إذا كنت جزائريّا من الطبقة الوسطى، (الطبقة الوسطى تعني أنّكم ممّن يخزّنون كيس عدس أو فاصولياء جاهزا لأيّ قطرات مطر تنزل أو موجات برد فجائية، وأنّكم تشترون أرخص مساحيق الغسيل لأنّكم تدركون أنّ ذاك القميص ناصع البياض الذي يعرضونه في الإعلانات مجرّد كذبة ناصعة البياض، فجميع مساحيق الغزيل لها نفس التأثير فلماذا أضيع نقودي؟ بالضبط! هكذا تفكّر جماعة الطبقة الوسطى،
وكونك طبقة وسطى يعني في أغلب الأحيان أنّك لا تشتري بطاقة الجزيرة الرياضية لمتابعة الدوري الأوروبي، فالمقهى الشعبي تحت عمارتكم الذي يستعمل إحدى أجهزة القرصنة الصينية يفي بالغرض،
مع اقتراب موعد أي مباراة بين ناديين أوروبيين كبيرين يجتمع الناس عند أقرب مقهى و يحجز كلّ شخص كرسيّين طبعا، الأوّل له، ثمّ يرفع الهاتف النقّال مذكّرا صديقه بمباراة الليلة فيحضر صديقه ليجد كرسيّا جاهزا بجانب صديقه...حركة مستفزة لكن الكثيرين يقومون بها! ويعمد صاحب المقهى إلى عدم توفير مقاعد كثيرة لسبب وجيه.
على العموم فأغلبية المتفرّجين يبقون واقفين، رأيت حتى من يتسلّق شجرة قريبة من المقهى فقط لأنّ مجال الرؤية أفضل مع اكتضاض المشاهدين،
تنطلق المقابلة فتبدأ في سماع التحليلات الكروية العبقريّة، الأوّل معجب بذكاء المدرّب الخارق الذي جعله يدع أفضل لاعب في قائمة الإحتياط، بينما يصرّ الآخر أنّ المدرّب أبله معتوه وتاريخه يقول أنّه لم يدخل مدرسة في حياته -طبعا لا يمكنك أبدا التأكد من صحّة المعلومة- ثمّ يقسم بأنّه لو أمسك ابنه الصغير النادي ليدرّبه فإنه سيحرز نتائج أفضل، فعلا أراء كثيرة متباينة يا رجل!
قد تعتقد بأنّ مثل هذه المباريات هي نعمة ورزق وفير على صاحب المقهى، ليس بالضرورة، أغلبية المشاهدين لا يطلبون شيئا، لا قهوة و لا عصيرا، فقط يشاهدون المباراة وينصرفون! ربّما يستمتع صاحب المقهى بشيئ من الحماس و "الهول" الذي يقوم به المتفرجون أثناء تسجيل الأهداف أو ماشابه ، إلى جانب النسبة الزائدة القليلة من الربح الذي يناله من زيادة الزبائن، أتذكّر مرّة كنّا نشاهد مباراة للفريق الوطني حين إنقطع البثّ، فبدأ الجميع بالصراخ و الإنزعاج، صعد أحدهم إلى السقف ليصلح الهوائي فماكان من الجمهور إلاّ أن ألقى جام غضبه عليه : "أسرع!! ستنتهي المباراة!!" يا سلام، شخص يتطوّع لإصلاح الخلل فيتلقى الشتائم،
فعلا في أحيان كثيرة يكون الجمهور مجموعة أوغاد عندما يكون الأمر متعلقا بمشاهدة مباراة للفريق الوطني، في مقهى شعبي، بجهاز قرصنة صيني، مجّانا.
------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة
وكونك طبقة وسطى يعني في أغلب الأحيان أنّك لا تشتري بطاقة الجزيرة الرياضية لمتابعة الدوري الأوروبي، فالمقهى الشعبي تحت عمارتكم الذي يستعمل إحدى أجهزة القرصنة الصينية يفي بالغرض،
مع اقتراب موعد أي مباراة بين ناديين أوروبيين كبيرين يجتمع الناس عند أقرب مقهى و يحجز كلّ شخص كرسيّين طبعا، الأوّل له، ثمّ يرفع الهاتف النقّال مذكّرا صديقه بمباراة الليلة فيحضر صديقه ليجد كرسيّا جاهزا بجانب صديقه...حركة مستفزة لكن الكثيرين يقومون بها! ويعمد صاحب المقهى إلى عدم توفير مقاعد كثيرة لسبب وجيه.
على العموم فأغلبية المتفرّجين يبقون واقفين، رأيت حتى من يتسلّق شجرة قريبة من المقهى فقط لأنّ مجال الرؤية أفضل مع اكتضاض المشاهدين،
تنطلق المقابلة فتبدأ في سماع التحليلات الكروية العبقريّة، الأوّل معجب بذكاء المدرّب الخارق الذي جعله يدع أفضل لاعب في قائمة الإحتياط، بينما يصرّ الآخر أنّ المدرّب أبله معتوه وتاريخه يقول أنّه لم يدخل مدرسة في حياته -طبعا لا يمكنك أبدا التأكد من صحّة المعلومة- ثمّ يقسم بأنّه لو أمسك ابنه الصغير النادي ليدرّبه فإنه سيحرز نتائج أفضل، فعلا أراء كثيرة متباينة يا رجل!
فعلا في أحيان كثيرة يكون الجمهور مجموعة أوغاد عندما يكون الأمر متعلقا بمشاهدة مباراة للفريق الوطني، في مقهى شعبي، بجهاز قرصنة صيني، مجّانا.
------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق