الجمعة، 27 أبريل 2012

حين تقتل الأسطورة

 99
إذا أردت أن تقتل الأسطورة، فاستضفها في برنامج تلفزيوني ودعها تتحدث، ستنتقل من خانة الأسطورة، إلى خانة البني آدم العادي. أنا ضدّ أن تستضاف الشخصيات الخيالية ليراها الناس على حقيقتها، ضد أن يعرف الناس الكاتب وجها لوجه، وتنزع عنه تلك الهالة من القدسية، الكاتب يجب أن يعرف من كتاباته لا من حديثه للناس وتعامله اليومي معهم ولقائهم المباشر، أتحدث عن هذا الأمر بعد مشاهدتي للرائع الدكتور المبدع الكاتب ...إلخ أحمد خالد توفيق وهو يتحدث أمام الكاميرا، فجأة يصير صانع القصص والعوامل الغريبة، الساحر الذي كنت تنظر إليه برهبة يصبح إنسانا مثلك يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يتأتئ ويحكي عن تفاصيل مملة :(، أكيد أنه حين يختلي بالورقة والقلم فإنه يرتكب أشياء جميلة في حق القارئ، أكيد أنه يطبخ التحف الفنية في مجاله، لكن عندما تشاهده يتحدث مباشرة فهو ليس أسطورة بعد الآن، إنه كائن من لحم ودم، شعور عجيب فعلا. أتذكر أن أحد الممثلين الشهيرين الذي نسيت اسمه (أنسى دائما جميع أسماء الممثلين.... ماعدا "توم كروز"...لا أحد ينسى إسم "توم كروز") دائما يتجنب الظهور للإعلام والحديث عن حياته الشخصية، وعندما سئل عن ذلك أجاب بأنه يريد أن يرتبط المشاهد أكثر بالشخصية السينمائية، وهذا يجعله يعيش أجواء الفيلم أكثر...فكرة قريبة مما أقصده، فمثلا لا أستطيع مشاهدة فيلم لـمونك وعدم التفكير في "لوكان ريّحت في لبنان ماشي خير؟" ، أن تجهل بعض التفاصيل لهو شيء جميل أحيانا.

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

لقاء القرّاء-الجزائر

السبت الماضي، كنت في حديقة التجارب "الحامة" بالعاصمة للمشاركة في شيء جميل تمت الدعوة إليه في فيسبوك، في البداية انتشرت منذ أيام قليلة صورة لتجمع 22000 قارئا في تركيا ، ألهمت الصورة الجميع، فحذت تونس حذوها بتنظيم لقاء مشابه بشارع الحبيب بورقيبة فكانت أيضا صورا جميلة، ومن هنا جاءت فكرة اللقاء حيث يجتمع الناس في مكان معيّن ممسكين كتابا و ببساطة يجلسون ويقرؤون، أيضا انتقلت الشرارة إلى كل من المغرب ومصر في الأيام القادمة. المبادرة كانت بعنوان: شعب يقرأ، لا يجوع لايستعبد.
القراء الأتراك في ملعب :)
وصلت الحديقة منتصف النهار، ساعة ونصفا قبل موعد اللقاء فاغتنمت الفرصة للتجول في أرجاء الحديقة التي استضافت يوما ما تصوير فيلم طارزان الشهير (حقيقة)، تذكرت هذا الأخير عندما شاهدت الحبال المتدلية من أشجارها العملاقة وكيف أن الحارس يمنعك من الإمساك بها وسحبها، يعني مادمت لست ممثلا أمريكيا وسيما تملك الملايين في حسابك البنكي (وهذا واضح من حذائي المهترئ) فلا، لا يمكنك اللعب بهذه الحبال والإدعاء بأنك ماوكلي. أيضا ألقيت نظرة على الأسماك الملونة في البحيرة القريبة، جميلة كانت، مثل مهرّج يتقن السباحة :) كانت إحدى النساء تطعمها "الشيبس"!! أخبرتها أن "ممنوع إطعام الأسماك" فأجابت بابتسامة أن "علابالي"، ذهلت فانصرفت.
في البداية أحسست وكأن هنالك سوء تفاهم عن مكان اللقاء حيث تناثر القراء هنا وهناك كل واحد في زاوية وحده، شيئا فشيئا تجمع بعض حاملي الكتب في الدرج العلوي بعد النافورة الثانية، فعلم الحاضورن من أجل الحدث أخيرا مكان الإلتقاء، هنا كنت قد التقيت باسماعيل وعبد الله، بعد محادثة خفيفة بدأنا بالقراءة، أو هكذا تظاهرنا! وصل العدد في هذه الأحيان إلى حوالي 80-100 وهو رقم تافه بالمقارنة بعدد الذين أكدوا حضورهم على الفيسبوك والذي وصل إلى أكثر من 2000 ، لكنه رقم عظيم كأول تجربة من نوعها في الجزائر،

