصيف، الآن سأصل إلى المقهى الذي ألتقي فيه عماد، وحذائي (المهترئ أصلا) متّسخ، لنأمل فقط أن ابن هذا المسؤول يملك رخصة سياقة حقيقية، ولم يشترها بالميزانية المخصصة للصرف الصحيّ، لا نريد المزيد من حوادث المرور.
أرجو الإنتباه، أرجو الإنتباه..
ما سأتحدث عنه في غاية الخطورة والجديّة، لا مكان للمزاح هنا،
محدثكم يدعى فؤاد، شاب في الرابعة والعشرين من العمر، طالب جامعي، تخصص صيدلة، أعرف عماد منذ سنوات، لم نعد نتحدّث كثيرا مؤخرا ولا أعرف صراحة ماذا يريد بدعوتي للحديث في المقهى، أصلا ما أعرفه أنه ليس رجل مقاهي،إنّه يكرهها، يستحسن أن يكون ما دعاني من أجله مهمّا و إلاّ، في الواقع لايهمّ..عصير بارد مجّاني يفي بالغرض وزيادة.
كما قلت ، أنا طالب صيدلة، أو هكذا يتّفقون على تسميتي، هل سمعت بتلك الشائعة التي تقول أن جامعة الصيدلة تخرّج أكبر مدمني المخدّرات في البلد؟ يمكنك القول أنني مثال يؤكّد صدقية تلك الشائعة، طبعا لم أولد هكذا، جميعنا نولد أبرياء نطيع أمّنا ونُقْسِم أن شعرنا كان أشقر و لون بشرتنا كانت بيضاء ناصعة عندما كنّا أطفالا.
 لا أحد يولد مدمنا للمخدّرات، أنت تعرف التفاصيل، القصّة الكلاسيكيةّ، مراهق مجتهد، تصطدم بواقع الجامعة، لا جودة في الدروس و لا انضباط عند الطلاب ، الأغلبية الساحقة من الأساتذة مرتشون بالمال نقدا......وحسنا..القلّة الباقية من الاساتذة تقبل الدفع بالتقسيط!، وإدارة جامعيّة مهمّتها التنصّت على الطلبة و إعطاء تقارير دورية عن نشاطاتهم المشبوهة ، شهران للصدمة، 3 أشهر للتكيّف ، في الشهر الخامس تلتقي بأحد الطلاب القدامى، تبدأ في استهلاك مواد كيميائية تسرقها خلسة من مختبر التجارب في الجامعة، ثمّ..إبتسم: أنت مدمن مخدّرات،
دواء أم مخدّر؟ تختلف التسمية حسب كميّة الجرعة،
طفولتي عاديّة، وأقصد بعاديّة، أنني كجميع أصدقائي كُسِرتْ لي ساق أو ذراع أثناء لعبي لكرة القدم طوال الوقت، أحيانا تتوفّر كرة أحدنا و أحيانا كيس حليب مملوء بـ"الأشياء" تجعله -أي كيس الحليب- يشبه الكرة، وهات الكرة يا رونالدو.  كنت وأصحابي نتعارك يوميّا كنوع من التسلية، جرّبت السجائر مع أحدهم و كجميع الأطفال نلت أشدّ العذاب من أبي بعد أن اكتشف ذلك من رائحة ملابسي، طبعا أبي مدخّن!، ولا يحقّ لك أن تسأل ذاك السؤال "الوقح" (لماذا  مسموح لك يا أبي أن تدخّن بينما أعاقب أنا على ذلك؟) جرّبَ أخي سؤال أبي ذلك ، أعتقد أنه نال عقابا أكبر من الذي نلته أنا عندما اكتشف أنني دخّنت، كنت صغيرا وأحب أبي .. إنّه على حقّ دائما، الأب على حقّ دائما ولابدّ أنّ له حجّة وسببا مقنعيْن لتدخينه، سببا لا يمكن أن يدركه عقلي الصغير. كيف لهذا الشعب ذي العقل الصغير والخبرة المعدومة أن يجرؤ و يسائل حكومته عن سبب تدخينها؟ أصلا لو تأمّلت كلمة حكومة ستجد الكثير من "الحكمة"، لذلك يمكنك أن تنام مطمئنّا واثقا أنّ ضرائبك وأموالك كلّها تصب في شيء ما، شيء يفيد عائلتك، صحيح أن لا أحد يعرف تحديدا ما هذا الشيء، المهم أن عندهم "مكاتب" و"محاسبون" و"كمبيوترات"، كل هذه التجهيزات والبروتوكولات تقول أن لابد أنهم يقومون بأشياء كبيرة تعجز عقولنا المتواضعة عن فهمها، حتى إن كنا لا نرى أي شيء يتغير على أرض الواقع، وإيّاك أن تسأل حكومتك السؤال الذي كنت تتحرّج أن تسأله أباك "لماذا تدخّن"؟
http://international.iteem.ec-lille.fr/wp-content/uploads/2010/06/to-be-continued_39948_2478.jpg
------------------
الجزء الأول. رمضان كريم.

الأحد، 1 يوليو 2012

تفاصيل دراسية

هممممم ظهرت نتائج امتحانات الباكالوريا هنا :) أغتنم الفرصة لأتحدث قليلا عن تفاصيل دراسية هنا في الثانوية، المعلمون عليهم أن يدركوا بعض الحقائق، نحن الطلاّب لا نذهب يوميا في وقت مبكر من أجل الغرق في صفحات طويلة من الأعداد والأشكال والمنحنيات، نريد أشياء سريعة، أشياء خطيرة، أشياء ملوّنة!*، غالبا أنت  تأتي إلى المدرسة من أجل مشاهدة لقطة أستاذ علوم يحرج نفسه بالدّوس على خيوط حذائه والتعثر أمام الجمهور المحترم الذي لا يكفّ عن إلقاء النكت عن هذا الفعل إلى آخر الفصل الدراسي، إذا كان هذا الأستاذ محظوظا بأستاذ رياضيات أخرق يسكب القهوة على ملابسه الرسمية أو يجلس على مقعد به مقلب العلكة المعروف، وبذلك ينجو أستاذ العلوم من السخرية عن طريق تسليط الأضواء على أستاذ الرياضيات، أو ربما هو بذاته من جهّز مقلب العلكة لذات الغرض؟!

أستاذات اللغة العربية هنّ الأكثر تقلّبا في الآراء، يكفي أن تصدمها مرّة بجملة "مساء الخير يا أستاذة" حتى تثني على القسم كلّه.. وتعتبره أحسن قسم في الثانوية، وربما من بين "أحسن الأقسام التي صادفتها" طوال مسيرتها المهنية، وفي المقابل.. يكفي أن ترتفع الأصوات دردشة خلال إلقائها لقصيدة من روائع البحتري أو نبذة من نفائس الفخفخاني* حتى تعتبر ذلك إهانة لها وتبدأ في إلقاء أسطوانة أن "هذا الجيل لا يقدّر الأدب ولا يحترمه، وأن الذوق الأدبي في انحدار" والقليل من "أنتم أسوء قسم قابلته في حياتي" ما أسهل اكتساب احترام أساتذة الأدب، وما أسهل فقدانه! لهذا تجد الكثير من الطلاب الذين يعانون من إمكانتية الرسوب وإعادة السنة يتجهون مباشرة إلى أساتذة الأدب لأنهن الأسهل في التحايل واللعب على المشاعر، تكفي رشّة من قصيدة للمتنبي أن تجعلها تغيّر رأيها في علامات الفرض والتقويم المستمر. إحدى الحيل التي كثر انتشارها في الأيام الأخيرة هي رنّة الهاتف النقال التي تشبه رنة الجرس المدرسي الذي يعلن عن انتهاء الدوام المدرسي، فيقوم الطلاب باستعمالها من أجل الخروج مبكّرا، لكن يبدو أن المخلوق الأستاذي قد طوّر أذنه بحيث جعل درجة حساسيتها تفرق بين الهاتف والجرس، تطوّر ملحوظ! لكن نتمنى مستقبلا استخدام هذه الخاصية عندما ينادي التلميذ أن "أريد الذهاب إلى المرحاض"!
---------------------------
*قرأت عبارة مشابهة من قبل.
*لا أدري صراحة إن كان مثل هذا الإسم موجود فعلا.

الخميس، 31 مايو 2012

عن ضرورة إنقاذ النظام التعليمي


الشعب يريد إسقاط النظام التربوي،
رحم الله كل من توفي في أحداث جامعة تلمسان وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وما هذه الحادثة إلا جرس إنذار يعلن عن تعفّن الجهاز التعليمي في الجزائر.
محاولة للإجابة على سؤال "ما الحل؟"، لكن في موضوع محدد، قطاع التربية والتعليم. معروف للجميع حجم الكوارث التي تشوبه ولن أسترسل في ذكرها.
يجب ذكر أن مجال التربية والتعليم من أهم القطاعات الإستراتيجية للدولة، وجود هذه الدولة في الأساس يعتمد على نوعية التعليم الذي يتلقاه مواطنوها، فإن هم تلقو تعليما مرتبطا بدولة أجنبية مثلا فسينتج جيل مرتبط ثقافيا وفكريا بهذه الدولة، التعليم ركيزة أساسية في مشروع نهضة أي أمّة، ولتدرك ذلك قارن بين نسبة الميزانية العامة التي تنفقها الدول التي نهضت (أو في طريق النهوض) على هذا المجال بين النسبة التي تحظى بها في الدول التي توصف بالمتخلّفة،
الميزانية مهمة.
يجب الإشارة إلى أهمية الميزانية التي تخصصها الدولة للتعليم، صحيح أن الميزانية وحدها لا تكفي خاصة في غياب التسيير الرشيد والحسن للمخصصات المالية، لكن المال في مجال التعليم مهم جدا، يكفي أن تعرف أن ميزانية الجزائر في قطاع التربية والتعليم (4٫3% في 2008) أقل من ميزانية إسرائيل، تركيا، الهند، وتقريبا أغلب الدول في طريق النمو … (هل عرفت من أين لهم بكل ذاك الإزدهار الإقتصادي؟)، أن تكون هنالك رغبة سياسية في نهضة شاملة في المجتمع يعني أن تصرف على التعليم.

الميزانية وحدها لا تكفي:
أن ترفع ميزانية التعليم، أن ترفع ميزانية أي شيء في جو من الفساد وسوء التسيير لهو عبث ما بعده عبث. ينبغي تهيئة مناخ عام يساعد على العمل، ولم لا إرسال بعثات إلى الخارج للإستفادة من تجربة بعض البلدان المتقدمة في التسيير المالي بحث يصل كل سنتيم إلى المكان الذي ينبغي له في إطار جو من الشفافية والرقابة العشبية من أجهزة وتنظيمات كجمعيات أولياء التلاميذ أو غيرها، من خلال ورشات عمل مشتركة قصد اختصار المراحل وتفادي إعادة اختراع العجلة.

تغيير النظام الدراسي الحالي جذريا:
لا يختلف اثنان على أن النظام الدراسي الحالي بعد إصلاحات الوزير الأخيرة، ولا النظام الدراسي الذي كان قبله رغم أن الكثير يؤكدون أنه أقل سوءا، لا أحد يختلف أن هذا النظام ركيك سيئ للغاية يقوم على التلقين وحفظ المعلومات، ساعات دراسة مكثفة وفي المقابل مكتسبات قليلة...إلخ من المشاكل التي نواجهها يوميا في المدارس. يتم ذلك عن طريق خبراء مستقلين في التربية والتعليم تمنحهم الدولة كامل الدعم اللازم (بما في ذلك إمكانية الإستعانة بخبراء تعليميين عرب وأجانب) من أجل الخروج بمنظومة تعليمية حديثة: تستجيب لمتطلبات العصر وسوق العمل وقابلة لمواكبة التطورات القادمة، ومرِنة قابلة للتطوير والتعديل عليها في المستقبل القريب، منظومة تربوية قائمة على دمج العلم والمعرفة بالمتعة (وبذلك تتلافى مشكل الساعات الدراسية الطويلة، لا أحد يمانع في قضاء وقت طويل في شيء يستمتع بالقيام به) وتقوم على تعلّم تقنيات التفكير بدل التلقين المباشر للمعلومة والحفظ الأجوف (حتى إن كانت الببغاوات مهددة بالإنقراض، لا أحد يرغب في ببغاوات بشرية) وغيرها من التقنيات التربوية. المفيد ينبغي "إسقاط النظام الدراسي الحالي".

تعديل النظام الدراسي دوريا:
 العالم يتحرك، يتغيّر، ما كان نظرية مؤكدة أمس قد يصبح كلاما فارغا اليوم، لذلك يجب أن تكون هنالك اجتماعات بصفة دورية للخبراء المشرفين على تأليف البرنامج الدراسي من أجل تعديل وتغيير ما ينبغي تغييره في البرنامج، ومناقشة النتائج المحصل عليها في الإمتحانات الأساسية الثلاث (bac, bem, 6éme) ، تحديد المشكل، دراسته والخروج بحلول. قبل عشرات السنوات كان النظام الدراسي العالمي يتجه إلى الصناعة أساسا من أجل تهيئة المهندسين المشغلين للمصانع في المقام الأول، أما اليوم فالإعتماد على تقنية المعلومات صار أكبر ويتجلى ذلك في دولة كالهند مثلا (ومعها دول شرق آسيا)، جامعاتها تخرج مهندسي البرمجيات المسؤولين عن 70% من البرامج التي يستعملها العالم، يكفي أن تعرف أن أغلب أفلام 3D التي تشاهدها هي غالبا منفّذة بأياد هندية. مثل هذه الخيارات الإقتصادية مرتبطة جدا بالتعليم، هذه الخيارات السياسية الإستراتيجية لكل دولة.

الملاحظ يجد أن من البديهي أن الدول المتقدمة في مجال التعليم يدرس طلابها باللغة الرسمية لتلك الدول، لغات ميتة مثل العبرية والتركية أعيد إحياؤها وتمت ترجمة واسعة للمناهج الدراسية، ومن هنا ضرورة تعريب التعليم بالكامل من الإبتدائي حتى آخر سنة جامعية وإيقاف مهزلة اللغة المزدوجة (العربية في الأطوار الثلاث والفرنسية في الجامعة)، سوريا الدولة العربية التي يدرس أطباؤها الطب بالعربية وهم من أفضل الأطباء عالميا ومعترف بشهادتهم أينما ذهبوا، يجب التخلص من خرافة مكانة اللغة الأجنبية.

أيضا من الضروري إعادة إحياء دور المدرسة حتى خارج أوقات العمل، المدرسة مركز إشعاع علمي وثقافي يجب أن لا تنحصر في 8 ساعات اليومية أو التسع شهور السنوية التي يقضيها الطلاب فيها، يجب أن تفتح المدارس حتى خارج أوقات الدوام الرسمي وفي الإجازات من أجل الأنشطة المختلفة (مراجعة، مطالعة، رسم، موسيقى، مسرح، رياضة، مش عارف إيه...إلخ).

دورات تدريبية دوريا إجبارية يلتزم بها المدرسون والتربويون، لآخر الوسائل التربوية والنفسية في كيفية التعامل مع التلاميذ، لتفادي ظاهرة العنف ضد الطلاب.

تشجيع الدراسة الحرة:
  • من خلال مشروع مكتبة في كل مدرسة/ بلدية/ مسجد، الدخول مجاني للمتمدرسين، ولم لا تعرض على دور النشر التبرع لهذه المكتبات بالكتب الدراسية الخارجية وفي المقابل تستفيد دور النشر من الدعاية إلى جانب تخفيض الضرائب الحكومية مثلما يحصل في الولايات المتحدة.
  • "المدرسة الإلكترونية" توفير المنهج الدراسي كاملا من كتب دراسية وبرامج ووثائق ودروس وتمارين على الأنترنت بحيث تكون في يد الطالب من أي مكان وتحت أي ظرف. مقاطع فيديو تشرح الدروس ولم لا موقع إلكتروني أو صفحة على الفيسبوك لكل مدرسة تضع فيها كل المستجدات التي ينبغي أن يعرفها التلاميذ وأولياؤهم من أجل تكريس الشفافية في المدارس وإبقاء الجميع على اطلاع.

موضوع مثل هذا لا يمكن أن يكمل دون كمّ معتبر من السب والشتم للقائمين على هذا القطاع هنا في الجزائر وأعني وزارة التربية والتعليم طبعا لذلك: *** ****** *** ******* ** ****!. تسعدني أي تعليقات تثري الموضوع.

الاثنين، 14 مايو 2012

تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين

يخوض الأسرى الفلسطينيون حالة إضراب عن الطعام منذ أكثر من 70 يوما من أجل تلبية مطالب تلخصها الصورة التالية:
الحرية للأسرى والمعتقلين، الحرية لفلسطين كاملة دون تفريط في أي سنتيمتر منها، الموت لإسرائيل.
http://latuffcartoons.files.wordpress.com/2012/05/nyc-demo-for-palestinian-hunger-strikers-may-2012-photo-bud-korotzer.jpg

الأربعاء، 2 مايو 2012

مئوية النظرية النورمالية :)

التدوينة رقم 100 ، مئة، رقم جميل يا رجل، لاتنكر ذلك :)
بهذه المناسبة لن أغتنم الفرصة لأشكر كل من عائلتي الكبيرة والصغيرة وأصدقائي وعمتي في أستراليا مثلما يفعل جميع الذين تتاح لهم فرصة تقديم إهداء تحية في قناة إذاعية أو تلفزيونية، بل سأغتنم الفرصة هنا لأشكر هؤلاء الذين يستحقون الشكر فعلا، الناس الذين لا يظهرون على التلفاز رغم أنهم يقومون بالمجهود كله، الناس الذين ضحوا، الناس الذين سهروا الليالي، الناس الذين..،  أقصد طبعا كل من إبن خالي في اليونان وجميع جيرانه وأبناء عمومته من الرضاعة المبعثرين في أنحاء الكرة الأرضية :).
 فعلا: شكرا لكم جميعا :)
بعض التدوينات التي ربما ستروق لكم :
حسابي على تويتر، صفحة المدونة على الفيسبوك
الآن نعطي الميكروفون للشعب :)

الجمعة، 27 أبريل 2012

حين تقتل الأسطورة

 99
إذا أردت أن تقتل الأسطورة، فاستضفها في برنامج تلفزيوني ودعها تتحدث، ستنتقل من خانة الأسطورة، إلى خانة البني آدم العادي. أنا ضدّ أن تستضاف الشخصيات الخيالية ليراها الناس على حقيقتها، ضد أن يعرف الناس الكاتب وجها لوجه، وتنزع عنه تلك الهالة من القدسية، الكاتب يجب أن يعرف من كتاباته لا من حديثه للناس وتعامله اليومي معهم ولقائهم المباشر، أتحدث عن هذا الأمر بعد مشاهدتي للرائع الدكتور المبدع الكاتب ...إلخ أحمد خالد توفيق وهو يتحدث أمام الكاميرا، فجأة يصير صانع القصص والعوامل الغريبة، الساحر الذي كنت تنظر إليه برهبة يصبح إنسانا مثلك يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يتأتئ ويحكي عن تفاصيل مملة :(، أكيد أنه حين يختلي بالورقة والقلم فإنه يرتكب أشياء جميلة في حق القارئ، أكيد أنه يطبخ التحف الفنية في مجاله، لكن عندما تشاهده يتحدث مباشرة فهو ليس أسطورة بعد الآن، إنه كائن من لحم ودم، شعور عجيب فعلا. أتذكر أن أحد الممثلين الشهيرين الذي نسيت اسمه (أنسى دائما جميع أسماء الممثلين.... ماعدا "توم كروز"...لا أحد ينسى إسم "توم كروز") دائما يتجنب الظهور للإعلام والحديث عن حياته الشخصية، وعندما سئل عن ذلك أجاب بأنه يريد أن يرتبط المشاهد أكثر بالشخصية السينمائية، وهذا يجعله يعيش أجواء الفيلم أكثر...فكرة قريبة مما أقصده، فمثلا لا أستطيع مشاهدة فيلم لـمونك وعدم التفكير في "لوكان ريّحت في لبنان ماشي خير؟" ، أن تجهل بعض التفاصيل لهو شيء جميل أحيانا.

