السبت، 17 ديسمبر 2011

لست ضدّ هالة صدقي

لست ضدّ هالة صدقي، أنا ضدّ المهرجان أصلا!
احتج مجموعة من الشباب الجزائريين على مشاركة هالة صدقي في مهرجان وهران بسبب تصريحاتها خلال الأزمة الكروية بين الجزائر و مصر التي اعتبرها الشباب اهانة للجزائر و الشهداء و الوطنية و الثورة و العزّة و الكرامة و البطيّخ و البرتقال و مش عارف إيه ..إلخ

آسف لا أعلم أصلا من تكون هالة صدقي هذه، ولا أعلم ما قالته بالضبط عن الجزائر أو عن الشهداء الأبرار خلال الأزمة التافهة بين الجزائر ومصر خلال الأحداث الكروية الشهيرة في 2009، كما أنني لست من مرتادي ولا متابعي المهرجانات الثقافيّة والغنائيّة والتمثيليّة و كل تلك الأشياء التي على وزن "فعائليّة"، أعجبني كمّ الوطنية التي يتمتّع بها الرّافضون لتواجد هالة صدقي في الجزائر وأعضاء هذه الصفحة، لا أشكّ في نياتكم لكن أخالفكم الرأي،
هذه التدوينة يمكن اختصارها في جملة: لست ضدّ أن يزور أي مصري الجزائر، بما فيهم هالة صدقي أو أي مصري.

 السؤال الذي يطرح نفسه: هل تريد الجزائر علاقات جيّدة مع مصر؟ هل يريد الشعب الجزائري علاقات جيّدة مع الشعب المصري؟
سأفترض أن الإجابة نعم : 
إذا كان الشعب الجزائري و المصري يردّان علاقات جيّدة بينهما، خاصة بعد الثورة المجيدة في مصر و التي أطاح بالنظام الفاسد الذي كان من مصلحته تأليب الرأي العام المصري على أي شيء (حتى الجزائر) المهم أن يهتم الشعب المصري بأي شيء غير التوريث، لقد قامت الثورة المصرية على يد شباب مثقف واع "زيّ الفل" كما يقولون بلهجتهم، و كم سررت عندما شاهدت العلم الجزائري يرفرف في ميدان التحرير:





يا ناس : الثورة تجبّ ما قبلها، إنتهى عصر مبارك، إذا كنّا نحن الجزائريون نريد أن نكون مع الشعب المصري بعد الثورة شعبا واحدا فسننى كل ما قاله المصريون خلال تلك الأيّام التافهة، و رجاءا لا تتحدّث عن الشهداء لأنّهم اليوم يرقدون في سلام و نحن نتاجر بدمائهم " أوووه يا إلهي لقد سبّوا الشهداء!! يا إلهي لقد قالوا كلاما خطيرا عن الثورة !!" بالله عليك هذا كلّه كلام لا معنى له، النظام السابق كان يستخدم الفنانين و الإعلاميين و أي شخص لكي يشغل الرأي العام عن قضية التوريث و هذا أمر بديهي، لا أحد يمكنه أن ينال من شرف الشهداء و لا أحد ينكر الدور المصري خلال الثورة الجزائرية و هذه ليست حصّة تاريخ مملّة لكي أشرح لك كيف ان المصريين إخوة لنا في الإسلام ...إلخ إلخ إلخ  .. في المقابل هل نسيتم كمّ الأغاني الجزائرية التي تسخر من اللهجة المصرية؟ إذا كنّا سنمنع دخول هالة صدقي إلى الجزائر فهل ستقبلون منع رضا سيكا (صاحب الاغنية الشهيرة) من دخول مصر؟ هل ستقبلون منع رضا سيتي 16 إلى مصر؟ هل سنعيد سينارويو التراشق بالأحذية في أتفه صوره بين صحافتنا و إعلامهم؟ يا ناس نحن أخطانا و هم أخطأوا و انتهى الأمر و نحن نتطلّع إلى تقوية العلاقات الوديّة بين الشعبين، نحن في 2011 عام التغيير، تغيّروا يا ناس يغيّر الله ما بأنفسكم، دعكم من هذه الهالة صدقي و غيرها، لننظر للأمام، لننسى كل ماقالته هي و غيرها و لننسى كلّ ما قلناه عن مصر و أهلها و لنبدأ صفحة جديدة بيضاء!
كان عليكم قبل أن تطالبوا بطرد هذه الهالة من الجزائر أن تطالبوا باستغلال أموال هذا المهرجان المشؤوم لخلق فرص شغل للشاباب البطّال و للقضاء على الفقر و التنمية ..إلخ!
سأفترض أن الإجابة لا : 
رجاءا واصلوا الهتاف: مصرائيل ..مصرائيل!
ملاحظة: يؤسفني أن تقول وزيرة في الحكومة الجزائرية أنها ستحارب الإسلاميين بكل الوسائل، ثمّ أجد حملة في الفيسبوك لطرد هالة صدقي ! هو هالة صدقي هيّ اللي قالت أنّها حتحارب الإسلاميين .. ولاّ البتّ كان اسمها خليدة؟ الله!

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    يشرفني أن أكتب أول تعليقاتي على مدونتك الرائعة والتي هي من أهم الروابط في مفضلتي .
    فعلا أخ عبدو هناك من يتشبث كثيرا بالماضي (الماضي السيئ)على وجه التحديد لأن أيام الجنون تلك كانت وصمة عار لكلا البلدين ونتمنى أن تبدل تلك الصفحة السوداء بصفحات ناصعة البياض للمصريين والجزائريين .

    والله يخرب بيت الجريدة اللي خلاتك تكتب المقال (إذا كانت فعلا هي) واللي خلاتني أكتب هذا التعليق .
    والموت لكل فتان على وجه البسيطة.

    ردحذف
  2. حقيقة ليس لي رأي بشأن حضورها من عدمه.ولكن أنا أرفض مهرجانات تبذير الأموال ككل.وفي ماذا ستنفعنا مثل تلك المهرجانات.ولماذا نحصر الثقافة في الغناء والأفلام والمسرحيات.؟شكرا عبدو على طرح القضية رغم أني خرجت عني الموضوع فإعذرني.

    ردحذف
  3. اختزال عداواتنا في أشخاص لن يحلها ويجعلني لا ننتهي من نسج شبكة عنكبوتية للكراهية كل يوم، هته المسمّاة هالة لا تساوي شيئا في مصر العظيمة، ونحن نعطيها حجما أكبر كما أعطيناه للكاريكاتوري الدنمركي و مجلته، صار الناس عرفونها وقد كنوا يجهلون، أنا أدعوها للحظور ولن أحظر حفلتها وكفى. التساؤل هنا لماذا صدورنا ضيقة إلى هذا الحد؟ مسلمون ملتحون يعيشون في أمريكا بعد هجمات سبتمبر، وفنانون مباركيون فضح كذبهم ولا يزالون يعيشون في مصر.. أنحن أضيق الشعوب صدرا؟!
    بالمناسبة، تبّا لخليدة تومي

    ردحذف