الجالسون الثلاثة: اسماعيل وأنا وعبد الله
كملخص يمكن القول أن المبادرة جميلة جدّا، رغم ما شابها من مظاهر أتحفّظ عليها كنسبة القراءة بالفرنسية مقابل العربية، حسنا لنتجاوز هذه النقطة، ماذا عن الحديث بها؟ هناك خلل، وينبغي إصلاحه،
أتصور أن تنتشر مثل هذه المبادرات في كل ولايات الوطن، ولم لا يكون هنالك موعد شهري (مثلا في الـ20 من كل شهر) يلتقي فيه الناس من أجل القراءة؟ ثم تتطور الأمور إلى تبادل للكتب والتبرع بها؟ هذا ما أتمناه فعلا وأنا متفائل صراحة، ما أتمناه هو أن تبتعد الدولة عن التدخل في هكذا مبادرات، العفوية مطلوبة.
من جهة أخرى، إذا تأملنا في قوة الشبكات الإجتماعية فسنجد أنها تبرهن يوما بعد يوم على مزاياها الكبيرة، أنظر كيف أن صورة واحدة لمجموعة من القراء الأتراك في ملعب ما تؤدي إلى لقاء مماثل في أربع دول، ومازال العدّ متواصلا،
في الأخير بعض الصور:



لقد كنت هناك، لم يكن هنالك طعام مجّاني، رغم ذلك، كان الحدث رائعا
مصدر الصور: ناس نيوز