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

لقاء القرّاء-الجزائر

السبت الماضي، كنت في حديقة التجارب "الحامة" بالعاصمة للمشاركة في شيء جميل تمت الدعوة إليه في فيسبوك، في البداية انتشرت منذ أيام قليلة صورة لتجمع 22000 قارئا في تركيا ، ألهمت الصورة الجميع، فحذت تونس حذوها بتنظيم لقاء مشابه بشارع الحبيب بورقيبة فكانت أيضا صورا جميلة، ومن هنا جاءت فكرة اللقاء حيث يجتمع الناس في مكان معيّن ممسكين كتابا و ببساطة يجلسون ويقرؤون، أيضا انتقلت الشرارة إلى كل من المغرب ومصر في الأيام القادمة. المبادرة كانت بعنوان: شعب يقرأ، لا يجوع لايستعبد.
القراء الأتراك في ملعب :)
وصلت الحديقة منتصف النهار، ساعة ونصفا قبل موعد اللقاء فاغتنمت الفرصة للتجول في أرجاء الحديقة التي استضافت يوما ما تصوير فيلم طارزان الشهير (حقيقة)، تذكرت هذا الأخير عندما شاهدت الحبال المتدلية من أشجارها العملاقة وكيف أن الحارس يمنعك من الإمساك بها وسحبها، يعني مادمت لست ممثلا أمريكيا وسيما تملك الملايين في حسابك البنكي (وهذا واضح من حذائي المهترئ) فلا، لا يمكنك اللعب بهذه الحبال والإدعاء بأنك ماوكلي. أيضا ألقيت نظرة على الأسماك الملونة في البحيرة القريبة، جميلة كانت، مثل مهرّج يتقن السباحة :) كانت إحدى النساء تطعمها "الشيبس"!! أخبرتها أن "ممنوع إطعام الأسماك" فأجابت بابتسامة أن "علابالي"، ذهلت فانصرفت.
في البداية أحسست وكأن هنالك سوء تفاهم عن مكان اللقاء حيث تناثر القراء هنا وهناك كل واحد في زاوية وحده، شيئا فشيئا تجمع بعض حاملي الكتب في الدرج العلوي بعد النافورة الثانية، فعلم الحاضورن من أجل الحدث أخيرا مكان الإلتقاء، هنا كنت قد التقيت باسماعيل وعبد الله، بعد محادثة خفيفة بدأنا بالقراءة، أو هكذا تظاهرنا! وصل العدد في هذه الأحيان إلى حوالي 80-100 وهو رقم تافه بالمقارنة بعدد الذين أكدوا حضورهم على الفيسبوك والذي وصل إلى أكثر من 2000 ، لكنه رقم عظيم كأول تجربة من نوعها في الجزائر،

الجالسون الثلاثة: اسماعيل وأنا وعبد الله
كملخص يمكن القول أن المبادرة جميلة جدّا، رغم ما شابها من مظاهر أتحفّظ عليها كنسبة القراءة بالفرنسية مقابل العربية، حسنا لنتجاوز هذه النقطة، ماذا عن الحديث بها؟ هناك خلل، وينبغي إصلاحه،
أتصور أن تنتشر مثل هذه المبادرات في كل ولايات الوطن، ولم لا يكون هنالك موعد شهري (مثلا في الـ20 من كل شهر) يلتقي فيه الناس من أجل القراءة؟ ثم تتطور الأمور إلى تبادل للكتب والتبرع بها؟ هذا ما أتمناه فعلا وأنا متفائل صراحة، ما أتمناه هو أن تبتعد الدولة عن التدخل في هكذا مبادرات، العفوية مطلوبة.
من جهة أخرى، إذا تأملنا في قوة الشبكات الإجتماعية فسنجد أنها تبرهن يوما بعد يوم على مزاياها الكبيرة، أنظر كيف أن صورة واحدة لمجموعة من القراء الأتراك في ملعب ما تؤدي إلى لقاء مماثل في أربع دول، ومازال العدّ متواصلا،
في الأخير بعض الصور:



لقد كنت هناك، لم يكن هنالك طعام مجّاني، رغم ذلك، كان الحدث رائعا
مصدر الصور: ناس نيوز

الخميس، 19 أبريل 2012

عن العنف في ملاعبنا

تبدأ بحفنة من الأطفال الذين يجرون وراء كرة رخيصة الثمن بكل براءة، يرون يوميا الكبار يتشاجرون في المقاهي وأمام شاشة التلفاز حول كرة القدم، يكبر الأطفال ويكبر معهم تعصّبهم الكروي، يصل الصغار إلى مرحلة تسمح لهم بالدخول إلى الملعب وهنا يكشّر المجتمع عن أنيابه، أؤمن أنك إذا أردت أن ترى أقبح ما في مجتمع معيّن: فقم بزيارة ملاعبه، وهذا ما ينطبق علينا، ستجد في ملاعبنا اليوم العنف والتعصب والسرقة والمخدرات و...ماهذه إلاّ مرآة دقيقة للآفات التي يعاني منها المجتمع ، فتظهر مفضوحة أمام الكاميرات، أين هي الأيام التي يحكي لنا عنها أباؤنا بل وشاهدناها على شاشات التلفاز لسنوات السبعينات والثمانينات، ترى الجمهور الجزائري في تشجيعه خلال تلك الفترة فرحا مصفّقا، السعادة واضحة على ملامح وجهه، أين اختفى ذلك الجمهور المسالم؟ سأخبرك، يربي الآباء أبناءهم على أن يصبحوا الأوائل في كل شيء، لا يهم ما هو هذا النشاط: دراسة، رياضة،..إلخ وياحبذا لو اقتصرت مطالب المجتمع على أن تكون الأوّل فقط، بل عليك أن تكره الخاسرين أصحاب المركز الثاني! مجتمع لا يعترف بتفاوت القدرات وتقبّل النتائج بعد بذل المجهود، بل ويربّيه على كره المتفوّق! المتفوّق أو الفائز قد فاز لأنّه شرير جدّا، ولأنّ الحَكَم لعين جدّا ، والعالم يتأمر ضدّه، هكذا هو التشجيع عندنا دون أي مبالغة، أيضا يجب أن لا نصبّ جام غضبنا على المشجعين الكرويين، حالة الإحتقان تملأ الشارع الجزائري كلّه، مجتمع أكثر من ثلثيه شباب، طاقات شبابية هائلة تنتظر أين تستغل، وفي انعدام مشروع واضح للنهضة، يحصل ما حصل في مبارات مولودية سعيدة-اتحاد العاصمة. وهذه نتيجة وتطوّر طبيعي لانعدام القنوات التي يعبّر فيها عن رأيه من جهة، والهوة بين طموحاته وطموحات من يحكمونه، لا أحد يستطيع أن يقنعني أن المسؤولين عن ارتفاع أسعار البطاطا لا يتحمّلون مسؤولية احتقان الشارع، وبالتالي، بشكل ما، مسؤولية عودة العنف في الملاعب، أقول عودة العنف، لأنّه مرّت بنا سنة أو سنتان بعد تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم، فكان ذلك الحدث كالمخدّر للجماهير، لكن لكل جرعة مخدّر نهاية، ولم تدم جرعة كأس العالم طويلا حتى عاد العنف إلى ملاعبنا، هل سنسمع عن محاكمات لمسؤولين عن هذه الأحداث؟ في الأحلام، ستقرأ على الجرائد بعد أسبوع عناوين من قبيل "القبض على مرتكبي مجزرة سعيدة" وسيكونون مجرّد شباب مراهقين لا يدركون ماصنعوا، هل بمعاقبتهم سيتوقّف حمّام الدم في ملاعبنا؟ قطعا، إنهم مجرد كباش فداء. الحل؟ لايحق لك أصلا أن تفكر في حل! إذا كانت العجلة موجودة فلا تضيّع وقتك في إعادة اختراعها، استغل ذلك الوقت في ابتكار محرّك يعمل بطاقة متجددة نظيفة، فقد سبقك إلى اختراعها الإنجليز وآخرون.
----------------
حزن وأسى ...بور سعيد إلى سعيدة
 قف..لا نريد بور سعيد في جزائرنا!

السبت، 14 أبريل 2012

stay human

الإسم: فيتوريو
اللقب: آريغوني
الجنسيّة: إيطالي
الســــؤال: ما الذي يفعله إيطالي في غزّة بحقّ الجحيم؟!!!!

"stay human"، أو "إبق إنسانا" ... هذه العبارة التي كان ينهي بها فيكتور آريغوني جميع مقالاته الصحفية المساندة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم عامة ، وفلسطين خاصة،
تبّا، لو بحثت في كلّ بقعة من لحمه ودمه ستجد عبارات ولافتات تصرخ بالحريّة والتحرّر وعدم الركوع للذل والإستعمار الإسرائيلي، بذراعه الأيمن وشمان: الأوّل كلمة "مقاومة" كتلخيص بليغ لـ36 من من حياته قضاها مقاوما، والثاني لـ"حنظلة"، صبي ناجي العلي الشقيّ الذي يذكّر العالم إلى الأبد بالعار الذي عليهم اتجاه فلسطين وشعبها، وعلى رأي كارلوس لاتوف ، فيتوريو الآن برفقة حنظلة في مكان أجمل بكثير من هذه الأرض

يلعب الصبية الفلسطينيون الغزّاويون بكاميراته الرقمية غالية الثمن فلا ينزعج، يشاركهم المرح واللعب في الصباح، ويساعد الصيادين قرب الشاطئ في المساء، جعل حياته مشروعا تطوّعيّا بالكامل خدمة للقضية الفلسطينية، عاش لها ودعمها بالمال والوقت والحبر وكلّ ما استطاعه، في مثل هذا اليوم 15 أفريل من العام الماضي..أعلن عن انتهاء مهمّة هذا البطل الثائر وتركه لتراب غزّة التي لطالما دافع عنها، غزّة التي أكل وشرب وعاش واختبأ مع شعبها، تضاربت الروايات عن قاتليه، "إسلاميون متطرّفون"..هذا ما أعلن في وسائل الإعلام، والواقع أنهم "لا إنسانيون متخلّفون"، رحل فيتوريو وقد أدّى ما عليه وزيادة اتجاه القضيّة، رحل ولم يمت، علّمنا التاريخ أن من عاش من أجل قضية لايموت إلاّ بموتها، قد يموت مدافعون عنها، لكن هيهات أن تموت القضيّة، واسأل الغزاويين عن ذلك.
ليس العجيب أن يدافع ويعيش إيطالي من أجل قضيّة عادلة، فالمفترض أن هذه طبيعة كل ذي فطرة سليمة، العجيب أن يبيع العرب والمسلمون قضيّة إخوانهم، فيكترث الأجنبي لها في حين يرفع العرب صوت الموسيقى، وصوت معلّق الكرة، عاليا كي يهربوا ويتناسو صراخ المعذّبين من أجل القضيّة!
رحل قبل عام، قتله من دافع من أجل حريّتهم وكرامتهم، أهذا جزاء الإحسان؟
قبل أن يموت، أجاب آريغوني عن سؤال: ما الذي يفعله إيطالي في غزّة بحقّ الجحيم؟!!!!
الجواب: he just stayed human .
-----------------------------

الجمعة، 6 أبريل 2012

عندما زارتنا لويزة

أتذكّر ذلك الخميس البارد منذ شهرين تقريبا، رأيت بوسترات معلّقة على الجدران تعلن أنّ السيدة لويزة حنّون الأمينة العامة لحزب العمّل -وعضوة البرلمان- قادمة إلى مدينتي..
كنت مع صديقي ومررنا بالمجمع الثقافي الذي احتضن لقاءها مع (الشباب)...سألت صديقي إذا كان يشعر بالملل، أجاب بنعم فدخلنا لنستمع إلى ما ستقوله السيّدة من باب قتل الملل ليس إلاّ،
 ولا يخفى على أحد أنّ اسم لويزة حنون له ثقل و هيْبة، يكفي أنها مرشحة للإنتخابات الرئاسية قبل أن أتعلّم أنا نطق عبارة "إنتخابات رئاسية"، على عكس ماتوقعته لم يكن هنالك تفتيش ولا حراسة مشددة فقط عون أمن هنا و حارس المجمع الثقافي هناك ربما يعبث بأنفه، دخلنا فوجدنا القاعة ممتلئة، ليست مكتظّة، فقط ممتلئة، حوالي 100 شخص أغلبهم شباب أعرفهم، شباب بطّال لا يفهم 99% مما تقوله هذه المرأة عن السياسة والخزعبلات، فقط تجده يصفّق عندما تستخدم السيدة استراتيجية (رفع الصوت) أو (تكرار نفس العبارة)، في أحيان كثيرة والسيدة حنون منهمكة في مهاجمة الإسلاميين ونشر المغالطات عنهم في تونس ومصر وليبيا تجد الشباب ينهضون دون سابق إنذار ليغنّوا أغنية ابتكروها في لمح البصر: "معاك يا لويزة، ديري حالة!" لأكون منفا لم أستمع سوى لـ20 دقيقة الأخيرة من كلمتها و تلخّصت في مهاجمة الإسلاميين في الدول العربية واتهامهم بموافقة على التطبيع مع اسرائيل وإلى حدّ الآن هذا لم يحصل، ومهاجمة السفير الأمريكي "لتدخّله في اشؤون الداخلية الجزائرية" على حدّ قولها وهذا ما ألهب الجمهور بالمناسبة. فعلا كان الحضور أقرب إلى جمهور الكرة منهم إلى شباب واع لما تقوله السيّدة، فقط ناس جاءت "تزهى"
عندما اختتمت كلمتها بدأ الجمهور بإطلاق الشعارات على طريقة الملاعب الكروية "لويزة حنون أعطينا الفيزا ! لويزة حنون أعطينا السكن !" وهي تحيّيهم متظاهرة بأنها لا تفهم مايقولون،

عنما انتهت كلمتها و انتهى الملتقى وتفرّق الجمع، إنطلقت هي بسيارتها الخاصة BMW الجديدة إلى وجهة مجهولة، وعاد الشباب (الزاوالي) بأرجلهم إلى الحائط والسيجارة، أعتقد أن العبارة الأخيرة تلخّص كل شيء.
------------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة
#لويزة حنون #برج منايل

عرس كروي في مقهى شعبي

إذا كنت جزائريّا من الطبقة الوسطى، (الطبقة الوسطى تعني أنّكم ممّن يخزّنون كيس عدس أو فاصولياء جاهزا لأيّ قطرات مطر تنزل أو موجات برد فجائية، وأنّكم تشترون أرخص مساحيق الغسيل لأنّكم تدركون أنّ ذاك القميص ناصع البياض الذي يعرضونه في الإعلانات مجرّد كذبة ناصعة البياض، فجميع مساحيق الغزيل لها نفس التأثير فلماذا أضيع نقودي؟ بالضبط! هكذا تفكّر جماعة الطبقة الوسطى،
وكونك طبقة وسطى يعني في أغلب الأحيان أنّك لا تشتري بطاقة الجزيرة الرياضية لمتابعة الدوري الأوروبي، فالمقهى الشعبي تحت عمارتكم الذي يستعمل إحدى أجهزة القرصنة الصينية يفي بالغرض،
مع اقتراب موعد أي مباراة بين ناديين أوروبيين كبيرين يجتمع الناس عند أقرب مقهى و يحجز كلّ شخص كرسيّين طبعا، الأوّل له، ثمّ يرفع الهاتف النقّال مذكّرا صديقه بمباراة الليلة فيحضر صديقه ليجد كرسيّا جاهزا بجانب صديقه...حركة مستفزة لكن الكثيرين يقومون بها! ويعمد صاحب المقهى إلى عدم توفير مقاعد كثيرة لسبب وجيه.
على العموم فأغلبية المتفرّجين يبقون واقفين، رأيت حتى من يتسلّق شجرة قريبة من المقهى فقط لأنّ مجال الرؤية أفضل مع اكتضاض المشاهدين،
 تنطلق المقابلة فتبدأ في سماع التحليلات الكروية العبقريّة، الأوّل معجب بذكاء المدرّب الخارق الذي جعله يدع أفضل لاعب في قائمة الإحتياط، بينما يصرّ الآخر أنّ المدرّب أبله معتوه وتاريخه يقول أنّه لم يدخل مدرسة في حياته -طبعا لا يمكنك أبدا التأكد من صحّة المعلومة- ثمّ يقسم بأنّه لو أمسك ابنه الصغير النادي ليدرّبه فإنه سيحرز نتائج أفضل، فعلا أراء كثيرة متباينة يا رجل!

