السبت الماضي، كنت في حديقة التجارب "الحامة" بالعاصمة للمشاركة في شيء جميل تمت الدعوة إليه في فيسبوك، في البداية انتشرت منذ أيام قليلة صورة لتجمع 22000 قارئا في تركيا ، ألهمت الصورة الجميع، فحذت تونس حذوها بتنظيم لقاء مشابه بشارع الحبيب بورقيبة فكانت أيضا صورا جميلة، ومن هنا جاءت فكرة اللقاء حيث يجتمع الناس في مكان معيّن ممسكين كتابا و ببساطة يجلسون ويقرؤون، أيضا انتقلت الشرارة إلى كل من المغرب ومصر في الأيام القادمة. المبادرة كانت بعنوان: شعب يقرأ، لا يجوع لايستعبد.
وصلت الحديقة منتصف النهار، ساعة ونصفا قبل موعد اللقاء فاغتنمت الفرصة للتجول في أرجاء الحديقة التي استضافت يوما ما تصوير فيلم طارزان الشهير (حقيقة)، تذكرت هذا الأخير عندما شاهدت الحبال المتدلية من أشجارها العملاقة وكيف أن الحارس يمنعك من الإمساك بها وسحبها، يعني مادمت لست ممثلا أمريكيا وسيما تملك الملايين في حسابك البنكي (وهذا واضح من حذائي المهترئ) فلا، لا يمكنك اللعب بهذه الحبال والإدعاء بأنك ماوكلي. أيضا ألقيت نظرة على الأسماك الملونة في البحيرة القريبة، جميلة كانت، مثل مهرّج يتقن السباحة :) كانت إحدى النساء تطعمها "الشيبس"!! أخبرتها أن "ممنوع إطعام الأسماك" فأجابت بابتسامة أن "علابالي"، ذهلت فانصرفت.
في البداية أحسست وكأن هنالك سوء تفاهم عن مكان اللقاء حيث تناثر القراء هنا وهناك كل واحد في زاوية وحده، شيئا فشيئا تجمع بعض حاملي الكتب في الدرج العلوي بعد النافورة الثانية، فعلم الحاضورن من أجل الحدث أخيرا مكان الإلتقاء، هنا كنت قد التقيت باسماعيل وعبد الله، بعد محادثة خفيفة بدأنا بالقراءة، أو هكذا تظاهرنا! وصل العدد في هذه الأحيان إلى حوالي 80-100 وهو رقم تافه بالمقارنة بعدد الذين أكدوا حضورهم على الفيسبوك والذي وصل إلى أكثر من 2000 ، لكنه رقم عظيم كأول تجربة من نوعها في الجزائر،
كملخص يمكن القول أن المبادرة جميلة جدّا، رغم ما شابها من مظاهر أتحفّظ عليها كنسبة القراءة بالفرنسية مقابل العربية، حسنا لنتجاوز هذه النقطة، ماذا عن الحديث بها؟ هناك خلل، وينبغي إصلاحه،
أتصور أن تنتشر مثل هذه المبادرات في كل ولايات الوطن، ولم لا يكون هنالك موعد شهري (مثلا في الـ20 من كل شهر) يلتقي فيه الناس من أجل القراءة؟ ثم تتطور الأمور إلى تبادل للكتب والتبرع بها؟ هذا ما أتمناه فعلا وأنا متفائل صراحة، ما أتمناه هو أن تبتعد الدولة عن التدخل في هكذا مبادرات، العفوية مطلوبة.
من جهة أخرى، إذا تأملنا في قوة الشبكات الإجتماعية فسنجد أنها تبرهن يوما بعد يوم على مزاياها الكبيرة، أنظر كيف أن صورة واحدة لمجموعة من القراء الأتراك في ملعب ما تؤدي إلى لقاء مماثل في أربع دول، ومازال العدّ متواصلا،
في الأخير بعض الصور:
لقد كنت هناك، لم يكن هنالك طعام مجّاني، رغم ذلك، كان الحدث رائعا
مصدر الصور: ناس نيوز
القراء الأتراك في ملعب :) |
في البداية أحسست وكأن هنالك سوء تفاهم عن مكان اللقاء حيث تناثر القراء هنا وهناك كل واحد في زاوية وحده، شيئا فشيئا تجمع بعض حاملي الكتب في الدرج العلوي بعد النافورة الثانية، فعلم الحاضورن من أجل الحدث أخيرا مكان الإلتقاء، هنا كنت قد التقيت باسماعيل وعبد الله، بعد محادثة خفيفة بدأنا بالقراءة، أو هكذا تظاهرنا! وصل العدد في هذه الأحيان إلى حوالي 80-100 وهو رقم تافه بالمقارنة بعدد الذين أكدوا حضورهم على الفيسبوك والذي وصل إلى أكثر من 2000 ، لكنه رقم عظيم كأول تجربة من نوعها في الجزائر،
الجالسون الثلاثة: اسماعيل وأنا وعبد الله |
أتصور أن تنتشر مثل هذه المبادرات في كل ولايات الوطن، ولم لا يكون هنالك موعد شهري (مثلا في الـ20 من كل شهر) يلتقي فيه الناس من أجل القراءة؟ ثم تتطور الأمور إلى تبادل للكتب والتبرع بها؟ هذا ما أتمناه فعلا وأنا متفائل صراحة، ما أتمناه هو أن تبتعد الدولة عن التدخل في هكذا مبادرات، العفوية مطلوبة.
من جهة أخرى، إذا تأملنا في قوة الشبكات الإجتماعية فسنجد أنها تبرهن يوما بعد يوم على مزاياها الكبيرة، أنظر كيف أن صورة واحدة لمجموعة من القراء الأتراك في ملعب ما تؤدي إلى لقاء مماثل في أربع دول، ومازال العدّ متواصلا،
في الأخير بعض الصور:
لقد كنت هناك، لم يكن هنالك طعام مجّاني، رغم ذلك، كان الحدث رائعا
مصدر الصور: ناس نيوز
شيء رائع قام به الجزائريين والمبادرة التي كانت من طرف الاتراك ولم تمر مرور الكرام على الجزائريين
ردحذفنتمنى ان نرى لقاء المدونين
أرجو أن تقرأ عن مبادرة جمعية الطفولة السعيدة بالعطف ولاية غرداية في مهرجان يوم مع الكتاب الذي يقام سنويا كل نهاية شهر مارس أظن منذ سنة 2007. أتمنى من كل قلبي أن تنتشر هذه الفكرة على مستوى الوطن ليزيد من وعي الأمة. تركيا لم تقم بنهضتها إلا عن طريق العلم
ردحذف