الخميس، 19 أبريل 2012

عن العنف في ملاعبنا

تبدأ بحفنة من الأطفال الذين يجرون وراء كرة رخيصة الثمن بكل براءة، يرون يوميا الكبار يتشاجرون في المقاهي وأمام شاشة التلفاز حول كرة القدم، يكبر الأطفال ويكبر معهم تعصّبهم الكروي، يصل الصغار إلى مرحلة تسمح لهم بالدخول إلى الملعب وهنا يكشّر المجتمع عن أنيابه، أؤمن أنك إذا أردت أن ترى أقبح ما في مجتمع معيّن: فقم بزيارة ملاعبه، وهذا ما ينطبق علينا، ستجد في ملاعبنا اليوم العنف والتعصب والسرقة والمخدرات و...ماهذه إلاّ مرآة دقيقة للآفات التي يعاني منها المجتمع ، فتظهر مفضوحة أمام الكاميرات، أين هي الأيام التي يحكي لنا عنها أباؤنا بل وشاهدناها على شاشات التلفاز لسنوات السبعينات والثمانينات، ترى الجمهور الجزائري في تشجيعه خلال تلك الفترة فرحا مصفّقا، السعادة واضحة على ملامح وجهه، أين اختفى ذلك الجمهور المسالم؟ سأخبرك، يربي الآباء أبناءهم على أن يصبحوا الأوائل في كل شيء، لا يهم ما هو هذا النشاط: دراسة، رياضة،..إلخ وياحبذا لو اقتصرت مطالب المجتمع على أن تكون الأوّل فقط، بل عليك أن تكره الخاسرين أصحاب المركز الثاني! مجتمع لا يعترف بتفاوت القدرات وتقبّل النتائج بعد بذل المجهود، بل ويربّيه على كره المتفوّق! المتفوّق أو الفائز قد فاز لأنّه شرير جدّا، ولأنّ الحَكَم لعين جدّا ، والعالم يتأمر ضدّه، هكذا هو التشجيع عندنا دون أي مبالغة، أيضا يجب أن لا نصبّ جام غضبنا على المشجعين الكرويين، حالة الإحتقان تملأ الشارع الجزائري كلّه، مجتمع أكثر من ثلثيه شباب، طاقات شبابية هائلة تنتظر أين تستغل، وفي انعدام مشروع واضح للنهضة، يحصل ما حصل في مبارات مولودية سعيدة-اتحاد العاصمة. وهذه نتيجة وتطوّر طبيعي لانعدام القنوات التي يعبّر فيها عن رأيه من جهة، والهوة بين طموحاته وطموحات من يحكمونه، لا أحد يستطيع أن يقنعني أن المسؤولين عن ارتفاع أسعار البطاطا لا يتحمّلون مسؤولية احتقان الشارع، وبالتالي، بشكل ما، مسؤولية عودة العنف في الملاعب، أقول عودة العنف، لأنّه مرّت بنا سنة أو سنتان بعد تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم، فكان ذلك الحدث كالمخدّر للجماهير، لكن لكل جرعة مخدّر نهاية، ولم تدم جرعة كأس العالم طويلا حتى عاد العنف إلى ملاعبنا، هل سنسمع عن محاكمات لمسؤولين عن هذه الأحداث؟ في الأحلام، ستقرأ على الجرائد بعد أسبوع عناوين من قبيل "القبض على مرتكبي مجزرة سعيدة" وسيكونون مجرّد شباب مراهقين لا يدركون ماصنعوا، هل بمعاقبتهم سيتوقّف حمّام الدم في ملاعبنا؟ قطعا، إنهم مجرد كباش فداء. الحل؟ لايحق لك أصلا أن تفكر في حل! إذا كانت العجلة موجودة فلا تضيّع وقتك في إعادة اختراعها، استغل ذلك الوقت في ابتكار محرّك يعمل بطاقة متجددة نظيفة، فقد سبقك إلى اختراعها الإنجليز وآخرون.
----------------
حزن وأسى ...بور سعيد إلى سعيدة
 قف..لا نريد بور سعيد في جزائرنا!

السبت، 14 أبريل 2012

stay human

الإسم: فيتوريو
اللقب: آريغوني
الجنسيّة: إيطالي
الســــؤال: ما الذي يفعله إيطالي في غزّة بحقّ الجحيم؟!!!!

"stay human"، أو "إبق إنسانا" ... هذه العبارة التي كان ينهي بها فيكتور آريغوني جميع مقالاته الصحفية المساندة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم عامة ، وفلسطين خاصة،
تبّا، لو بحثت في كلّ بقعة من لحمه ودمه ستجد عبارات ولافتات تصرخ بالحريّة والتحرّر وعدم الركوع للذل والإستعمار الإسرائيلي، بذراعه الأيمن وشمان: الأوّل كلمة "مقاومة" كتلخيص بليغ لـ36 من من حياته قضاها مقاوما، والثاني لـ"حنظلة"، صبي ناجي العلي الشقيّ الذي يذكّر العالم إلى الأبد بالعار الذي عليهم اتجاه فلسطين وشعبها، وعلى رأي كارلوس لاتوف ، فيتوريو الآن برفقة حنظلة في مكان أجمل بكثير من هذه الأرض