قد تعتقد بأنّ مثل هذه المباريات هي نعمة ورزق وفير على صاحب المقهى، ليس بالضرورة، أغلبية المشاهدين لا يطلبون شيئا، لا قهوة و لا عصيرا، فقط يشاهدون المباراة وينصرفون! ربّما يستمتع صاحب المقهى بشيئ من الحماس و "الهول" الذي يقوم به المتفرجون أثناء تسجيل الأهداف أو ماشابه ، إلى جانب النسبة الزائدة القليلة من الربح الذي يناله من زيادة الزبائن، أتذكّر مرّة كنّا نشاهد مباراة للفريق الوطني حين إنقطع البثّ، فبدأ الجميع بالصراخ و الإنزعاج، صعد أحدهم إلى السقف ليصلح الهوائي فماكان من الجمهور إلاّ أن ألقى جام غضبه عليه : "أسرع!! ستنتهي المباراة!!" يا سلام، شخص يتطوّع لإصلاح الخلل فيتلقى الشتائم،
 فعلا في أحيان كثيرة يكون الجمهور مجموعة أوغاد عندما يكون الأمر متعلقا بمشاهدة مباراة للفريق الوطني، في مقهى شعبي، بجهاز قرصنة صيني، مجّانا.
------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة

السبت، 31 مارس 2012

رسالة شكر إلى سائق مجهول

أكتب هذه التدوينة لأشكر الإنسان الذي توقّف من أجلي بسيارته حين كنت أنتظر الحافلة على الطريق السريع وقد تأخّر الوقت....لا أعتقد أنك تقرأ هذه الكلمات لكن شكرا لك :)
من الأشياء الجميلة التي تقوم بها المخلوقات الجزائرية التوقّف للغرباء وإيصلاهم بالسيارة (dir stop) ، لا تربطك بالشخص صلة قرابة وربما لن تلتقي به مجدّدا في حياتك لكن رغم ذلك يسدي إليك معروفا ويتوقّف بسيارته، كلّما يحصل لي هذا الموقف أتفائل، من الملاحظات أيضا أنّ المتوقفين في الغالب هم أصحاب السيارات القديمة، لا تجد أبدا سيارة vw new أو mercesdes benz تتوقّف لتقلّ المتأخرين، الأغنياء أشرار!
يبدأ السائق بتجاذب أطراف الحديث معك -غالبا مواضيع سياسية-، يحكي عن سنوات التسعينات و عن الحكومة الفاشلة وعن الرئيس الذي (لايستطيع العمل لوحده) وعن الفاسدين في كلّ مكان، وطبعا يحاول أحد السائقين تجاوزه بشاحنته فيتحوّل الحديث إلى انتقاد لسائقي اليوم وكيف أنّهم يحصلون على رخص سياقة مزوّرة ولا يعرفون حتّى أبجديات السياقة!

 ركبت يوما مع أحد الغرباء الذي وافق على توصيلنا أنا و شخص غريب آخر.. وكان في ذلك اليوم مباراة كرة القدم للمنتخب الوطني، تحوّلت السيارة إلى استوديو تحليلي للمقابلة، نقاط قوّة الخصم و نقاط ضعفنا، التشكيلة المحتملة و الحلول المطروحة أمام المدرّب الوطني! فعلا تحسّ بأن لهذا الشعب أشياء كثيرة توحّده، ورغم انتشار الخوف واللاأمن هنالك دائما أناس شرفاء في هذه البلاد يتوقّفون لتوصيل الآخرين، وأنت ايضا إذا كنت تملك سيّارة، توقّف للآخرين وأوصلهم في طريقك، ربّما ينسى أحدهم محفظته المليئة بالنقود عندك فتنال الأجر ...والأجرة.
----------------
مصدر الصورة

الثلاثاء، 27 مارس 2012

تجربة بالدارجة

إيماجيني نكتب بلوق-بوست بالدارجة الدزيرية؟ وعلاش لالا؟
على من راح نحكي؟ ممممممم؟ خلاص لقيتها، نحكي على الكلمات لي يستعملوها بزّاف العباد، par example كاين عندي واحد فاميلتي يقول بزّاف " راك شايف كيفاش" وكي يزرب يجيبها (راك شاف كش؟) .. المشكلة أنّو يكثّر، تقريبا بعد كل جملة لازم يزيد هاذيك (راك شاف كش)..."اليوم الجمعة لازم نزربوا باش نلحقو الصلاة راك شاف كش؟"، "نروح للسوق نشري المعدنوس ونولّي راك شاف كش؟"، راك شايف كش راك شاف كش...راك شايف كش؟
كاين ثان لي يقول بزاف كلمة (تحير) .. راهي التسعة تاع الصباح ومازالك راقد؟ تحير! برد كيما هذا راك لابس دوميمونش؟ تحير! تحير تحير ، تحرحير تحير؟ تحير!
وكاين لي كيما حالتي يعرف كلمة ولا زوج بالفرونسي تلقاه وين يروح يعاودها (كاشما كان يقولوا يعرف لفخونسي) مثلا عبارة كيما (ce n'est pas la peine (c pas le piene ، كل حاجة مسكين يقول سي با لابان، هاذ الإنسان sure تطّفر فيه في الأعراس والمناسبات، الجماعة تجي تسربي اللحم وهو باش يبيّن روحوا بلي يعرف الفخونسي يقول لهم c pas la piene!
وكاين عباد قتلونا بكلمة "قتلتنا"، تروح ليه تقولّو "صباح الخير" يجاوبك "قتلتنا بصباح الخير" ، تكون لابس جين يقولّك "قتلتنا بالجين"، تجبد التيليفون "قتلتنا بالتيليفون" ، تقول salut يقولّك "قتلتنا بالفخونسي" ، تقول "مرحبا" يقولّك "قتلتنا بالفصحى .. يا أخ العرب" ،
كاين لي يعرف كلمة ولا زوج تاع anglais  تعلمهم من mbc max كيما "شِيتْ" ولا "دامن"، والمسكين في بالو معناها "تبّا لك" كيما تترجمها mbc ، آلور تلقاه كي يزعف "شِت" و كي يتقلق "دامن"!
آيا a la prochaine ان شاء الله (كتبتها صحيحة؟)

السبت، 24 مارس 2012

الكثير من الأشياء

على كوكبنا المتواضع 7 ملايير ابن آدم، و هذا حفظك الله عدد كبير جدّا، قد يكون أكبر من عدد حبّات الحلوى التي تناولتها منذ أن جئت إلى هذه الدنيا، 7ملايير نسمة تعني 200 مرّة عدد سكّان الجزائر، فكّر في الإحتمالات التي يمكن أن تنتج عن كلّ هذا التنوّع في العالم..تخيل أن 7 ملايير تعني: أنّ هنالك من يغنّي في هذه الأثناء، ربما هنالك من يقف فوق جسر عازما على الإنتحار، هنالك من يوشك على القيام بعملية سطو مسلّح، ربما، في مكان ما من هذا الكوكب هنالك شخص لديه نفس مشكلتك التي تفكّر في حلّها، لكن الفرق بينكما هو أنّكما اخترتما حلّين مختلفين لنفس المشكلة، ربما ستنجح أنت ويفشل هو، أو ربما كلتا الطريقتين تؤدّيان إلى النجاح...أو الفشل.
في مكان ما من هذا الكوكب ومن بين هذه الـ7 ملايير نسمة، هنالك من يتمنى أن تتوفّر له كلّ الأشياء التي تشتكي منها، أتحدّث عن الموبايل ذي الجودة المنخفضة وسرعة الإنترنت البطيئة، والعشاء الذي لم يعجبك، وفي المقابل هنالك من لن يصمد أمام ظروفك المعيشية لأسبوع ويعتبرها "غير إنسانية".
حسنا 7ملايير عدد قليل؟ لنكبّر لعبة التخيّل هذه أكثر، كم عدد كواكب في الكون كلّه؟ عدد قد لا يستطيع العقل تصوّره..لنفكّر في عدد الكواكب المأهولة منها؟ وكم عدد سكّانها؟ فعلا سيجعلك هذا التفكير تحسّ بأنّك شيء تافه، ”أعني...إذا كنّا بالنسبة لهذا الكون أقل من ذرّة رمل في صحراء واسعة، ما جدوى غسل أسناننا قبل النوم أصلا؟“
ترى هل هنالك إنسان في هذا الكون يكتب الضبط ما أكتبه أنا من حروف؟ ربما في بعد آخر من مجرّة أخرى في ظروف مختلفة من عصر آخر لأناس مختلفين؟ربّما! :)

الأحد، 18 مارس 2012

العكّازة التي اختصرت كلّ شيء

في تونس عندهم السي "أحمد هَرِمْنَا" صاحب مقولة (هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية)، في الجزائر عندنا الحاجّة الفاضلة التي ظهرت على قناة فرانس24، بعد إحتجاجات جانفي 2011 ، في كلمات قليلة اختصرت الحاجّة كلّ ما قالته المعارضة، وكل مالم تستطع أن تقوله المعارضة القراقوزية في الداخل والمنفيّة في الخارج، وكأني أرى شباب الجزائر بهمومهم ومشاكلهم وبالضغط الكامن داخلهم كلّه وهم ينتخبون الحاجّة لتتحّدث بدلا عنهم وتوصل صوتهم إلى العالم، فخرجت عبارات عفويّة بلهجة عاصمية محبّبة تحمل التحديّ والإصرار على التغيير والثورة على الفساد والإنحياز إلى الشباب والوعيد بمواصلة الرفض القاطع لسياسة البريكولاج والديباناج، نريد قيمة!، لخّصت بكلماتها أزمة الجزائر السياسية مباشرة بدون مداهنة، العكاّزة معوجة من فوق، المشكلة ليست مشكلة شعب، إنها مشكلة قيادة، من يقود هذا الشعب لا يلبي طموحاته، نريد قيمة! عدالة!
أجزم أن تقبيل رأس الحاجّة واجب على كل جزائري حرّ!
 الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=ttMnkSWrVDU&feature=related

السبت، 17 مارس 2012

ثمن التقدّم العلمي

الثمن: هو ما تدفعه مقابل الحصول على شيء يساويه أو يقاربه في القيمة،
من الطريف أننا في الجزائر كنّا نضرب المثل بكأس القهوة حيث كان ثمنه ثابتا: 10 دج، لكن بعد ارتفاع ثمنها صرنا لا نستخدم القهوة كمثال، فصار كوب القهوة يعتمد على "سعر البترول" و "مزاج الجنرال" و "وَالِدَيْ القهواجي".

التقدم العلمي*: هو تسارع الإختراعات والإكتشافات وإدخال التكنولوجيا إلى الحياة اليومية للناس الذي بدأ في 100 أو 200 سنة الماضية.
ماهو كأس القهوة الذي دفعناه مقابل تسارع الإختراعات وإدخال التكنولوجيا إلى حياتنا اليومية؟ عفوا..
ماهو الثمن الذي دفعناه مقابل التقدم العلميّ؟ في الأسطر القادمة سوف آخذ مثالا بديهيّا مستعملا بكثرة في حياتنا: السيارة. شيئ بأربع عجلات يقوده شيئ من المفترض أنه بلغ 18 سنة فأكثر (وفي بعض البلدان 16 سنة) حاصل على رخصة سياقة، أوّل انتشار لها كان في أوائل القرن الثامن عشر (على ذمّة الجدّة ويكيبيديا) واليوم ربما عدد السيارات يقارب عدد السكان،
ما هو الثمن الذي دفعه البشر مقابل هذ الشيء ذي الأربع عجلات؟ في الواقع لايزال يدفعه إلى الآن، لن أدخل في متاهة الدفاع عن كوكب الأرض والإحتباس والمش عارف إيه وكل تلك المواضيع المملّة المهمّة، أتحدّث عن ثمن مباشر أمام أعيننا،
حوادث المرور، حسب بعض الإحصائيات كل 30 ثانية هنالك حادث سير قد يودي بحياة ناس، لقد استغرقت حوالي 20 دقيقة لكتابة هذا المقال، يعني 40 حادث مرور فقط خلال كتابتي لهذا المقال ولايزال العدّاد يعمل! مخيف أليس كذلك؟ لكن لحظة...أنا هنا أتحدث عن سلبيات وسيلة من وسائل النقل، ماذا عن إيجابياتها؟ أليس هنالك سيارات إسعاف تنقذ الآلاف سنويّا؟ ماذا عن سيارات الإطفاء؟ طبعا لا يمكن أبدا أن نقارن بين عدد ضحايا حوادث المرور وبين من أنقذوا بسبب الوجود السيارات ومشيئة الله طبعا، من البديهي أنّ عدد الثاني مهمل أمام الأوّل، إذا كان كذلك: أليس التخلي عن السيارات واجبا إنسانيّا؟ حتى لو شدّدت الرقابة على رخص السيارات سيبقى الكائن البشري مهملا، حتّى لو دفعت ملايين الدولارات على حملات و فيديوهات تحسيسية حول الإنتباه وتخفيض السرعة، سيبقى الكثيرون يتحدّثون على الهاتف خلال السياقة، حتى لو رفعت الغرامات وسحبت آلاف الرخص سيبقى الكثيرون يسوقون تحت تأثير الخمر وسيتسبب الكثير من الحمقى في حوادث تودي بحياة أطفال بريئين...أو شيوخ أشرار لكن هذا ليس موضوعنا.
فكّر في الآلاف الذين كانوا سيبقون أحياء لولا اختراع السيارة؟ ماذا لو قرّر البشر أنهم لن يستعملوا السيارة ثانية، ستصبح الحياة أصعب قليلا.......حسنا ستصبح أصعب كثيرا، لكن على الأقل ستكون هنالك حياة أكثر! أم أنّ مخترع السيارة تنبّأ بأزمات السكن والتعداد السكاني المتزايد باستمرار فابتكر هذا الحلّ الشيطانيّ؟ همممم...
 لست هنا لأطالب بالتخلي عن السيارة والعودة قرنين إلى الماضي، أنا هنا أطرح تساؤلات، وتذكّر أن السيارة مثال بسيط فقط، قس عليها الكثيـــر من (أكواب القهوة)...عفوا نتائج التقدّم العلمي(!)
(Car) , Fast Bike Slow Car Accident 
مصدر الصورة 
------
*الذي قصدته طبعا هنالك تعريفات أخرى.

الاثنين، 12 مارس 2012

ماذا يخفي الآخرون في جيوبهم؟

إذا كنت تملك تلفازا فمن المؤكّد أنّك قد شاهدت فيلما أو مسلسلا كرتونيّا، حيث تخرج الشخصية الكرتونية أغراضا لا تتّسع لها الجيوب العاديّة، مثلا يخرج البطل من جيبه مدفعيّة عملاقة يضرب بها الشرير، أو ثلاّجة صغيرة يأخذ منه مشروبا منعشا أو صحن طعام من بقايا عشاء أمس، أعتقد أن الفكرة وصلت،
الجيب، ذلك الكائن الغامض..اختلف حوله العلماء، فالبعض يقول أنه من عالم الأخيار كونه ملجأ اليدين من برد الشتاء، وأنّه صاحب من لا صاحب له كما يقول المثل عندنا "صاحبي جيبي"، أيضا يحتجّ المدافعون عنه بالقول أنّه يقي الشخص من حركات اليد المحرجة الغير متناسقة أثناء المشي، فبدل الإنتباه لها طيلة الطريق كل ماعليك فعله هو إخفاؤها داخل الغمد،
 بينما يرى آخرون أن الجيب في الواقع أخطر ممّا قد يبدو عليه مستندين في ذلك إلى دراسة حديثة أجراها طلاّب جامعة *ضع اسم جامعة مشهورة هنا* وصلت إلى أن الجيوب قد تكون فعلا السبب في الإختفاء غير المبرّر لكثير من الأشياء الضائعة، أعني ألم تقل لنفسك من قبل "تبّا..لقد كانت 5 حبّات علك منذ لحظة في جيبي، والآن هي 3 !!" أو" أين اختفت قطعة الـ5 دنانير اللّعينة؟" أوّل ما نبادر إليه هو الإستنتاج أنّ الجيوب مثقوبة، هل ثقبت عن عمد؟ من ثقبها؟ أصلا لماذا يثقب الجيب؟ ما أعرفه أنّه مادمت لا تضع 8 كيلوغرامات من الخناجر داخله فلا سبب مقنعا يجعله ينثقب، هذا الموضوع يطرح تساءلا قد يبدو مخيفا لكن فكّر في إمكانية أن تكون جيوبنا فعلا شرّيرة؟ ذلك يعني أن كثيرا من قضايا السرقات غير المبرّرة قد يعاد النظر فيها، كم زوجة منزلا خُرِب بسبب هذه الجيوب -إن صحّ الأمر- الشريرة؟

إذا لم تكن تملك تلفازا فنصيحتي هي: أرجوك لا تشتري واحدا، سيجعلك تخرّف مثلي!

السبت، 10 مارس 2012

انتهت الإمتحانات

يقولون أنّ كتابة "مقدّمة" موضوع هو أصعب شيء، أنا واثق أنّ ابن خلدون لا يوافقني في رأيي لكنني أعتقد أنّه أسهل من ذلك بكثير، وذلك ما سأفعل الآن..سأكتب مقدمة:
.
.
.
 مقدّمة !! THIS IS
الآن بعد أن فعلت، سأنتقل إلى الجزء الأهم وهو صلب الموضوع، لم أكتب في هذه المدونة منذ ما يقارب الشّهر، ولست آسفا ولن أعتذر من أحد طبعا، يا أخي مالي و أنا حرّ فيه :) أيضا كنت قد طرحت فكرة الإبتعاد عن تويتر لمدّة شهر ، تجاوب معي صديقان، إنتهى الشهر ولازلنا مستمرّين في ذلك، تحيّة لهما :) (قد أعود إلى تويتر هذه الأيّام، أو قد لا أفعل!) فعلا هي تجربة تستحقّ الخوض، صفاء ذهن أكبر، وقت أكبر مما يتيح لي التفكير في الشيء المميز القادم الذي أنوي ارتكابه خاصة وأنّ فترة الإمتحانات قد انتهت. ماذا أيضا؟ نعم ، قرأت أمس كتاب "مزرعة الحيوان" إقترح عليّ قراءته أخ كريم من تويتر قبل فترة، فعلا جورج أرويل كاتب القصّة عبقري ، تستحقّ القراءة فعلا،
 
فكّر جيّدا..لو أتيحت لك 30 ثانية لتتحدّث في التلفاز إلى الـ7 ملايير نسمة الذين يعيشون على هذا الكوكب، ما هي الملابس التي سترتديها؟ D:  أمزح..ما الذي ستقوله لهم؟ أجبنا في التعليقات :)
فقط..هذا ما في جعبتي الآن، إذا كانت لديك فكرة مجنونة، أو اقتراح، أكتبه في التعليقات.

الأربعاء، 15 فبراير 2012

and remember when..

