الجمعة، 23 ديسمبر 2011

تعبير زائف!

لا يتمالك نفسه، لديه خلل في تقدير الأمور، يضحك و ينزعج في الوقتين الغير مناسبين ، مرّة أخبروه بأن فلانا أبا فلان جاره قد توفي فابتسم ، ثم نظر إليّ وقال : "كل نفس ذائقة الموت، متى موعد المباراة اللّيلة؟"، لم يبدو عليه الحزن أو الفرح لكن الإبتسامة دائما تخونه، إنّها كالضيوف المزعجين: دائما يأتون عندما يكون البيت مقلوبا عن آخره، هل سمعت عن ضيف أتى في الوقت المناسب؟ جاء فوجد الصالون في أبهى حلّة وفوق المائدة صحن من الفاكهة و الحلويّات معدّة مسبقا و صاحب البيت في لباسه الأنيق، هؤلاء الضيوف دائما يختارون الوقت الذي تجتمع فيه العوامل الثلاثة: البيت يعني من فوضى كبيرة+صاحب البيت مايزال في ثياب النوم+ نفذت الحلويات و القهوة، هكذا كانت ابتسامة صديقي، كالضيف المزعج (أعتقد أنني بالغت في وصف مشكلة الضيوف..!).

أحيانا أجلس مع صديقي هذا و يأتينا صديق ثالث بخبر مؤسف يتعلّق بدرجات الدراسة أو رسوبه في مادّة ما، ماذا يفعل صديقي هذا؟ نعم! يضحك! ليست شماتة أو أي شيء من هذا القبيل، صديقي هذا فقط لا يتحكّم في مشاعره ولا يستطيع اخفاءها، دائما ينزعج من النكت السيّئة فيما نحاول نحن تصنّع الضحة كي لا نحرج صاحبها، دائما نحاول تصنّع الحزن حين يأتينا خبر عن مقتل أناس أبرياء في العراق أو فلسطين ، فيما لا يكترث هو، سابقا كنت أشمئزّ من هذا الشيء الذي يعتبر "ناقص إنسانية" أو "قلّة أدب" على اقلّ تقدير.. لكن بعد التفكير مليّة، أعتقد أنني أحسده، على الأقلّ هو صادق في مشاعره، لا يتظاهر، في المرّة القادمة عندما أراه حزينا فسأعلم أنّه لا يصطنع شيئا، لا ينافق، لا يحاول تغيير ملامح وجهه لتتناسب مع الحدث، سأعرف أن هنالك فعلا شيئا أدّى به إلى ذلك، إنّه لا يرتدي قناعا!

يا ناس يا عالم ياقوم ، لقد هرمنااا! لقد كرهنا المشاعر المزيّفة، تجد أحدنا يتظاهر بأنه فعلا يحسّ بمأساة الشخص الآخر.. لكن ما إن يختفي من ناظرنا حتى تختفي تلك التعابير المزيّفة التي استخدمناها أمامه، يالزيف!
صديقي: في المرّة القادمة، إذا جاءك أحدهم بخبر سيّ فلا تصطنع الحزن و الكآبة، تصرّف على طبيعتك، و إلاّ ستبدو كذاك الشخص الذي يرتدي قناعا فوق وجهه واسمه: القناع، (عجيب، شخص يرتدي قناعا اسمه قناع،! الحمد لله أحيانا أرتدي معطفا لكن اسمي ليس معطف، صدّقني.) ، ولا تنس تتفقّد حنفيّة الماء قبل أن تنام، و السلام.

هناك 7 تعليقات:

  1. عجيب أمرك , متى نرى إسمك مكتوب على الكتاب في المكتبات؟ قانون السخرية ! :P

    ردحذف
  2. عبدو.يجب عليك أن تفرق بين من يصطنعون المشاعر ويتخفون خلف الأقنعة ومن قد يحبوننا ويهتمون لأمرنا.ويفعلون ذلك من أجلنا.زميلك الذي يقول نكتا سخيفة.ماهو شعوره حينما يضحك الناس عليه ويقولون له مباشرة إن نكتته سخيفة..؟وما شعوره حين يضحك شخص على نكته حتى وإن كانت سخيفة ويقول له أنك تملك حسا مرحا -بالطبع دون كذب-..؟أي الأشخاص سيكسب حبه وصداقته؟.
    أنا لا أدعو إلى الزيف والنفاق ولكن أدعو إلى تقدير مشاعر الناس.فحتى محركات البحث تقوم بذلك!!

    ردحذف
  3. السلام عليكم

    شخص يتعامل بهذه الطريقة قد يعتبره الآخرون فاقد الإحساس لا يهمه الناس ولا يحترم مشاعرهم..
    أحيانا من شدة مقت أحدهم اهتمام الناس بالمظاهر والماديات يود لو أنه يتخلص من كل ما يمت بصلة بعيدة أو قريبة بالزيف..

    ردحذف
  4. @مولاي عبدالله
    مرحبا صديقي كيف حالك؟ إشتقنا إلى كتاباتك يا رجل!
    أوّلا يجب أن تقرأ هذا المقال من منطلق أنه ساخر :) كما أنني مقتنع بفكرتك أن الصراحة الزائدة قد تؤذي مشاعر الآخرين، لكن كرأي شخصي أفضّل الصارحة التامة على "التنوفيق" الذي قد يخدع المرئ، محرّكات البحث تقوم بتقدير مشاعر الناس لأنها تحتاج أموالهم!
    تحيّة لك :)

    ردحذف
  5. السلام عليكم

    :)

    عدم التأثر عند ذكر خبر محزن مشكلة "أبار أونتيار" و حلها أن يسأل الله أن يرزقه قلبا حيا رحيما ، أما مراعاة مشاعر الآخرين فمطلوب جدا و لا يلزم أن يكون تنوفيقا ;)

    بالتوفيق

    ردحذف
  6. فيه وجهة نظر ،،صديقك صريح جدا نعم لكن مازاد عن حده انقلب إلى ضده ستصبح قسوة مع مرور الزمن ،،هل تعلم انه يطلب من المصلي أن يتباكى في الصلاة إن لم يبلغ حد البكاء من الخشوع و هذا لا يعني أننا ننافق بل هو تحريك للمشاعر ،،أرى ان الصراحة ليست في مراعاة شعور احدهم نفرح لفرحه و نحزن لحزنه لكن في المواقف التي نعتبرها مبادئ هنا لا يجب أن نكون إلا كما نحن،،أصبحت أفكاري حائرة من تأثير سخريتك عبدو ،دمت مميز

    ردحذف
  7. كثر مثل من ذكرت واعرف كمية كبيرة منهم
    تلك حياتهم
    يسمى النفاق الاجتماعي ويقولون انه به تستمر الحياة والتواصل
    اجد ذلك نصف الحقيقة ولا يخرجنا من "اللا واقعي"
    سلام

    ردحذف