يلعب الصبية الفلسطينيون الغزّاويون بكاميراته الرقمية غالية الثمن فلا ينزعج، يشاركهم المرح واللعب في الصباح، ويساعد الصيادين قرب الشاطئ في المساء، جعل حياته مشروعا تطوّعيّا بالكامل خدمة للقضية الفلسطينية، عاش لها ودعمها بالمال والوقت والحبر وكلّ ما استطاعه، في مثل هذا اليوم 15 أفريل من العام الماضي..أعلن عن انتهاء مهمّة هذا البطل الثائر وتركه لتراب غزّة التي لطالما دافع عنها، غزّة التي أكل وشرب وعاش واختبأ مع شعبها، تضاربت الروايات عن قاتليه، "إسلاميون متطرّفون"..هذا ما أعلن في وسائل الإعلام، والواقع أنهم "لا إنسانيون متخلّفون"، رحل فيتوريو وقد أدّى ما عليه وزيادة اتجاه القضيّة، رحل ولم يمت، علّمنا التاريخ أن من عاش من أجل قضية لايموت إلاّ بموتها، قد يموت مدافعون عنها، لكن هيهات أن تموت القضيّة، واسأل الغزاويين عن ذلك.
ليس العجيب أن يدافع ويعيش إيطالي من أجل قضيّة عادلة، فالمفترض أن هذه طبيعة كل ذي فطرة سليمة، العجيب أن يبيع العرب والمسلمون قضيّة إخوانهم، فيكترث الأجنبي لها في حين يرفع العرب صوت الموسيقى، وصوت معلّق الكرة، عاليا كي يهربوا ويتناسو صراخ المعذّبين من أجل القضيّة!
رحل قبل عام، قتله من دافع من أجل حريّتهم وكرامتهم، أهذا جزاء الإحسان؟
قبل أن يموت، أجاب آريغوني عن سؤال: ما الذي يفعله إيطالي في غزّة بحقّ الجحيم؟!!!!
الجواب: he just stayed human .
-----------------------------

الجمعة، 6 أبريل 2012

عندما زارتنا لويزة

أتذكّر ذلك الخميس البارد منذ شهرين تقريبا، رأيت بوسترات معلّقة على الجدران تعلن أنّ السيدة لويزة حنّون الأمينة العامة لحزب العمّل -وعضوة البرلمان- قادمة إلى مدينتي..
كنت مع صديقي ومررنا بالمجمع الثقافي الذي احتضن لقاءها مع (الشباب)...سألت صديقي إذا كان يشعر بالملل، أجاب بنعم فدخلنا لنستمع إلى ما ستقوله السيّدة من باب قتل الملل ليس إلاّ،
 ولا يخفى على أحد أنّ اسم لويزة حنون له ثقل و هيْبة، يكفي أنها مرشحة للإنتخابات الرئاسية قبل أن أتعلّم أنا نطق عبارة "إنتخابات رئاسية"، على عكس ماتوقعته لم يكن هنالك تفتيش ولا حراسة مشددة فقط عون أمن هنا و حارس المجمع الثقافي هناك ربما يعبث بأنفه، دخلنا فوجدنا القاعة ممتلئة، ليست مكتظّة، فقط ممتلئة، حوالي 100 شخص أغلبهم شباب أعرفهم، شباب بطّال لا يفهم 99% مما تقوله هذه المرأة عن السياسة والخزعبلات، فقط تجده يصفّق عندما تستخدم السيدة استراتيجية (رفع الصوت) أو (تكرار نفس العبارة)، في أحيان كثيرة والسيدة حنون منهمكة في مهاجمة الإسلاميين ونشر المغالطات عنهم في تونس ومصر وليبيا تجد الشباب ينهضون دون سابق إنذار ليغنّوا أغنية ابتكروها في لمح البصر: "معاك يا لويزة، ديري حالة!" لأكون منفا لم أستمع سوى لـ20 دقيقة الأخيرة من كلمتها و تلخّصت في مهاجمة الإسلاميين في الدول العربية واتهامهم بموافقة على التطبيع مع اسرائيل وإلى حدّ الآن هذا لم يحصل، ومهاجمة السفير الأمريكي "لتدخّله في اشؤون الداخلية الجزائرية" على حدّ قولها وهذا ما ألهب الجمهور بالمناسبة. فعلا كان الحضور أقرب إلى جمهور الكرة منهم إلى شباب واع لما تقوله السيّدة، فقط ناس جاءت "تزهى"
عندما اختتمت كلمتها بدأ الجمهور بإطلاق الشعارات على طريقة الملاعب الكروية "لويزة حنون أعطينا الفيزا ! لويزة حنون أعطينا السكن !" وهي تحيّيهم متظاهرة بأنها لا تفهم مايقولون،