وتذكّر عندما كانت البراءة تقطر من عينيك، وكان السياج المحيط بحديقة منزلك هي حدود الكون، والدرج الذي تخفي فيه أمّك الحلويات كي تتناولها مع الحليب صباحا هو جنّة الأرض،
في نفس الوقت الذي كنتم تستمتعون يوميّا بشراء الحلوى رخيصة الثمن، كان هو يصبر على مشاهدتكم تتلذّذون بها، ولكن بعد بضعة أيّام من توفير مصروفه، اشترى أخيرا علبة الشكولاطة الغالية التي كنت تنظرون إليها بإجلال و قدسية زاعمين أن ثمنها لا يُدرك، على كل حال لقد كان كريما وتترككم تتقاسمون أنتم الأربعة قطعة واحدة من بين 15 قطعة في تلك العلبة.
ويوم انفجرت كرة القدم التي تعوّدتم اللعب بها مستعملين الحجارة كمرمى تسجلون فيه الأهداف و تدّعون أن كل هدف يمرّ بجانبها لا يحتسب، عدتم إلى المقاعد المصنوعة من تراكم بلاطوهات البيض ولعبتم ورق العائلات السبع،
وعندما كنت في طريقك إلى المدرسة تتظاهر بأنّك تُجري سباقا مع السيّارات العابرة، وما إن تتوقّف إحداها بسبب مطبّ أو حفرة، تسبقها، فتدخل المدرسة مفتخرا أمام زملائك بأنّك سبقت سيّارة سوداء تشبه سيّارة جاركم خليل إلاّ أنها أصغر بقليل، أم أنّها كانت درّاجة ناريّة؟ لا يهم.
 هل كنت تلك الأوقات بذلك الجمال أم أنّه وهم الماضي وسحره؟

الاثنين، 13 فبراير 2012

مثلّجات

في المناطق الشمالية الوسطى للجزائر وبالتحديد في الولاية التي أرتكب فيها فِعْل الحياة، لسنا متعوّدين على هطول الثلج بكثرة، لنقل أن آخر مرّة هطل فيها الثلج هنا كان قبل 7 سنوات، هذه السنة أعاد السّيد ثلج زيارته الباردة لنا، حاملا معه أزمة في الحليب و الخبز والكهرباء و الماء و أهم شيء: الغاز. في بلاد الغاز ماكاش الغاز..
تخيّل تروح للحفاف يقولّك ماعنديش مقص، ولاّ تروح تفليكسي يقولّك كاين غير ليكوش 2éme age،
المهم لكي نخرج من السوداوية الّتي تتناقض مع بياض الثلج (اللّون و ليس قصّة snow white) سأتحدّث عن بعض المظاهر التي تحدث عندما يزورنا عمّو الثلج،
  • حتّّى القمامة تصبح منظرا طبيعيّا:
أعتقد أن الجميع يلاحظ ذلك، حتى النفايات عندما تغمرها الثلوج تصبح أشكالا غريبة بيضاء، حيث يحوّل البياض القمامة من مناظر كريهة إلى مناظر جميلة، (ملاحظة مهمّة: هذه الخاصية تعمل على مستوى حاسّة البصر فقط، حاسّة الشم شيء آخر)
  •  الثلج مناسبة طقسيّة:
عندما يهطل الثلج هنالك من يعتبرها مناسبة تستحقّ الإحتفال كعيد الأضحى مثلا حيث يلتقي بك فيسلّم عليك ويسأل عن أحوالك و أحوال العائلة و البيت، رغم أنّه نفس البني آدم الذي كنت بالأمس فقط تتّكئ معه على نفس الحائط، ولا يفصل بين لقائك به إلاّ 8 ساعات تاع النوم.
  • الصديق الذي حكايته كلّها (البررررد):
البرد! نعلم ذلك، تريد أن يهطل ثلج دافئ مثلا؟ طبعا يجب أن يكون هنالك حدّ أدنى من البرد كي لا يذوب الثلج وجميعنا نشعر به في أطراف أصابع قدمينا ويدينا، هذا الصديق يعتقد أنّه الوحيد الذي يشعر بالبرد وأنّه الوحيد الذي لايلبس مايكفي من الثياب.
  •  الصديق العكس:
هذا الأخير يحاول إظهار شجاعته حيث يحاول إقناعك بأنّه لا يشعر بالبرد بل لايوجد برد أصلا! (ماكاش البرد نتوما لي راكم تزيدو من عندكم) بل وقد يصفكم بالضعفاء لأنّكم إرتكبتم جُرم "الشعور بالبرد"! 
  • تلقى واحد يمشي بالبانتوفة:
وسط هذه المعركة بين الصديق البردان والعكس تجد أحد العباد يمشي فوق الثلج مرتديا قميصا خفيفا و بانتوفة على رجليه غير مكترث، لكن بعد 5 دقائق تجده يقفز كالضفدع هاربا إلى أمّه.
  • ماعلابالوش بالثلج:
إذا قصدت غابة أو جبلا تستمتع فيه بالثلج مع أصدقائك فستجد العباد من هذه النوعية، ما إن تصلوا إلى الغابة حتى يقول: واااو! الثلج يا راجل!رائع!! أوكي هيا نعود إلى المنزل.
  • أخذ صور مع الثلج: 
من الجميل أن تأخذ بعض الصور كذكرى للثلج و ربما تنشرها على الفيسبوك، لكن بعض الأشخاص عليهم أن يفرّقوا بين (أخذ صور للثلج) وبين (أخذ صور لأنفسهم ..ولابأس بقليل من الثلج)، عكس ماقد تظن:لا أحد يريد صورتك، الجميع يرد مشاهدة الثلج.
 وفي الأخير..صورة للذكرى (ضربتها بوحدة على صدري D:)


الأحد، 12 فبراير 2012

ورحل السكندري

”كل شعوب العالم لا تعرف ماذا يحدث فى المستقبل إلا الشعب المصرى فإنه لا يعرف ماذا يحدث الآن“
”حضرتك مواطن على عينى وراسى لكن ليس لدرجة أن تتصرف كمواطن وتصدق نفسك“
 ”الوطن: هو هذا المكان المقدس بالنصوص والمكدس باللصوص“
-من أقوال جلال عامر.
يمشي مع صفوف المطالبين بالعدل و الكرامة والحريّة وفجأة يحدث ما كان مقدّرا: إنتهت مهمّتك هنا، حان الوقت لكي ترتاح في مكان أرحم.
 http://shabab.ahram.org.eg/MediaFiles//rrrrrrrrrrr_25_9_2011_13_30.jpg
بعد إبراهيم الفقّي أوّل أمس ها قد رحل شيخ الساخرين الإسكندري. سنفتقد إطلالته اليومية علينا في الصحف وككلّ العظماء الذين لا نكترث لهم خلال حياتهم ونكرّمهم إيما تكريم بعد وفاتهم، "أدعوك لأن تعلقّ على قبره عرجونا" بقرأتك لشيء من روائعه التي كتبها وأن تدعو له بالرحمة بعدها :
- الظلم بالقانون
- سوف نعبر هذه المحنة 
- بكالوريوس فى حكم الشعوب 
للمزيد هنا
وعباراته الحكيمة الساخرة اللاذعة على تويتر مجمّعة في صفحة واحدة هنا
اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.
-----------------
الصورة

الجمعة، 10 فبراير 2012

الكثير من الدماء

ماهذا الهراء الذي يرتكبه البشر؟
الإنسان عليه أن يأكل ويشرب، يوميا، البعض أيضا مضطرّ للتدخين يوميّا، أستطيع أن أفهم ذلك..لكن لماذا ارتكاب المجازر لا يتوقّف أبدا؟ عشت على هذا الكوكب لمدّة لابأس بها .. ليست طويلة كفاية لكي أحكم لكن يمكنني القول أنّ طوال فترة إقامتي على هذا الكوكب لم يتوقّف البشر عن قتل بعضهم البعض، فعلا..هل شغّلت التلفاز في يوم من الأيّام وقابلتك المذيعة بخبر من قبيل: "مفاجأة! لم يقتل أحد أحدا اليوم! توقّفت المجازر!"، إنّ المذيعة لا تفعل ذلك أبدا..إنّها تتعمّد وضعك في مزاج سيئ، حتى لو لم يمت أي أحد بسبب مجازر أو حروب فستطلّ عليك قائلة "نذكّر بأنّ 34 مدنيّا قتلوا الأسبوع الماضي في مواجهات عنيفة بمدينة...." ، أو "ويحيي اليوم سكان منطقة مش عارف إيه الذكرى الـ 9 لمجزرة مش عارف إيه الّتي راح ضحيّتها مش عارف كام..."
آلة القتل لا تتوقّف، بدأت أؤمن أنّ آلة القتل هذه مستحيل أن تكون من صنع الصين، إنّها لا تتعطّل أبدا!
أنا خائف من اليوم الذي سأرى فيه الجثث مبعثرة و الأشلاء تتطاير أمامي فلا ألقي لها بالا، فقد تعوّدت على ماهو أسوء على شاشة التلفاز وفيديوهات اليوتيوب!
أخاف اليوم الذي أجد فيه ميّتا أمامي فأردّ قائلا: "repost" أو ربّما "cool story bro !"
ليكن الله مع جميع المظلومين، ليكن الله مع السوريين.

الأربعاء، 25 يناير 2012

قلب اللّوز

في طريقي إلى الثانوية صباحا، وأنا أمشي بكلّ وقار مدّعيا الجهاد في سبيل طلب العلم خاصة مع البرد القارس هذه الأيّام، والواقع أنّي لا في جهاد لا والو بل ذاهب إلى هناك فقط كي ألتقي بالرفاق فأتظاهر بأنّهم رائعون ونكاتهم مضحكة جدّا طول اليوم، حتى يدقّ الجرس لأعود إلى المنزل وهكذا دواليك.
anyway ، في طريقي إلى الثانوية صباحا أمرّ بأحد المقاهي الشعبية، في الصباح الباكر يكون هذا المقهى ممتلئا بالعمّال الذي يطلبون قهوة يبدؤون بها يومهم الشاق، مايلفت انتباهي هو أحد الرجال الذي يطلب دائما قطعة قلب اللّوز،
يعتدل الرّجل في جلسته، ويرتّب الملعقة بأناقة أمام قطعة قلب اللّوز ثم يستمتع بالنّظر إليها لدقائق.. إنّ هذه القطعة تمثّل له كل قيم السعادة والجمال والرضى والسلام العالمي وحل مشكل التضخم في العالم، جمال وأسرار الكون وحلاوته كلّها تتجسّد في قطعة قلب اللّوز، وكأنّ الخير الموجود في هذا العالم كلّه يحضّه على تناولها، إنّك بأكلك لها تسدي خدمة للبشرية! كُلْها فالشرّ في هذا الكوكب يحسدك ويتمنّى أن يحصل شقّ في الأرض يبتلع الطاولة وما عليها قبل أن تنعم بها الخلايا الحسيّة الموجودة في لسانك، قمّة الإستمتاع بالشيّء قد تصل إلى حدّ ذرف الدموع!، تلك اللحظات التي نقضيها في الإستمتاع بشيء من متاع الدنيا بكلّ صدق كاف لأن يحفّز شيئا من هرمونات السعادة في جسدنا، فعلا الكائن البشري لا يحتاج إلى الكثير لكي يشعر بالرضا والسعادة الداخلية،
هنالك من يجد سعادته الداخلية في ممارسة هوايته المفضّلة، وهنالك من يجدها في ركعة لربّه عزّ وجلّ، هنالك من يجدها عندما يشتمّ رائحة الشوكولاطة من النوع الفاخر -مثلما أفعل أنا- وهنالك من يجدها في قبلة على جبين والده -تمهيدا لأن يطلب منه مبلغا من المال ليشتري به قطعة قلب اللّوز-.
*خاتمة*
-------
قلب اللّوز هو حلوى جزائرية تقليدية يكثر استهلاكها في رمضان.