عنما انتهت كلمتها و انتهى الملتقى وتفرّق الجمع، إنطلقت هي بسيارتها الخاصة BMW الجديدة إلى وجهة مجهولة، وعاد الشباب (الزاوالي) بأرجلهم إلى الحائط والسيجارة، أعتقد أن العبارة الأخيرة تلخّص كل شيء.
------------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة
#لويزة حنون #برج منايل

عرس كروي في مقهى شعبي

إذا كنت جزائريّا من الطبقة الوسطى، (الطبقة الوسطى تعني أنّكم ممّن يخزّنون كيس عدس أو فاصولياء جاهزا لأيّ قطرات مطر تنزل أو موجات برد فجائية، وأنّكم تشترون أرخص مساحيق الغسيل لأنّكم تدركون أنّ ذاك القميص ناصع البياض الذي يعرضونه في الإعلانات مجرّد كذبة ناصعة البياض، فجميع مساحيق الغزيل لها نفس التأثير فلماذا أضيع نقودي؟ بالضبط! هكذا تفكّر جماعة الطبقة الوسطى،
وكونك طبقة وسطى يعني في أغلب الأحيان أنّك لا تشتري بطاقة الجزيرة الرياضية لمتابعة الدوري الأوروبي، فالمقهى الشعبي تحت عمارتكم الذي يستعمل إحدى أجهزة القرصنة الصينية يفي بالغرض،
مع اقتراب موعد أي مباراة بين ناديين أوروبيين كبيرين يجتمع الناس عند أقرب مقهى و يحجز كلّ شخص كرسيّين طبعا، الأوّل له، ثمّ يرفع الهاتف النقّال مذكّرا صديقه بمباراة الليلة فيحضر صديقه ليجد كرسيّا جاهزا بجانب صديقه...حركة مستفزة لكن الكثيرين يقومون بها! ويعمد صاحب المقهى إلى عدم توفير مقاعد كثيرة لسبب وجيه.
على العموم فأغلبية المتفرّجين يبقون واقفين، رأيت حتى من يتسلّق شجرة قريبة من المقهى فقط لأنّ مجال الرؤية أفضل مع اكتضاض المشاهدين،
 تنطلق المقابلة فتبدأ في سماع التحليلات الكروية العبقريّة، الأوّل معجب بذكاء المدرّب الخارق الذي جعله يدع أفضل لاعب في قائمة الإحتياط، بينما يصرّ الآخر أنّ المدرّب أبله معتوه وتاريخه يقول أنّه لم يدخل مدرسة في حياته -طبعا لا يمكنك أبدا التأكد من صحّة المعلومة- ثمّ يقسم بأنّه لو أمسك ابنه الصغير النادي ليدرّبه فإنه سيحرز نتائج أفضل، فعلا أراء كثيرة متباينة يا رجل!

قد تعتقد بأنّ مثل هذه المباريات هي نعمة ورزق وفير على صاحب المقهى، ليس بالضرورة، أغلبية المشاهدين لا يطلبون شيئا، لا قهوة و لا عصيرا، فقط يشاهدون المباراة وينصرفون! ربّما يستمتع صاحب المقهى بشيئ من الحماس و "الهول" الذي يقوم به المتفرجون أثناء تسجيل الأهداف أو ماشابه ، إلى جانب النسبة الزائدة القليلة من الربح الذي يناله من زيادة الزبائن، أتذكّر مرّة كنّا نشاهد مباراة للفريق الوطني حين إنقطع البثّ، فبدأ الجميع بالصراخ و الإنزعاج، صعد أحدهم إلى السقف ليصلح الهوائي فماكان من الجمهور إلاّ أن ألقى جام غضبه عليه : "أسرع!! ستنتهي المباراة!!" يا سلام، شخص يتطوّع لإصلاح الخلل فيتلقى الشتائم،
 فعلا في أحيان كثيرة يكون الجمهور مجموعة أوغاد عندما يكون الأمر متعلقا بمشاهدة مباراة للفريق الوطني، في مقهى شعبي، بجهاز قرصنة صيني، مجّانا.
------
مدونتي في مسابقة آرابيسك هنا
مصدر الصورة