الأحد، 22 يناير 2012

الـpassat وأبو نوّاس

درسنا في مادة الأدب العربي كيف أنّ تيّارا من الشعراء بقيادة أبي نواس كان يدعو إلى التجديد في الشعر العربي وترك مظاهر الشعر الجاهلي كالتغنّي بالأطلال ووصف الناقة والصحراء والتغنّي بالحرب ..، كون أنّ شعراء العصر الحالي -العبّاسي- يعيشون ظروفا أحسن و أحوالا مختلفة انتشر فيها الترف والقصور والأمن ..
تقريبا نفس الظاهرة تتكرّر في هذا العصر حسب رأيي، تجد من يرى الجمال في الطير و الورد و الزهر و"عبق الياسمين" و"ندى الفجر" و رحيق اللّيمون...ومش عارف إيه،
تخيّل معي هذا المشهد:  حديقة من الورود الملوّنة تطوف حولها فراشات يحاول جرو أبيض صغير الإمساك بها...إنّها شاعريّة زائفة، عندما تشاهد المنظر الأخير ستتمنى فقط أن لا يقترب الجرو منك وأن لا يكون مصابا بـأمراض هذا العصر المعدية، ربما لن تلاحظ أبدا الفراشات فدماغك شارد يفكر في تحديثات تويتر التي ضيعتها والإيميلات التي لم يتسنّ لك الوقت كي ترّد عليها وهذا كلّه بسبب جرو وحفنة ورود، هذا إن لم تلتقط صورة لكلّ هذا و تنشرها على تويتر باستخدام هاتفك الذّكي!
هل وصلت الفكرة؟ الجمال الذي كان يلاحظه الإنسان في الشجر و الحجر والورد والجرو الأبيض الصغير قد ولّى زمانه، إنّه زمن التقنية،
http://www.carenvy.ca/wp-content/uploads/2009/03/vw-passat-cc-2-big.jpg
الآن تخيّل معي مشهد جهاز الـps3 الأبيض جنبا لجنب مع العملاق xbox360 مع آخر نسخة من الـwii  ، أو سيّارة VW آخر طراز ، معروضة تلمع وسط ذهول المشاهدين، لا أعرف رأيك لكنّي أكيد سأعجب بالمشهد الآخير أكثر من الجرو أبو فراشة.
معايير الجمال تتغيّر من عصر لآخر، لا أقصد أن مشهد الورود والفراشات قبيح، لكن إذا كنت سأختار هديّة لإحدى قريباتي اللّواتي وضعن مولودهن حديثا ، فأوّل ما سأفكّر فيه هو حساب مدفوع premium account على الرابيدشير أو استضافة لمدّة عام، قبل التفكير في حفنة من الورود.
========
مصدر الصورة

السبت، 14 يناير 2012

10 مبادرات يمكنك القيام بها دون الحاجة لأن تكون وزيرا


هذه التدوينة مشاركة في يوم التدوين الجزائري، موضوع هذه النسخة: من أجل الجزائر نبادر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
مجموعة من الأفكار الّتي -أعتقد- يمكن أن نبادر من خلالها لجعل الأمور تسير إلى الأفضل هنا في الجزائر، مبادرات يمكن أن يقوم بها المواطن البسيط، بدل قراءة الجريدة وانتقاد قرارات السلطة السياسية، يمكننا -جميعا مع بعض- القيام بهذا:
  •  التحرّك: 
إنتقاد المظاهر السلبية أمر جيّد، لكن التحرّك أمر رائع، كل شخص له ظروف و محيط مختلف عن الآخرين، و كل واحد عليه أن يبتكر طريقة يبادر بها من أجل الجزائر تتماشى مع ظروفه، القليل الكلام و الكثير من العمل يمكن أن يحدث -ولو قليلا- تغييرا.  
  • النظافة:
هل هنالك "أشياء" غريبة الشكل ورائحتها "غير رائعة" أمام بيتك؟/في حيّك؟ يمكنك أن تلعن البلدية ليل نهار وتصبر على الرائحة "غير الرائعة"، أو يمكنك التعاون مع أحدهم لإزالتها و سينضمّ إليك باقي الجيران. في نفس الوقت، أرسل رسالة إلى مصالح البلدية تخبرهم فيها عن المشكل.
  • الإرشاد:
الكثير من الأفراد (كبار السنّ مثلا) لا يعرفون بعض حقوقهم، أو لا يعرفون كيفية استخراج الوثائق الرسمية أو التعامل مع البنوك، بادر إلى إرشادهم في إتمام معاملاتهم، سيربح الكثير من الأشخاص الكثير من الوقت بسببك. وقد تحصل على حبّة (حلوى تاع الرّيح) من أحد الشيوخ.
  • التطوّع:
هل هنالك جميعة تطوّعية في حيّك؟/ قريبة منك؟ لا تخف.. ليسو دائما في حاجة إلى المال، أحيانا يكونون في حاجة إلى أشخاص لحمل أو ترتيب "الأشياء" (مقاعد، طاولات، طعام..) ، و أحيانا يحتاجون مشاركة أشخاص لزيارة مشفى/دور للعجزة، بهذه المبادرة سيزيد ترباط طبقات المجتمع. و سيتحسّن مزاجك. 
  • روح التفاؤل:
لا فائدة من المزاج السيّء و الإكتئاب العميق على مدار الساعة، شيء من الإبتسامة وقليل من الضحك لن يقتلك، صدّقني، بل سينشر جوّا من المرح في أوساط المجتمع وسيزيد من الطاقة الإيجابية لديه ومن إنتاجيّته، إبتسامتك قد تجعل أحد المواطنين يشعر بالرّاحة فيمتنع عن ضرب زوجته هذا اليوم.
  • القراءة:
القراءة هي (أفضل شيء في الوجود)، كلام مللناه و سمعناه كثيرا ألف مرّة، حتى لو كنت غير مواظب على القراءة، حتى لو كنت تكره المطالعة، حاول أن تحبّب الأطفال الذين حولك في المطالعة، هل اقتربت ذكرى مولد أحد الأطفال الذين حولك؟ إشترِ له كُتُبًا ملوّنةً وعندما ينتهي من قراءتها إِنْصَحْهُ بأن يهديها لأصدقائه، هذه المبادرة لصالح المستقبل، إذا قرأ الأطفال اليوم..فسيعرفون حقوقهم غدا، لن يخدعهم أحد غدا.
  • إدعم الوطني:
هنالك الكثير من المواد الغذائية و الملابس المصنوعة محليّا، السعر مرتفع قليلا؟ الجودة منخفضة نوعا ما؟ شراؤك لها بدل المنتوجات الصينية -حسب الإستطاعة طبعا- هو دعم للإقتصاد الوطني ودفع لعجلة التنمية ومحافظة على مناصب شغل لمواطنين، بدعمك لها تتحسّن جودتها ويتناسب سعرها مع الوقت، هل هنالك فيلم جزائري جديد في السينما؟ إذهب وادفع ثمن التذكرة وشاهده، هل هنالك موقع جزائري مهتم بالسياحة مثلا؟ قم بالإشهار له و تعريف من حولك به، هل دخلت موقع أنترنت جزائري و وجدت فيه أخطاء إملائيّة/برمجيّة؟ إتّصل بصاحب الموقع و أخبره. كن إيجابيّا
  • نصائح باسم:
طرح باسم وسائل مهمّة وجميلة، تمكّن الفرد من المبادرة في محيطه، بساطة هذه الطرق تجعلها قابلة للتطبيق في أيّ زمان ومكان، ألق نظرة عليها.
  • كن مزعجا:
أزعج الآخرين، لا تصمت، عندما ترى أحدا يرمي "أشياءا غير جميلة" من نافذة سيّارته إذهب إليه، أحرِجه و ألقِ عليه محاضرة في الاخلاق، عندما تلاحظ أغراضا غير منظّمة أو مظاهر سلبيّة -كالتدخين- في الأماكن العموميّة فأزعج المسؤولين واجعلهم يشعرون بالذنب، ستبدو شخصا مزعجا، لكن من يهتمّ بالمظاهر؟! صح؟؟
  • نَعَمْ:
 أن تكون وزيرًا فهذا شيء جميل، نحن نشجّعك على ذلك، لكن يمكنك أن تقوم بهذه المبادرات من أجل وطنك دون الإضطرار لأن تكون وزيرا أو صاحب قرار. 
  • وشُكْرًا.
 إذا أعجبتك المشاركة، يمكنك التصويت عليها من هنا